Site icon التربية الذكية

عبارات تبعدنا (نهائياً) عن أولادنا ولكننا لا نتوقف عن تكرارها يومياً

عبارات تبعدنا عن أولادنا

premium Freepik License

عبارات تبعدنا عن أولادنا : أتمنى في هذا اليوم ومع بداية العام الجديد أن تتمكّن التربية الذكيّة أو المُحبّة أو الواعية أو مهما كانت التسمية التي اخترناها، من أن تمنع الكراهية من أن تكبر وتنمو وتنتشر.

عبارات تبعدنا عن أولادنا “التعميم”

هل سبق لك أن استخدمتِ العموميّات في كلامك؟ وأعني بهذا أن تُضفي طابعاً نهائياً ودائماً على سلوك معيّن أو عمل ما انطلاقاً من تجربة واحدة أو تجارب عدة مشابهة. هذا شائع للغاية، إذ نمضي وقتنا في فعل هذا (ها قد عممت أنا أيضاً!).
إنّ التعميم مفيد للتعلّم ولتلخيص شيء ما ولإدراك فكرة ما، إلا أنه سام بقدر حبات الفطر الحمراء والبيضاء السامة في عملية التواصل بين الأهل والولد (وأيّ تواصل آخر في الواقع).

لمَ يسبب مثل هذا الكلام الألم؟ لا بد أنك ستطرحين مثل هذا السؤال، فهم لا يرتبون غرفتهم أبداً، هؤلاء الكسالى!
الجواب بكل بساطة هو أنّ هذا الكلام غير صحيح. هل يزعج شقيقته طيلة الوقت؟ حقاً؟ طيلة الوقت؟ هل أنت متأكدة؟ ألا يذهب إلى المدرسة من حين إلى آخر؟ لعله يفعل ذلك غالباً بالنسبة إليك، لكن أن تقولي “طيلة الوقت”، فهذا كلام خاطئ وغير دقيق، هذا كذب (وأنت تعرفين أنّ الكذب لا يجوز أبداً). وبما أنّ هذا الكلام خاطئ وغير دقيق، فهو يجعل الطفل يشعر بعدم الراحة وبالسوء الشديد: إنه مزيج من عدم الفهم والعجز أيّ إنه المزيج المتفجّر. لا بدّ من أنك لاحظت أنّ هذا النوع من الجمل لا يحلّ شيئاً ولا يغيّر شيئاً ولا يعدّل شيئاً باستثناء الجو العام الذي يصبح مثقلاً أكثر فأكثر… إذن، لا داعي للهلع ويكفي أن تفعلي أيّ شيء آخر.

إذا شعرتِ بأن ما قلته آنفاً يعنيكِ مباشرة ويمسّك فلا تقلقي إذ أنّ هذا طبيعي! إنّ التعميم مسألة شائعة جداً ويستخدمها الجميع (حسن، هذا تعميم جديد!). لا يمكننا تقريباً أن نتحدّث من دون تعميم (وهذا تعميم آخر). في الواقع، التعميم موجود فعلاً في كل سياق (وهذا تعميم ثالث!). لذا، لا تشعري بالذنب، رجاءً!
حاولي فقط عندما تلحظين وجود تعميم ما أن تغيّري تركيبة الجملة. فبدلاً من أن تقولي لولدك مثلاً: “أنت تزعج أختك دائماً!” قولي “أنت تزعج أختك”؛ علماً أنّ هذه الجملة لم يعد لها معنى ولا أثر، فهل ثمة جدوى من قولها؟
وأنتِ، ما هو التعميم الذي غالباً ما تستخدمينه؟

Exit mobile version