ما الذي يجعل الأم تبعد الأب عن أطفالهما وتمنعه من ممارسة دوره؟
كيف تتطور سيطرة الأم؟
ظاهرة الحاجة إلى السيطرة عند الأم شائعة وقد خضعت للعديد من الأبحاث العلميّة. وغالباً ما تظهر هذه الحاجة عند انجاب الطفل الأول وعند الأمهات المتقدّمات بعض الشيء في السن.
يُشبّه المصطلح الأم بالحارس في الملهى الليلي الذي يمنع الأب منعاً تاماً من الوصول إلى الطفل (وقد يمنع أشخاصاً آخرين).
ثمة أسباب متنوعة تجعل الأم تعتبر نفسها “الأخصائيّة الوحيدة الكفؤة عندما يتعلّق الأمر بأولادها”. بالتالي، ترى بعض النساء دور الأم في مجتمعنا كدور “لا يحظى بقدر كافٍ من الاعتراف في حين أنّ الشريك في العمل يجد التأكيد اللازم.” لذا، يرغبن في أن يعلنَ على الملأ: “هنا، أنا صاحبة كفاءة عاليّة!”
أما السبب الآخر فهو أنّ النساء يحاولن تعويض نقص تقدير الذات لديهن عبر لعب دور الأم المثاليّة. ففي علاقة حصريّة بين الأم وطفلها، يمكن لأم مثل لينا أن تتفتح وتستعرض قدرتها على القيام بالعمل على أكمل وجه وتعزز ثقتها بنفسها في هذه السلطة التي تطالب بها.
علاوة على ذلك، يمكن لتحكّم الأم أن يظهر في الصراع على السلطة ضمن ثنائيّ يعاني من خلل.
غالباً ما يدور الصراع حول العلاقة بين الأم والأب. ويرى المعالجون فيها “اضطراب في الصلة”. بالتالي، لا يمكن للأم التي تعشق السيطرة أن تقيم علاقة مع أكثر من شخص واحد فتختار أن تركّز على الطفل. وينبغي البحث عن السبب في الطفولة غالباً.
تريد الأم أن تتحكّم بالعلاقة بين الأب والطفل إلى حدّ يحول دون قيام أيّ رابط بين الاثنين.
سيطرة الأم وتحكّمها عند الانفصال
في بعض الحالات المتطرفة، كالانفصال مثلاً، يمكن أن تؤدّي سيطرة الأم وتحكّمها إلى تصوير الأب في علاقته مع الولد على أنه كائن من دون قلب، غير مسؤول وغير مهتم.
يمكن للمرأة المعنيّة أن تستمد من هذا تأكيداً عميقاً لسلطتها ونفوذها.
في الواقع، تترعرع بعض هؤلاء النساء في عائلات تتوزّع فيها الأدوار بشكل كلاسيكيّ: الأب يذهب إلى العمل، ويقع الولد ضمن نطاق مسؤوليّة الأم.
إذا تكرر هذا النموذج واعتبرت المرأة دورها كأم على أنه واجب أعمى، فيمكن لعدم التوازن الملموس أن يؤدّي إلى إحباط كبير. وللتعويض عن هذا الإحباط، ترفض أن تسمح للشريك بالوصول إلى “ميدانها”، حتى في الحضانة المشتركة!
في حال الانفصال، غالباً ما يجري إقصاء الأب عن الطفل بغية معاقبته وحماية الصغير منه. ويهدف هذا السلوك إلى إفهام الزوج السابق أنه فشل كزوج وكأب.
سيطرة الأم وتحكّمها… ما العمل؟
إذا لم يُسجّل أيّ تحسّن، يمكن للآباء المعنيين أن يتواصلوا مع جهات متخصصة كما يمكن للمحكمة عند الحاجة أن تمنح الأب حق الزيارة إلا أنّ هذه الاجراءات تميل إلى القضاء على العلاقات ويجب تركها كخيار أخير.
على أيّ حال، يجب التحلّي بالكثير من الصبر والحساسيّة في هذا الوضع الحساس. وغالباً ما يساعد الوقت والحوارات المتكررة الأم على أن ترى أفعالها الخاطئة وأن تنفتح مجدداً على الأب.