ما هو نوع الحب والاهتمام الذي يحتاجه كل طفل من أطفالك وكيف تلبين الحب لجميع أطفالك بشكل عادل؟

نوع الحب:
عندما تكون الأسرة مؤلّفة من أكثر من طفل، قد يتحوّل إرضاء كل واحد منهم إلى تحدٍ حقيقي. الجميع يصرخون في الوقت نفسه، ولا تدركين بمَن عليكِ أن تعتني أولاً؟

ليس من المفاجئ أن يفقد الأهل السيطرة على أنفسهم حين يتعلق الأمر بهذا الموضوع.

في الواقع، ليس من الممكن في بعض الأحيان أن نلبي الاحتياجات كلها في الوقت نفسه. في النهاية، أنتِ أيضاً لستِ سوى كائن بشري لديه قدرات محدودة.

في الكثير من المواقف، تُعدّ عدم القدرة على تلبية احتياجات أطفالك على الفور فرصة كي يتعلّموا تقبّل مشاعر الإحباط. هذه المهارة الاجتماعية مهمة جداً كي يتمكّن الطفل من التكيّف في روضة الأطفال وفي المدرسة.

بهذه الطريقة، يتعلم الطفل التحمّل والتعامل بصبر ضمن المجموعة التي يتعايش معها.

يمكنك مراعاة النقاط التالية عندما تتعاملين مع أطفالك كي يشعروا بأنهم محبوبون ومهمّون ومحط الانتباه على الدوام:

الصديقة المقربة
pik
1- ما هي الحاجة الأكثر أهمية بالنسبة إلى أطفالك في هذه اللحظة؟

على سبيل المثال، إذا كانت ابنتكِ مجروحة أو حزينة وبحاجة إلى تواجدكِ إلى جانبها، وإذا كان أخوها الأكبر سناً يطلب المساعدة في واجباته المدرسية، فيمكنكِ أن تقولي للصبي: “سأذهب لمواساة أختك لأنها تشعر بالحزن. سأكون سعيدة جداً بمساعدتك حين تهدأ.”

2- تفهّم وتقدير الأخ “الذي انتظر”

لا تنسي ما طلبه الطفل الذي اضطر إلى التراجع بحيث لا يُضطر إلى الطلب مجدداً. فبهذه الطريقة، سيشعر طفلك أنكِ رأيتِه وسمعتِه وأنكِ أخذتِ طلباته واحتياجاته على محمل الجد.

قولي له على سبيل المثال “لقد هدأت أختك الآن. كانت تشعر بالخوف الشديد، وأنا سعيدة جداً لأنني قادرة على مساعدتك الآن. شكراً لأنك كنتَ صبوراً وانتظرتني.”

التقدير هو حاجة إنسانية وهو مهم جداً حين ينجح طفل في انتظار دوره كي تهتمي به.

يمكنكِ أن تقولي له وبحسب سنّه:

  • “أنا سعيدة جداً لأنك انتظرت. شكّل هذا دعماً كبيراً لي. شكراً لأنك كنتَ صبوراً جداً.”
  • “أعلم أنك حزين. حين أنتهي مما أقوم به مع فلان سنقوم بالتالي “
  • ” يا إلهي، لقد انتظرتَ طويلاً. أنا واثقة من أن الأمر لم يكن سهلاً عليك، أليس كذلك؟”
نمو الأطفال يغيّر سلوكهم واحتياجاتهم

عليك أن تتساءلي دوماً كيف تتبدّل احتياجات طفلك كلما كبر.

يحصل العديد من النزاعات لأن لأطفال يرغبون في أن يكونوا مستقلين أكثر مما نظن. لذا، يشبعون حاجتهم إلى الاستقلالية عبر سلوكيات غريبة وملفتة.

ليس من السهل على الأهل أن يعترفوا أن حاجة صغارهم إليهم تتراجع يوماً بعد يوم. ويؤدي هذا أحياناً إلى التصرّف بقساوة مع الأطفال الأصغر سناً، ما يجعلهم يشعرون بأنهم مقيدون.

في الوقت نفسه، يمكن للأطفال في الأسرة الكبيرة أن يشعروا أحياناً بأنهم لا ينالون الانتباه الكافي، فيحاولون لفت الانتباه وطلبه عبر التنمر أو المشاجرة أو عبر سلوكيات أخرى.

لذلك، يشكّل الاستمرار في التساؤل حول كيفية تغير احتياجات الطفل كلما كبر، تحدياً كبيراً.

Adobestock License
3- التنظيم ودور كل من الأب والأم مهمان جداً لكل طفل

يشعر الأهل بالضغط بسبب النصائح التي يرونها في وسائل الإعلام والتي تعرض لهم الأساليب التربوية الصحيحة.من وجهة نظري، أرى أنّ التصرّف الصحيح هو أن نضع حدوداً في الأمور التالية:

  • الخلود إلى النوم بشكل مستقل
  • استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوعي
  • تناول الحلوى

يتحدث الأهل عن شعورٍ بالذنب حين يضعون حدوداً واضحة لأطفالهم.

إنّ الطفل الذي لا يرغب في النوم ليلاً فيما هو متعب للغاية، يحتاج إلى إطار محدد ونصائح من والديه ليتمكن من إشباع حاجته إلى النوم.

كما ننصح بشدة بأن يترك المراهق هاتفه خارج غرفة نومه.

