أنت بحاجة إلى 153 غراماً لتصبحي أماً نموذجية هادئة
لتصبحي أماً نموذجية:
سآخذك في رحلة إلى المستقبل، من خلال هذا المقال. إنه مستقبل قريب إذ سأصحبك إلى نهار الاثنين بعد حوالى الأسبوعين من الآن.
في هذا اليوم، تغيّر شيء ما. إنها الساعة 13:30. إنه الموعد المحدد.
تجلسين مرتاحة إلى مكتبك أو طاولة غرفة الاستقبال أو في أحد المقاهي. أنت وحدك والهدوء يسود من حولك. ها قد تولّى المقرّبون منك المسؤولية بدلاً منك أو ها قد عزلت نفسك عن العمل مدة 20 دقيقة.
تعدّين لنفسك فنجاناً من القهوة الساخنة (أو كوب شراب ساخن) أو تعدّين واحداً. تحضّرين قلمك المفضّل. يتوقّف العالم ودوامته الجهنميّة مدة 20 دقيقة. ويتوقّف دفق أفكارك المتواصل أيضاً.
هذه اللحظة لك، ولك وحدك.
تفتحين مفكّرتك، تلك التي اخترتها خصيصاً لهذه اللحظة وتبدئين بالكتابة.
الأسبوع الفائت، فقدت مجدداً أعصابك وانفجرت في وجه ولدك، ولم يساعدك زوجك في حلّ الأزمة والتعامل معها، فشعرت مرة أخرى بأنّ هذا الضغط كله يفوق قدرتك على التحمّل ويكاد يخنقك.
لكن كل شيء على ما يرام الآن. أنت على السكّة الصحيحة ويمكنك أن تشعري بالثقة.
خلال هذه الدقائق العشرين التي تمنحينها لنفسك أخيراً، لست في معرض الحكم على نفسك أو الشعور بالذنب بل أنت موضوعيّة.
هذا الإثنين، ما بين الساعة 13:30 والساعة 13:50، أنت من يقرر. بالتالي، تختارين أن تجري تمريناً حول الأمور التي تزعجك وتثير أعصابك أو تمريناً حول أسباب شعورك بالذنب.
تسمحين للأسئلة بأن تتولى إرشادك وقيادتك. وتُفرغ الكتابة كل ما يتزاحم في عقلك وقلبك ويثقلهما. المسألة سهلة وبسيطة وسلسة.
قد يكون التمرين مزعزعاً لطمأنينتك في بعض الأحيان… لأنّ الكتابة تجعلك تغوصين في داخلك… في بعض الزوايا التي من الأسهل عادة أن نتركها مخفيّة في الظل.
أخيراً، أنت صادقة مع نفسك… وتضيفين إليها الكثير من اللطف والهدوء.
يكاد الفنجان يفرغ. وقد مرّت الدقائق العشرون بسرعة… يمكنك أن تستعيدي وتيرة حياتك السريعة بسرعة 100 كلم في الساعة.
لكن شيئاً ما تغيّر. استعدت ثقة وطاقة فقدتهما منذ وقت طويل. بدأت تفهمين مسببات استيائك، وتفهمين مصدر رد فعلك العنيف.
لم تصدري على نفسك الأحكام بل أجبت وحسب على الأسئلة بكل هدوء. منحت نفسك بعض الوقت الخاص لكي تعتني بصحتك “العقليّة” وبمشاعرك وانفعالاتك.
تشعرين أنك على الطريق الصحيح ما يثير لديك إحساساً عظيماً بالراحة. لعلك ستغضبين وتفقدين أعصابك مجدداً هذا الأسبوع… لأنّ حدثاً ما في العمل قد يزعجك ويثير اضطرابك؟ لكن لديك الآن طوق النجاة الخاص بك: مفكرتك الصغيرة وفنجان القهوة الساخن أو أيّ شراب ساخن آخر.
لعل التغيير معلّق أحياناً ب153 غراماً، وهو وزن هذه المفكرة الصغيرة.
هل يبدو لك من المستحيل أن تخصصي 20 دقيقة لنفسك اليوم؟
أفهمك. فقد فكّرت في الأمر طويلاً أنا أيضاً. إنما، إذا أردت أن تصبحي هذه الأم الهادئة… هذه الأم التي تجيد أن تتريّث وتنظر إلى الأمور بموضوعيّة، التي تفهم ردود أفعالها، والتي تضع حداً للشعور بالذنب… فستجدين هذه الدقائق العشرين وتخصصينها لنفسك.
- ثقي بنفسك فأنت تتمتعين بما يكفي من الموارد في داخلك.
- ستتجرأين على أن تطلبي من المحيطين بك أن يتولوا عنك المسؤولية.
- ستتجرأين على أن تتصلي بجليسة أطفال.
- ستتجرأين على أن تعزلي نفسك في العمل مدة 20 دقيقة.
- ستنجحين في قطع “كل ما يشوّش عليك ويشتت تركيزك” (وسائل التواصل الاجتماعي، نتفلكس…) لتختاري نفسك. اعلمي أنّ الأمور ستتفاقم وتسوء أكثر إذا لم تتمكّني من أن تمنحي نفسك 20 دقيقة في الأسبوع على الأقل.
- يحق لك، لا بل يتوجّب عليك أن تخصصي هذا الوقت لنفسك.
المسألة حيويّة اليوم. إذا لم تستطيعي أن تتخذي القرار من أجل نفسك … (أعلم أنّ هذا صعب)، فافعلي ذلك من أجل أولادك أيضاً.
إذا اتخذت قرارك، إذا أدركت أنه لم يعد باستطاعتك أن تبقي على هذا النحو فعليك أن تنتقلي إلى العمل الآن:
قومي على الفور بشراء مفكرة أو اعثري على واحدة. وامنحي نفسك طوق النجاة هذا الذي يقوم على تخصيص 20 دقيقة لنفسك في الأسبوع.
إذا كنت تعرفين كيف تملئين هذه المفكرة، فنتمنى لك الكثير من السعادة والسكينة والهدوء في خطوتك هذه.
سترين أنّ المسألة تستحق العناء!
التعليقات مغلقة.