طفلي لا ينام: حين نشعر أننا فقدنا السيطرة، هناك حلول

طفلي لا ينام
نعم، من المرهق مرافقة طفل رضيع أو طفل صغير لا ينام؛ نعم، لدينا الحق بالرغبة في الحصول على بعض الهدوء والراحة؛ نعم، الليالي التي لا ينام فيها الأهل أشبه بعملية تعذيب؛ نعم، يمكننا أن نقلق على صحة الطفل إن كان لا يحصل القدر الكافي من النوم؛ نعم، من الطبيعي أن نشعر بالتوتر ونحن نفكر باليوم التالي مع طفل مزاجي سريع الانفعال لأنه لم يحصل على القدر الكافي من النوم. المشكلة هي أن الأطفال الذين نتركهم يبكون بمفردهم يمكنهم أن يبكوا إلى أجل غير مسمى، إلى أن تتأثر اللوزة الدماغية (منطقة المشاعر في الدماغ). لقد صنعت الطبيعة نظاماً يمنع الجسم من “الاضطراب” في حالات التوتر والضغط النفسي الحاد (توتر – كورتيزول – تسارع نبضات القلب – استحالة الهروب + عدم الحصول على الاطمئنان = مخاطر على القلب – انفصال اللوزة الدماغية للحماية من توقف القلب – إفراز الإندورفين والسيروتونين – إضعاف تظام الإنذار).

يذكر بعض الأخصائيين دائماً أن هناك فرقاً بين الخروج من الغرفة لأن الأطفال يسببون لنا التوتر الحاد لدرجة أننا نرغب بهزهم أو ضربهم من ناحية، وبين ترك الطفل يبكي إلى أن يتعب من ناحية أخرى.

تسليم المهمة لشخص آخر، الابتعاد، الخروج لبعض الوقت في الهواء الطلق، استدعاء شخص تثقون به أو أخصائي في استراتيجيات الطوارئ حين يختلط التعب والتوتر ويؤديان إلى الرغبة بالقيام بتصرفات عنيفة (ضد أنفسنا و/أو ضد الطفل).

الشيء الأساسي هو أن يجد الأهل والأطفال توازنهم، بحيث يشعر الجميع أنهم بخير. البيانات العلمية هي وصفية لكنها ليست معياراً الزامياً، والهدف هو إمكانية اتخاذ خيارات واضحة (على سبيل المثال، في موضوع قواعد السلامة المتعلقة بنوم الأهل بالقرب من أطفالهم، الأهل هم من يتخذون هذا القرار).

الحالات الأساسية اللازمة كي ينام الطفل بسهولة

تذكر هيلوييز جونيير بالحالات الضرورية الثلاثة كي ينام الطفل بسهولة:
  1. مستوىً عالٍ من الميلاتونين (يتم إفرازه بشكل أفضل عبر الإضاءة الخافتة ويعيقه وجود الشاشات أو ضوء الليل الساطع)
  2. مستوى كورتيزول منخفض (المرتبط بحالات التوتر أو التحفيز: الطفل الغاضب أو الخائف من التهديدات أو الصراخ، أو كذلك الطفل الذي مارس ألعاباً تثير الحماس قبل النوم يخاطر بمواجهة صعوبة في الخلود إلى النوم)
  3. درجة حرارة مخفضة للجسد قبل النوم وأثناءه.

لذلك توصي هيلوييز جونيير بخفض الأنوار في المنزل قبل وقت النوم، وتجنب الاستحمام بالماء الساخن قبل النوم مباشرة (من الأفضل أن يحصل الطفل على حمام ساخن ما بين ساعتين و90 دقيقة قبل موعد النوم، أو حصول الطفل على حمام أقل سخونة وفي ظل ضوء خافت إذا تعذر تحميمه قبل ذلك). ويجب تهوئة غرفة نوم الطفل يومياً، والشراشف والأغطية للأصغر سناً.

يوصى بضبط درجة حرارة غرفة الطفل بين 18 و 19 درجة مئوية، وجعل تناول العشاء يتم قبل وقت النوم بحوالي ساعتين أو ثلاث ساعات بشكل مثالي وتجنب وجبات المساء الغنية جداً (الهضم يستهلك الكثير من الطاقة ويرفع درجة حرارة الجسم).

بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على هدوء أفراد الأسرة في المساء قدر الإمكان يحافظ على انخفاض مستويات الكورتيزول. كما أن الصراخ أو التهديد بمعاقبة الطفل الذي لا ينام لا يمكن أن يشجعاه على النوم لأنها لن يسببا له التوتر فحسب، بل من جانب آخر سيرفع رد الفعل الغاضب الذي قد يشعر به درجة حرارة جسمه.

التعليقات مغلقة.