ومن الصعب أيضاً على الأطفال أن يضبطوا بأنفسهم استهلاكهم للحلوى. في هذه الحالات، يتدخّل الأهل كقوة لحماية الأطفال ووضع قواعد للحياة المشتركة.

تركّز هذه القواعد على الاحتياجات. طالما أنه يمكن لكل فرد في الأسرة أن يشعر بالراحة، فأنت تتصرفين بشكل صحيح.

كل الاتفاقات التي تساهم في تعايشكم بشكل سلمي ثمينة بالنسبة إلى أطفالكم. ونشير بالمناسبة هنا إلى أنّ هذه الاتفاقات تشمل أيضاً تلك التي تسمح لك بإشباع حاجتك للراحة والاسترخاء والتناغم والحريّة.

يمكنك مراعاة النقاط التالية عندما تتعاملين مع أطفالك كي يشعروا بأنهم محبوبون ومهمّون ومحط الانتباه على الدوام:
  • ثمة طرق كثيرة للتعبير عن الحب والإهتمام تجاه أطفالك
  • اكتشفي نوع الحب والإهتمام الذي يحتاجه كل طفل.
  • يحتاج الإخوة والأخوات وفقاً لطبعهم وسنهم أشكالاً مختلفة من الحب.
  • راقبي أطفالك كلٌ على حده واسألي نفسك ما إذا كانت أنواع الحب التالية منتظمة وتتناسب مع احتياجاتهم.

يتحدّث المستشار الأمريكي في العلاقات العاطفيّة غاري شابمان عن 5 لغات حب في العلاقات، وأجد شخصياً أنّ هذه الأنواع يمكن أن تنطبق على الإخوة والأخوات:

الاتصال أو التلامس الجسدي

يُشبع الأطفال الرضع والصغار جداً وتلاميذ المدارس بشكل خاص حاجتهم إلى الحب والاهتمام عبر الاتصال الجسدي، وذلك وفقاً لطباعهم.
إذا لم يحظَ الأهل أنفسهم بالكثير من التقارب الجسدي في أسرتهم الأصلية، فغالباً ما ينقلون ذلك بشكل لاواعٍ إلى أطفالهم.
بعض الأطفال بالكاد يطالبون بالاتصال الجسدي، على الرغم من أنهم يحتاجون إليه دوماً.
لذلك راقبي أطفالك بانتباه وابحثي عن اللحظات التي تسمح بهذا التقارب الجسدي في حياتك اليومية. ويشمل هذا التقارب المداعبة والعناق.

المساعدة والدعم

يُشبع بعض الأطفال الذين لديهم إخوة وأخوات احتياجاتهم إلى العاطفة عبر طلب المساعدة بشكل متكرر.
في الوقت نفسه، من المهم طبعاً أن نساعد الأطفال على أن يصبحوا أشخاصاً مستقلين وأن نثق بهم.
لذلك، حاولي أن تحققي توازناً بين الاهتمام الذي يحصل عليه الطفل من مساعدتك له وبين دعم وتعزيز استقلاليته.
على سبيل المثال، إذا كان طفل يحب أن تحضّري له الخبز بينما يمكنه أن يفعل ذلك بمفرده، فيمكنك القيام بذلك من وقت إلى آخر كدلالة على الاهتمام به، مهما كان سن طفلك.

التقدير والامتنان (في عالم نوع الحب)

غالباً ما يتم إهمال التقدير في الحياة العائلية اليومية. من المهم أن نرى انجازات أطفالنا وأفعالهم.
حتى لو كان أطفالكِ يساهمون في أن يسود جو من الهدوء والسكينة داخل الأسرة، يمكنكِ تشجيعهم عبر استخدام العبارات التالية أو ما يشبهها:

  • ” أنا سعيدة لأنكِ ساعدتِ أخاكِ الصغير. لقد قدمتِ لي خدمة كبيرة “.
  • ” أنا مندهشة جداً لرؤيتكما تمرحان معاً إلى هذا الحد.”
  • “أنا سعيدة جداً لأنك قمت بحل الخلاف بطريقة سلمية اليوم.”
قضاء الوقت مع الأهل على انفراد

في بعض الأوقات، يحتاج بعض الأطفال لقضاء بعض الوقت مع أهلهم بمفردهم فيجعلهم هذا ينالون كامل الاهتمام الذي يفتقرون إليه في الحياة اليومية.
يختلف الوقت الذي يحتاجه الأطفال على انفراد مع أهاليهم وفقاً لطباعهم ومرحلة نموهم.
يمكن للإخوة والأخوات الذين يضطرون دائماً إلى تقديم حاجات أخوتهم على حاجاتهم أو أولئك الذين أصبح لديهم أختاً أو أخاً للتو أن يستفيدوا من هذا الوقت الخاص بشكل كبير جداً.

التفاصيل الصغيرة للحصول على نوع الحب الذي يحتاجه الطفل

رسائل حب صغيرة في جيب سترته، شوكولاته على شكل قلب في علبة الطعام، وجبته المفضلة أو قراءة قصته المفضلة، كلها أمثلة عن الطريقة التي يمكنكِ عبرها منح أطفالك الحب والاهتمام.
ابحثي عن “طقوس حب” صغيرة مع أطفالك من شأنها أن تبين لهم أكثر وأكثر إلى أي مدى تحبينهم وكم أنّ كل علاقة تربطكِ بكل واحد منهم هي خاصة ومميزة.

التعليقات مغلقة.