عبارات شائعة جداً على لسان الأهل ولكنها تبعدهم (نهائياً) عن أولادهم
عبارات شائعة:
أنت تعلمين أنّه لمن المفيد ألا نقول “لا” دوماً وأنه يُنصح بأن نتجنّب كلمة “لكن” أيضاً وستتمكّنين اليوم أيضاً من أن تراقبي كلامك أكثر عندما تتحدثين إلى أطفالك (وليس الهدف فقط أن تتجنبي التفوّه بكلام بذيء).
التعميم
هل سبق لك أن استخدمتِ العموميّات في كلامك؟ وأعني بهذا أن تُضفي طابعاً نهائياً ودائماً على سلوك معيّن أو عمل ما انطلاقاً من تجربة واحدة أو تجارب عدة مشابهة. هذا شائع للغاية، إذ نمضي وقتنا في فعل هذا (ها قد عممت أنا أيضاً!).
إنّ التعميم مفيد للتعلّم ولتلخيص شيء ما ولإدراك فكرة ما، إلا أنه سام بقدر حبات الفطر الحمراء والبيضاء السامة في عملية التواصل بين الأهل والولد (وأيّ تواصل آخر في الواقع).
- التحويل الإسميّ: تحويل الفعل إلى اسم
هذا التصرّف شائع جداً، لاسيّما في وجود أطفال عدة وذلك بهدف التمييز بينهم (ولمَ لا تشترين نظارات بدلاً من ذلك؟) - أنظر إلى هذا الفاشل!
لا أرى شيئاً… أين بالتحديد؟… الراشد أم الولد؟ - يا لك من نوّاحة!
هذا الشبل من ذاك الأسد - ابني سريع الغضب، حالم، أخرق…
أحقاً؟ ظننت أنّ اسمه ربيع؟
إنّ إطلاق التسميات وإلصاقها بالطفل تعميم. وهذا السلوك أكثر من مؤذٍ وضار فهو يحبس الطفل في سلوك محدد، ويحدّه ويحوّله إلى غرض يحمل ملصقاً باسمه. لا وجود للطفل السريع الغضب بل هو طفل يغضب أحياناً، وربما غالباً (إنما ليس دائماً). هل يبقى غاضباً 24/24 ولسبعة أيام في الأسبوع؟ لا؟… إذن، هو ليس سريع الغضب دائماً.
إنه مجرد سلوك ولا يشكّل هويّة الطفل. - مصدر مفقود: يُقال إنّ، يجب أن…
تبدو معظم أجوبتنا على هذا النحو عندما لا نجد ما نقوله. نلجأ فوراً إلى جمل ذات “مصدر مفقود”، جمل عمليّة جداً لأننا لا نستطيع التحقق من مصدرها وبالتالي من مدى صحتها؟ (حسن، على أيّ حال، أنا الأم وأنت الولد، فعليك أن تصمت الآن، هل فهمت؟).
من الأمثلة على هذا النوع من الجمل: - “لا نرمي الطعام!”
- “نحن لا نفعل هذا!”
ومن حسنات أو سيئات هذه الجملة أنها تُستخدم في أيّ سياق وأيّ مناسبة. - “هذا ممنوع!”
أحقاً؟ من منعه؟ هل سيحضر رجال الشرطة فعلاً ويعملون على توقيفي إذا كتبت على طاولة المطبخ؟ - “هكذا!”
يجب أن أعترف بأنني أستخدم هذه الكلمة كثيراً… إنها عملية لوضع حدّ لسلسلة لا تنتهي من الاستفهامات الشهيرة: لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟… لأنّ الأمر هكذا! (وهذه الجملة لا تعني شيئاً إذا ما فكّرنا فيها…)
إذا شعرتِ بأن ما قلته آنفاً يعنيكِ مباشرة ويمسّك فلا تقلقي إذ أنّ هذا طبيعي! إنّ التعميم مسألة شائعة جداً ويستخدمها الجميع (حسن، هذا تعميم جديد!). لا يمكننا تقريباً أن نتحدّث من دون تعميم (وهذا تعميم آخر). في الواقع، التعميم موجود فعلاً في كل سياق (وهذا تعميم ثالث!). لذا، لا تشعري بالذنب، رجاءً!
حاولي فقط عندما تلحظين وجود تعميم ما أن تغيّري تركيبة الجملة.
وأنتِ، ما هو التعميم الذي غالباً ما تستخدمينه؟
التعليقات مغلقة.