هل أنا الأم التي يحتاجها أطفالي فعلاً ؟
الأم التي يحتاجها أطفالي: كان لديّ أفكار حول الطريقة التي أود أن أربي بها أطفالي حتى قبل أن أفكّر في انجابهم. حين حملت بهم، خططتُ لما سأقوم به في كل موقف، لم أشأ أن أكون أماً فوضوية وغير منظّمة.
تخيلتُ كيف سأعلّمهم الصلاة وحتى كيف سيتصرف على مائدة الطعام. قلت لنفسي إنني لن أقدم لهم أبداً أيّ طعام غير صحيّ وإنني سأعلمهم أن يكونوا شجعاناً ومستقلين وكرماء. باختصار، وضعتُ خططاً لأشخاص لم أكن أعرفهم، وهذا خطأ كبير!
أدركتُ لاحقاً أنّ عليّ أن أكون الأم التي يحتاج إليها كل واحد من أطفالي، وليس تلك الأم التي خططت لأن أكون عليها؛ صارمة أحياناً، حنونة في أحيان أخرى، أمٌ تحمي أطفالها أحياناً ومندفعة في أحيان أخرى. فكل طفل يحتاج إليّ بطريقة مختلفة، لأن كل واحد منهم يختلف عن الآخر.
نظرة الآخرين غير مهمة
لدي صديقات حميمات أستطيع أن أتشارك معهن بكل صدق وصراحة المصاعب التي تواجهني أحياناً في تربية أطفالي، تماماً كما أستمع إلى مشاكلهن. نضحك ونقلق معاً، نبحث عن بدائل ونحذر بعضنا من بعض المخاطر. إنهن شريكاتي في تجربة الأمومة هذه، من بعد والد أطفالي.
لكنني تعلمت أيضًا أن ثمة نظرات وكلمات لا لزوم لها، وهي تعود لأشخاص أصحاب نوايا سيئة يريدون أن يبدوا مثاليين في عيون الآخرين. هذه النظرات وهذه النصائح لا قيمة لها اليوم بنظري. أعتقد أنهم يحتاجون إليّ كشخص يمكنهم أن يتباهوا بأنفسهم أمامه.
تعلمت أن أتفوق على نفسي
علّمني أطفالي أنني قوية ومثابرة أكثر مما كنتُ أعتقد. علّموني أن أركّز على الهدف وليس على العقبات والصعاب وجعلوني أدرك أني قادرة على النجاح من دون توبيخهم.
اليوم، أنا حقاً نسخة أفضل عن ذاتي مقارنة بما كنت عليه حين وُلِدوا. لقد جعلوني أعيد بناء ذاتي، وشجّعوني على أن أصبح أفضل. لعل جسدي والهالات السوداء تحت عينيّ تظهر عكس ذلك، هذا من دون الحديث عن أظافري!
أنا لا أقول إنني لا أفتقد مظهري القديم، لا بل سيكون من الرائع فعلاً لو تمكنتُ من استعادته، لكنني لن أغير ما أصبحتُ عليه اليوم مقابل أي شيء في الوجود.
أستيقظ كل يوم وفي داخلي رغبة في أن أكون الأم التي يستحقون، أمٌ لديها قوة لا تقهر تمكّنها من تربيتهم وفقاً لحاجة كل واحد منهم، وليس كما أرغب أنا فقط لإرضاء كبريائي وغروري.