تطور دماغ الطفل من 3 إلى 5 سنوات: كيف نحسن قدراته الفكرية والنفسية

0

يعالج الدماغ المعلومات شيئاً فشيئاً بشكل أسرع. وتحدث القدرات الفكرية لدى طفلكم تقدماً سريعاً.

تقول الباحثة في آليات الدماغ لتعلم الأطفال سارة ليبي، إذا كان طفلكم يتقدم ويكبر بسرعة في هذا السن، فإن ذلك يعود إلى الميلين (غشاء الخلايا الدبقية النخاعية للجهاز العصبي)، وهي مادة بيضاء تتيح للخلايا العصبية التنقل بشكل أسرع في الدماغ. “بالتالي يعالج الدماغ المعلومات بشكل أسرع، ما يتم تجسيده في الواقع عبر تحسن القدرات الفكرية والحركية والعاطفية والاجتماعية”. كما تستمر المادة البيضاء في دماغ طفلكم بالتطور حتى يبلغ حوالى 25 عاماً.

إتقان اللغة

بين 3و5 سنوات، تحدث تغييرات في الدماغ مما يجعل الألعاب التي يمارسها الطفل أكثر تعقيداً. يصبح لدى الطفل هدف أثناء اللعب شيئاً فشيئاً، على سبيل المثال بناء منزل. مما يدفعه إلى التفكير بالطريقة الأفضل للبدء بهذه المهمة وبحل الصعوبات الصغيرة.

خلال هذه المرحلة، يحب الطفل كثيراً لعب ألعاب التخيّل بشكل عام. على سبيل المثال، غالباً ما تلعب أوفيني أدواراً عائلية مع أختها التي تبلغ من العمر 7 سنوات. يقول والدها “إن بإمكانها أن تؤدي كل الأدوار: دور الأم، دور الأب، دور الطفل الرضيع، وحتى دور كلب الأسرة. كما أنها تطور شخصياتها عبر جعلهم يؤدون كل أنواع الأنشطة. كما أنها تقلد ما تراه في حياتها اليومية. كنا نقوم ببعض الأعمال في المنزل، وذات مرة تظاهرت بأنها تقوم بإصلاح النوافذ.”

يقدم اللعب مجموعة كبيرة من الفوائد: يحفز الإبداع، الذاكرة، الاستقلالية، مهارات اتخاذ المبادرة والقرارات، وما إلى ذلك. للعب دور مهم جداً على الصعيد الاجتماعي أيضاً. في الواقع، إن الطفل يتعلم عبر اللعب شيئاً فشيئاً المشاركة والتعاون وانتظار دوره والتفاوض وتخيل نفسه مكان الشخص الآخر، واحترام القواعد (حتى لو كان ذلك يبدو صعباً قبل بلوغ ال5 سنوات).

وبالتالي، من الجيد أن يحصل طفلكم الصغير على أكبر عدد ممكن من الفرص للعب مع الأطفال الآخرين. في الواقع، يجد الطفل البالغ من العمر 5 سنوات صعوبة في اختيار الاستراتيجيات الصحيحة أو في تطبيق حل يُعرض عليه بمفرده لحل نزاع ما. بالتالي ما زال طفلكم بحاجة إلى دعمكم في هذه المرحلة.

الألم ينشأ في الدماغ

بغض النظر عن المكان الذي يسبب الألم لطفلكم، ينطلق الشعور بالألم من الدماغ. إذ ان الدماغ يتصل بالجهاز العصبي ومستقبلات الجسد.

حين يقع طفلكم ويُصاب بجرح في ركبته على سبيل المثال، يرسل الجهاز العصبي والمستقبلات إشارة إلى الدماغ، مما يساهم في تخفيف الألم. هذا ما يحدث عندما تواسون طفلكم عبر فرك مكان الألم أو الغناء على سبيل المثال. على عكس ذلك، من الممكن لشعور طفلكم بالألم أن يزداد إذا كنتم تشعرون بالتوتر أو تبالغون عبر زيادة أهمية الموقف. عبر الحفاظ على هدوئكم قدر الإمكان، أنتم تساهمون في التخفيف من حدة شعوره بالألم.

للتذكر
  • الاهتمام والعاطفة اللذان تمنحونهما لطفلكم، وكذلك التفاعلات التي تقومون بها معه، تساعد في نمو دماغه بشكل جيد.
  • خلال مرحلة الطفولة المبكرة، يتغير الدماغ ويتطور بالتناغم مع الأمور التي يتعلمها الطفل.
  • كلما زاد نمو دماغ طفلكم، زادت قدرته على التفكير والتخطيط للأفعال وإدارة دوافعه.
اترك رد