لماذا تصرفات طفلكم تفقدكم أعصابكم بحسب رأي علماء النفس؟
تصرفات طفلكم:أحد أسباب السلوكيات الإشكاليّة لدى الطفل- “التقليد”
يقلّد الأولاد منذ صغر سنهم سلوك الراشدين. وهم يقلّدوننا ونحن نطهو، ننظّف المنزل، نرقص، نغني ونضحك، الخ…لكنهم يستنسخون أيضاً بعض تصرفاتنا السلبيّة (شتائم، عادات سيئة، مخاوف، قلق…) لنأخذ “مرحلة الرفض أو مرحلة اللا” على سبيل المثال.
في الواقع، نحن أول من يمرّ بهذه المرحلة:
يبقى الطفل هادئاً نسبياً في كرسي الأطفال حتى عمر السنة. وما أن يصبح مستقلاً وقادراً على التحرّك في كافة الاتجاهات والتنقّل من مكان إلى آخر، حتى نبدأ باستخدام كلمة: “لا! لا! لا! لا!”.
بالتالي، يسمع الولد “لا! لا! لا! لا!”، ويتخذها نموذجاً وسيستخدمها هو بدوره في الوقت المناسب، وسيمرّ هو أيضاً بمرحلة الرفض أو “اللا”.
عندما لا يعجبنا سلوك أو تصرّف ما لدى ولدنا، علينا ألا نتردد في طرح السؤال التالي على أنفسنا: “ترى… من يقلّد؟”!
يحتاج الولد إلى المساعدة ليغيّر سلوكه ويعتمد سلوكاً آخر. وبما أنه يجيد التقليد… يمكننا أن نعلّمه السلوك الجديد عبر إعطائه المثل الصالح وعبر تعليمه الوسائل السهلة والبسيطة للتحكّم بتوتره والضغط الذي يعاني منه.
سبب آخر للسلوكيات الإشكاليّة- “نقص المهارات”
ينجم الكثير من ردود الأفعال وسوء الفهم عن نقص المهارات لدى أولادنا.
يجب أن نتعلّم كيف نصبح مدرّبي أولادنا بدلاً من أن نكون من ينزل بهم العقاب. يجب أن نعلّمهم المهارات التي نرغب في أن يظهروها عندما يجدون أنفسهم في هذا الموقف أو ذاك.
عندما يضرب أحد الأولاد ولداً آخر، غالباً ما يكون السبب هو أنه لا يعرف كيف يتصرّف بطريقة مختلفة للحصول على اللعبة التي يريدها.
يحتاج الولد لأن يعرف كيف يتصرّف لينتظر دوره، لئلا يدفع الطفل الآخر الذي يمنعه من المرور عندما يلعب على المزلقة.
إذن، علّموه!
لنبدأ أولاً بإعطائه المثل الصالح.
عندما نكون في مكتب البريد، عالقين في طابور طويل، يمكننا أن نقول له: “يا إلهي! هذا الصف طويل! أنا فعلاً منزعجة! ماذا يمكن أن أفعل فيما أنا أنتظر؟”
وهنا، أري الولد ما أفعله عملياً لتهدئة توتري وانتظار دوري: أتنفّس، ألعب معه، أوضّب حقيبتي، أفكّر، الخ…
بعدئذ، يمكننا أن ندرّبه أيضاً بواسطة اللعب:
“نلعب لعبة انتظار دورنا:ينتظر السنجاب الصغير دوره فيما الأرنب يقوم بالكثير من الأشياء… آه إنه غاضب! آه سيتنفّس!”
أعطي المثل الصالح، ألعب مع طفلي ثم نلعب “على سبيل التمثيل وليس حقيقة”، ونقول: “سنعتبر على سبيل التمثيل وليس حقيقة أنّ الدور دوري وليس دورك أنت”، الخ…
سبب ثالث للسلوكيات الاشكاليّة – “سلوك يناسب سنّه”
سيسمح لنا الاهتمام بمختلف مراحل النمو والتطوّر التي يمرّ بها أولادنا بأن نكيّف ردود أفعالنا وشروطنا بحسب قدرات وحاجات أعمارهم.
قد يكون من الصعب أن نفهم بعض تصرفات أولادنا وأن نتعامل معها، علماً أنها طبيعيّة وعاديّة وحسب!
بعض الأمثلة:
- في سن 15 شهراً، يفعل ما منعه والده من فعله للتو… وهو ينظر في عينيه مباشرة ويبتسم
- في سن 3 سنوات، تخشى النزول إلى الماء في حين أنها اعتادت أن تقفز بحماس في حوض السباحة حين كانت في الثانية من عمرها
- في سن 4 سنوات، لا يحفظ نصف ما أطلب منه أن يفعله، الخ..
إذن، في مواجهة أيّ مشكلة تعترضكم، اطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: “أليس هذا السلوك سلوكاً طبيعياً وحسب في مثل سنّه؟”
ولا تترددوا خصوصاً في أن تتحدثوا في هذا الشأن مع أهالي آخرين… إن كان الأولاد الآخرون في مثل سنه يتصرفون على النحو نفسه فهذا يعني أنّ الأمر طبيعي… وليس مشكلة يتوجّب حلّها.
التعليقات مغلقة.