كيف تعلمين ابنتك المشاركة والتعاطف والابتعاد عن الأنانية

0

تعلّم المشاركة والاهتمام

من المهم أن تدرك ابنتك أن الجميع ليسوا محظوظين مثلها. فحتّى وإن كانت تعيش في محيط متواضع ولا يتوفّر المال بكثرة، لديها والدان يقومان بأقصى ما يمكنهما لمنحها تربية صالحة. وبالتالي فإنها غنية، مهما يكن كشف حسابك. لسوء الحظ، لا يحظى العديد من الأولاد الآخرين بمثل هذه الرعاية. فتحدّثي إذن إلى ابنتك عن النِّعم الكثيرة التي تتمتّع بها وساعديها على أن تشعر بعرفان الجميل لكل ما لديها. وقد يُترجم عرفان الجميل هذا باستعدادها لأن تفتح عينيها لرؤية الناس الأقل حظّاً منها.

عندما تذكر ابنتك شخصاً عانى محنةً أو بليّة ـ عندما تشاهد في الأخبار عائلة احترق منزلها وليس لديها أي تأمين أو تلاحظ صورة في الصحيفة لفتاة دُمّرت مدرستها في الحرب أو عندما ترى شدّة الضربة التي تلقتها منطقة خليج المكسيك جرّاء التسرّب الهائل للنفط ـ دعيها تعبّر عن مشاعر الشفقة.

اطرحي عليها الأسئلة التالية، أو أسئلة مماثلة، لسبر إحساس التعاطف الذي يتنامى في داخلها:
  • ما رأيك في هؤلاء الناس؟
  • هل يمكنك أن تتصوّري ما الذي يجري في أذهانهم؟
  • أ تودّين القيام بشيء لمساعدتهم؟

عبر التركيز على حياة الآخرين، ستتعلّم أن تصبح أقلّ أنانية، وعندما تتصرّف بناء على عدم أنانيتها، ستتعلّم عمل الخير ومساعدة أناس آخرين. وستنضمّ أيضاً إلى صفوف العديد من الأولاد الآخرين الذين يساندون في عمر مبكر الأشخاص في حيّهم الذين عاكسهم الحظ، الزملاء في الصفّ الذين يختبرون مِحَناً مفاجئة، شخصاً فقد عمله، أو الأشخاص المشرّدين الذين يعيشون في منطقتهم.

العلاقة السامة
ado
معلومة ضرورية

يشكّل الوالدان المصدر الرئيسي للنصائح في ما يتعلّق بإدارة المال التي يتلقّاها المراهقون. وتقول 50 بالمئة من الفتيات إنهن تلقّين أكبر قدر من النصائح من أمّهاتهن، وتقول 27 بالمئة فقط إنهن تلقين أكبر قدر من النصائح من آبائهنّ، وفقاً لاستطلاع رأي.

إعطاء الدروس

إن منح مصروف جيب لابنتك طريقة ممتازة لتعليمها المشاركة والاهتمام. إن امتلاكها لبعض المال يمنح ابنتك شيئاً ملموساً تتقاسمه مع الآخرين ـ ثمار عملها في البيت والحديقة. بعد تلقّيها مصروفها الاسبوعي، يمكنها أن تحمل القطع النقدية أو الأوراق المالية في يدها وتقرّر المساهمة بجزء من هذا المال في قضية نبيلة من اختيارها.

هناك قاعدة يعتمد عليها الكثير من الأهل وهي قاعدة «الأثلاث» وتنصّ على أن ثلث مصروف الجيب يذهب إلى حساب التوفير وثلث آخر منه تنفقه مثلما ترغب، والثلث الأخير يذهب إلى الغير على شكل مساهمة إلى جمعية خيرية تختارها.

قلب حنون

اتركي ابنتك تختار قضيّة تتعاطف معها. هناك العديد من المنظّمات والأحداث الخيرية، من الهلال الأحمر إلى جمع التبرّعات بإشراف المدرسة، وحملات التبرّعات التي ترعاها أماكن العبادة، التي تحتاج إلى مساهمات ابنتك الرؤوفة. ولا تحتاج هذه المؤسّسات الخيرية إلى مساعدتها المادية فقط ولكن إلى وقتها وإلى قلبها الحنون أيضاً.

ويعني هذا أن لديك خياراً ـ إمّا أن تشتركي في عملها التطوّعي أو ترافقك هي في العمل التطوّعي الذي تقومين به أنت.

تنبيه

لا تجبري ابنتك على التبرّع بغطاء أو دب محشو عزيز على قلبها للجمعية الخيرية إلاّ إذا كانت مستعدّة للانفصال عنه. إن إكراه فتاة على أن تصبح أكثر إحساناً يمكن أن يولّد ارتدادات عكسية ويجعلها أقل استعداداً للمشاركة في أي شيء. لا ترسلي بعضاً من مالها إلى مجموعة تجمع التبرّعات من دون الحصول أوّلاً على إذنها، والأفضل أيضاً أن تدعيها ترسل المبلغ بالبريد أو تنقر على «الماوس» لإرسال المبلغ عبر الكمبيوتر.

من المفيد جداً بالنسبة لابنتك أن ترى أمّها وأباها يقضيان بعض الوقت في العمل في توزيع الحساء للمحتاجين مرّة في الشهر، أو المساهمة في حملة لجمع الألعاب لصالح الأولاد الفقراء. وستشعر بالحماسة للذهاب معك إلى المتجر لشراء قرطاسية جديدة لطلاّب في هذه البلاد أو في بلاد على مسافة قارّة من هنا يعودون إلى مدارسهم التي غمرتها المياه وأفسدتها جرّاء إعصار أو تسونامي.

اترك رد