كيف تنمّين عند ابنتك التهذيب والكلام اللائق

0

التهذيب والكلام اللائق

يميل الناس إلى إهمال حسن السلوك بمرور الأيّام والسنين. فهم على عجلة من أمرهم، ما يجعلهم يهملون كليّاً التهذيب والكلام اللائق. ينسون إرسال رسالة شكر أو ينطقون بكلام حادّ وفظّ يندمون عليه في ما بعد. وغالباً ما يكون السبب في ذلك ليس قلّة اهتمامهم بالأمر ولكن لأن تفكيرهم مركّز على الأمور التي عليهم إنجازها.

ولكن أنت، كأم أو كأب، عليك أن تكوني في أحسن حالة ممكنة في ما يتعلّق بالسلوك الحسن. ستتعلّم ابنتك الكثير جداً انطلاقاً من الطريقة التي تراك تتصرّفين بها كل لحظة من كل ساعة، فاظهري لها بالمثل والقدوة كيف تكون مهذّبة مثلك واكبتي أي ميل لديك للشتيمة. قد يكون هذا صعباً، لكنّ النتيجة النهائية التي ستحصلان عليها أنت وابنتك هي أن اهتمامكما ومراعاتكما للغير يمنحكما قدراً وسلطة.

في العام 2004 أجرت عدّة مجموعات تُعنى بتربية الأولاد في كارولينا الشمالية (الولايات المتحدة) مسحاً غير رسمي أظهر أن معظم الأولاد يقرّون، عند سؤالهم، أنهم يعانون من مشاكل في الأمور التالية:

  • قطع كلام الكبار.
  • التعريف بنفسها أو بشخص آخر.
  • التجديف والكلام البذيء.

فابدأي إذن بالتصدّي لهذه المسائل الثلاث الآن حالاً. إذا كانت ابنتك تقاطعك أثناء الكلام على الهاتف أو تبادل أطراف الحديث مع شخص بالغ آخر، اعتمدي إشارة محدّدة. إن رفع يد واحدة يعني أنك بحاجة إلى خمس دقائق أخرى. علّميها أن تضبط ساعة التوقيت في المطبخ على خمس دقائق، من ثمّ يمكنها الانتظار بصبر حتّى يرنّ الجرس.

أمّا بالنسبة للتعريف بنفسها، علّمي ابنتك الصغيرة أن تتقدّم إلى الشخص المعني وتستخدم شكلاً مهذّباً من التحيّة، كأن تقول مثلاً إنها سعيدة بالتعرّف إليه، قبل أن تضيف، «اسمي».. جرّبي معها عدّة سيناريوهات في البيت وذكّريها دائماً بلطف بما يجب أن تقوله قبل أن تقابل شخصاً جديداً.

السلوك الحسن
freepik premium
معلومة ضرورية

تحقّقي من الكتب الجديدة العديدة التي تضمّها المكتبة العامّة حول «آداب التصرّف للأطفال»، ويفيدك ذلك عندما تُتاح لابنتك فرصة اختيار كتاب يعجبها. يمكنك أن تتأكّدي أنها من خلال العمل معك ستسيطر على كافة الأوضاع الحرجة التي قد تبرز. قد يتصرّف المجتمع كما لو أن التهذيب وحسن السلوك أمر لا أهمية له، لكنّه في الواقع أهم من أي وقت مضى. ويمكن لحسن السلوك أن يشكّل فارقاً عند التقدّم للحصول على منحة دراسية أو إلى وظيفة معيّنة.

ضبط الكلام البذيء

في ما يتعلّق بالكلام النابي، ساعدي ابنتك على إعطائك بعض الكلمات البديلة الجيّدة، مكان الكلمات النابية التي أصبح استعمالها عاديّاً جدّاً في أيّامنا. قد تظنّين أن الفظاظة والكلمات النابية هي أشبه بانهيار ثلجي، لكنك، في الواقع، قد تشعرين بالارتياع للطريقة التي يتكلّم فيها الشباب في ما بينهم وللسبّاب في التلفزيون، حتّى في البرامج الموجَّهة لجمهور من جميع الأعمار. راقبيهم وهم يبعثون بالرسائل القصيرة، ولاحظي مدى تكرار كلمات السبّاب في تواصلهم الرقمي.

ولكن لا تقلقي وتشجّعي. فمثلما يطلق سقوط صخرة واحدة انهياراً أرضياً ضخماً، يمكن أن يوقف بناء سدّ الفيضان. ويصحّ ذلك أيضاً بالنسبة إلى الكلام الفظ. حاولي أن تتجنّبي استخدامه قدر الإمكان، فأنت لا تريدين أن يقلّ احترام ابنتك لوالديها لأنّهما لا يستطيعان السيطرة على لسانهما. والواقع هو أن في كل مرّة تكبحين أي كلام غير لائق قد يصدر عنك يزيد تقدير واحترام ابنتك لك.

ستشعر ابنتك بالفخر تجاهك عندما تظلّين «هادئة» ومهذّبة حتّى في أكثر الظروف صعوبة وإزعاجاً. إنك تظهرين لها كيف تبقين هادئة تحت الضغط. وفي كل مرّة تظهرين تصرّفاً متحضِّراً، تعزّزين قدرة ابنتك على السيطرة على تصرّفاتها، بالكلام وبالفعل. إن هذه جوهرة جديدة تُضاف إلى تاجها وتاجك أيضاً.

اترك رد