هل تعرفين كيف يراك أطفالك فعلياً؟
كيف يراك أطفالك:
في أيامنا هذ، عندما تكونين أماً لا بد من أن تتمتعي بالقدرة على القيام بمهام متعددة. فأنت الطاهية والممرضة والمساعدة عند ارتداء الملابس وعند غسل الشعر والحمام وأنت المُدلِلة وغيرها… لكنك أيضاً الوسادة، والفراش والكرسي والسرير ومسند القدمين… لأنّ أطفالنا يعتبرون أنه من الطبيعي جداً أن يجلسوا على أمهاتهم وأن يستلقوا وأن يناموا عليهن وأن يرسموا على الأم وحتى أن يأكلوا عليها في بعض الأحيان!
“يا إلهي! توقّفي عن التسلّق عليّ!”… في عمر السنة الواحدة: لا بأس بالأمر؛ وفي عمر السنتين: من حين إلى آخر، إنما في سن الخامسة: لا! 20 كلغ إضافيّة، هذا كثير! لا أمانع في أن أكون المرأة الخارقة إنما امنحوني القوى التي تترافق مع هذا اللقب لو سمحتم: ساقان الكترونيتان، ذراعان فولاذيتان، قدرة على الطيران وعلى اختراق الجدران (علاوة على جسد مثالي، شكراً).
“ماماااااااااااااااا!”
هذه هي الصرخة التي أسمعها حوالى 248 مرة في الساعة الواحدة.
“أمي، هلّا لعبت معي لعبة متجر الحيوانات؟… أمي، هل يمكنك مساعدتي في…؟ أمي، أشعر بالجوع…. أمي، أشعر بالعطش…. أمي، لا أستطيع الوصول إلى هذا…. أمي، هلّا مسحت لي يديّ؟… أمي، هلّا لعبت معي لعبة متجر الحيوانات؟… أمي، هل أستطيع دعوة صديقتي؟… أمي، أودّ لو يحلّ الغد منذ الآن… أمي، أخشى أن أرى كابوساً… أمي، لا أرغب في النوم… أمي، هلّا لعبت معي لعبة متجر الحيوانات؟… أمي، أشعر بالحرّ… أمي، هلّا خرجنا إلى الحديقة العامة؟…
- “لكني إلى جانبك، فلمَ تناديني؟”
- “أمي؟… أمي؟… أميييييييي؟”
- “ماذذذذذذذذذذا؟”
- “لمَ تصرخين؟ أنا لم أفعل شيئاً.”
- “حاولي أن تبدئي جملك بكلمة أخرى لو سمحتِ”
- “أم… حسن… لو سمحت يا أمي، هل….؟”
أعلم أني أمك وأنت تعرفين هذا أيضاً فلماذا تكررين هذه الكلمة طيلة النهار؟!
أين ذهب الزمن حين كان الأطفال لا يجرؤون على توجيه الكلام إلى أهاليهم؟ حين كانوا يبقون في المطبخ مع الطاهية؟ في الواقع، أين هي الطاهيّة؟!…
رمز التعلّق
- “أمي!… الذنب ذنبك إذا ما أصبت بالأذى”
- “لا، هذا غير صحيح”
- “بلى، هذا صحيح”
- “لا، لقد وقعت وحدك”
- “لكنك لم تلتقطيني حتى!”
حسن، أنا فعلاً امرأة خارقة وأتمتع بقوى خارقة مثل إخفاء الألعاب من دون أن ألمسها “أنا واثقة من أنك أنت من أخذها!”، وشدّ شعر الطفل فيما أنا في الغرفة المجاورة “آخ!… أمي، هذا أنت!” فضلاً عن أمور أخرى لا تُصدّق. أنا أتمتع بكافة قوى الكون بما أنني من يُطعم وينظّف ويُلبس ومن يجعلها تنام ويجعلها تضحك؛ وبالتالي، أنا حكماً من يجعلها تبكي ومن يخيّب أملها ومن يغضبها، وأنا من لا يفعل ما يريدون منها أن تفعله. أحلم أحياناً بأن يكون بحوزة ابنتي جهاز تحكّم عن بعد يسمح لها بأن تغيّر القناة فالتركيز على قناة الأم 24/24 يسبب الملل بعد حين.
إذن، إذا استمعنا إلى ايزابيل فيليوزا وهي معالجة نفسيّة متخصصة في التربية الايجابيّة، فسنشعر بالعزاء والمواساة إذ سنقول لأنفسنا إننا الشخص الذي يثق به الطفل أكثر من أيّ انسان آخر بما أننا رمز تعلّقه؛ وبالتالي، يمكنه أن يطلق لنفسه العنان وأن يسمح لنفسه بأن يكون طبيعياً وتلقائياً تماماً معنا.
وماذا أفعل، إن كنت أفضّل أن يكون لديّ طفل مهذّب يحترمني ولا يتسلّق عليّ كلما سنحت له الفرصة؟ هل فات الأوان؟… لأنّ المسألة تُحسم قبل عمر 6 سنوات؟ حسن. لا بأس. سنستمر على هذا النحو إذاً. “عزيزتي، هلّا أتيت لتجلسي عليّ، سنلعب لعبة متجر الحيوانات”.
ولعبة متجر الحيوانات تتضمن حيوانات صغيرة غريبة الشكل تشبه إلى حدّ ما الكلاب والقطط والخراف والماعز… تتميّز برأس كبير أكبر من الجسم بمرتين وتعيش في منزل متجر الحيوانات، مع أحواض استحمام وأسرّة وأرجوحات وكافة أنواع الأكسسوارات التي لا فائدة منها والباهظة الثمن في الوقت عينه.
التعليقات مغلقة.