Site icon التربية الذكية

التأتأة أو التلعثم: أهو حالة مؤقتة أم دائمة؟ كيف نتعامل مع التلعثم حتى لا يتأذى طفلكم

التأتأة أو التلعثم

ado

التأتأة أو التلعثم:
جاءت والدمع في عينيها.. وهو أمر يتكرر مؤخراً .. ضممتها إلى صدري : “ما بك يا صغيرتي..؟”

لم تجبني بل ازداد دمعها انهماراً فغصصت أنا أيضاً ولكني تمالكت نفسي ورحت أخفف عنها.. “لا بأس يا صغيرتي لكل شيء حل”…أجابتني وسط دموعها ونشيج بكائها : “كل شيء إلا حالتي.. لماذا أنا دون رفاقي جميعاً أتأتئ .. لماذا أنا وحدي من يتأتئ؟”

ترددت في الإجابة ولكنها قررت أن تجيبني أخيراً: سألتني المعلمة سؤالاً وحين أجبت رحت أتأتئ فضحك رفاقي عليّ وضحكت المعلمة أيضاً.. لم أعد أريد الذهاب إلى المدرسة..

يا إلهي ما أقسى الإنسان حتى الأطفال الذين نقول إنهم أبرياء تجدهم مجبولين بالقسوة والمجتمع الذي نعيش فيه يتصيد أخطاءنا ونحن السليمين .. فكيف بحال أصحاب العاهات وكيف بحال من يعانون كطفلتي من التأتاة أو الأطفال الذين يمصون إصبعهم أو الأطفال الذين يعانون من أي مشكلة لها علاقة بالشكل كأذنين كبيرتين أو ما شابه.. شعرت بالثورة تغلي في داخلي وتمنيت لو أمسك بخناق تلك المعلمة وأولئك الأطفال الذي ضحكوا على طفلتي.. ولكن هل من نفع..

كان أمامي خيارين إما الانجرار وراء غضبي وإما الانجرار وراء عقلي.. فقررت أن أترك الخيار للعقل فالحل في معرفة الأسباب التي تجعل طفلتي تتأتئ والبحث عن حل.. هل المشكلة فيّ وفي أبيها أم المشكلة عضوية أم نفسية ؟.. ومن هنا بدأت رحلتي في البحث عن إيجاد حل لمشكلة يعاني منها آلاف الأطفال الذي يتعذبون في كل يوم ألف عذاب..

هل أسباب التأتأة محض نفسية؟ وأي دور يلعبه تعزيز ثقة الطفل الذي يعاني من هذه المشكلة أو أي مشكلة شبيهة في معالجة حالات كهذه؟

Speech therapist working with cute girl in clinic
ما هي التأتأة أو التلعثم؟

التلعثم — يُسمى أيضًا بالتأتأة وهو يبدأ في مرحلة الطفولة . يعرف الأشخاص الذين يتلعثمون ما يريدون قوله، ولكنهم يجدون صعوبة في التحدث به. على سبيل المثال، قد يكررون أو يطيلون كلمة أو مقطعًا أو صوتًا ساكنًا أو صوتًا من أصوات حرف العلة. أو قد يتوقفون أثناء الكلام لأنهم وصلوا إلى كلمة أو صوت يتسبب في مشكلة لهم.

يُعد التلعثم شائعًا لدى الأطفال الصغار كمرحلة طبيعية من تعلمهم الكلام. قد يتلعثم الأطفال الصغار حينما يكون كلامهم وقدراتهم اللغوية غير متطورة كفاية لتتماشى مع ما يودون قوله. ولكن معظم الأطفال يكبرون ويتخلصون من هذا التلعثم الذي يحدث خلال النمو.

في بعض الأحيان، يكون التلعثم حالة مزمنة ويستمر حتى مرحلة البلوغ. يمكن لهذا النوع من التلعثم أن يؤثر على الثقة بالنفس والتعامل مع الأشخاص الآخرين.

متى على الأهل استشارة الطبيب؟

ينبغي الاتصال بالطبيب لطلب الإحالة إلى اختصاصي أو الاتصال مباشرةً باختصاصي بمشاكل اللغة والتخاطب لتحديد موعد الزيارة في حال وُجدت هذه العلامات:

الأسباب

يستمر الباحثون في دراسة الأسباب الكامنة للتلعثم. هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا في هذا الشأن. من الأسباب الممكنة لحدوث الإصابة بالتلعثم أو التأتأة ما يلي:

تشوهات في القدرة على التحكم بحركات الكلام. تشير بعض البراهين العلمية إلى أن التشوهات في القدرة على التحكم بحركات الكلام، قد يكون لها دور في هذا الشأن.

العوامل الوراثية. يشيع التلعثم بين أفراد الأسرة الواحدة، إذ ينتج التلعثم عن تشوهات وراثية (جينية).

التلعثم الناتج من أسباب أخرى

قد تتسبب الجلطات أو الإصابات الدماغية أو اضطرابات الدماغ الأخرى ببطء الكلام أو توقفه وهو ما يسمى التلعثم العصبي.

كما قد تتعطل طلاقة الكلام بسبب الألم العاطفي. وقد يواجه الأشخاص، الذين لا يعانون من التلعثم، الاضطراب في التكلم بطلاقة عند شعورهم بالتوتر أو بالضغط النفسي. كما أن الشخص المصاب بالتأتأة تزداد تأتأته في مواقف نفسية كهذه.

صعوبات التخاطب التي تظهر بعد الصدمة العاطفية (التلعثم العصبي) غير شائعة ولا تشبه التلعثم الذي يأتي مع النمو.

العلاج

بعدما يقيّم الاختصاصي بأمراض التخاطب واللغة الحالة، سيستطيع اتخاذ القرار بشأن العلاج . هناك العديد من الأساليب المتاحة لعلاج الأطفال والبالغين الذين يعانون من التلعثم. نظرًا لاختلاف الاحتياجات الفردية والمشاكل، يمكن ألا تكون الطريقة أو مجموعة الطرق المفيدة لشخص ما فعالة مع غيره.

قد لا تقضي المعالجة على التلعثم بشكل كامل، ولكن يمكنها تعليم مهارات تساعد على:

التأقلم والدعم
التواصل مع الآخرين

قد يكون من المفيد للأطفال والأهل والبالغين الذين يعانون من التأتأة أن يتواصلوا مع آخرين يعانون أيضًا من التلعثم أو لديهم أطفال يعانون من التأتأة. توفر العديد من المنظمات مجموعات دعم. مع تقديم التشجيع، قد يقدم أعضاء مجموعات الدعم النصيحة وخطوات التكيف التي قد لا تكون على دراية بها

آمال الاتات

Exit mobile version