امتحان النقطة السوداء:
ذات يوم، دخلت إحدى المعلمات إلى الصف وطلبت من طلابها الاستعداد لسؤال مفاجئ. ثم وزعت ورقة على كل طالب. من أول نظرة، لاحظ كل الطلاب أنه لم يكن هناك أي سؤال. لقد كانت الورقة بيضاء، باستثناء نقطة سوداء في وسط الورقة.
على الرغم من الحيرة التي بدت على وجوه طلابها، لم تقدم المعلمة أي تفسير. كل ما قالته لهم هو التالي: “يجب أن تؤلفوا جملة تصف ما ترونه على هذه الصفحة.”
بدأ الطلاب بإنجاز هذا الامتحان الغريب بارتباك.
بعد 10 دقائق، التقطت المعلمة الأوراق وبدأت في قراءتها بصوت مرتفع أمام كل الطلاب. ذكر جميع الطلاب النقطة السوداء. حتى أن العديد منهم قام بوصف موقع النقطة في وسط الورقة.
بعد قراءة كل النتائج، قامت المعلمة أخيراً بتفسير سبب هذا السؤال:
“لن أقوم بوضع علامات على هذا الامتحان. كل ما أردته هو أن تفكروا قليلاً. في إجاباتكم، لم يكتب أحد عن الجزء الأبيض من الورقة. ركز الجميع على النقطة السوداء. غالباً ما نميل إلى التركيز فقط على النقاط السوداء في الحياة: المرض، الإهانة، قلة المال، إمتحان مخيب للآمال…”
“لكن هذه النقاط السوداء هي فعلياً صغيرة جداً حين نقارنها بكل ما لدينا في حياتنا. توقفوا عن النظر إلى النقاط السوداء في حياتكم وانتبهوا إلى كل ما تكسبونه وتستفيدون منه. استمتعوا بكل الأمور التي ترضيكم وتسعدكم، استمتعوا بكل لحظة إيجابية، بكل علاقة، بكل ابتسامة، بكل موسيقى… انظروا إلى وفرة الأمور الإيجابية من حولكم. الآن لاختتام هذا التحليل، قارنوا بين المنطقة التي يغطيها كل من اللون الأبيض والأسود في هذه الصفحة.”
يميل الدماغ البشري بشكل طبيعي إلى إعطاء وزن (وتذكر) التجارب أو التفاعلات السلبية أكثر من تلك الإيجابية – فهي تبرز أكثر. يشير علماء النفس إلى هذا على أنه تحيز سلبي. يقول عالم النفس والمؤلف ريك هانسون: “إن أدمغتنا موصولة بالكشف عن الأشياء السيئة” .
عندما ننتبه إلى هذا الجانب النفسي ونعي السبب وراء تركيزنا على الأشياء السيئة سنبدأ بالنظر إلى حياتنا بنظرة أخرى يملأها الجانب التفاؤلي