لا تطلبوا من أولادكم أن يسيطروا على اعصابهم. العلم يشرح لكم لماذا هذا مستحيل…

0

تسيطر على دماغ الولد انفعالات لا تخضع للمنطق. في عمر 1سنة، تكون قشرة الدماغ (مركز الذكاء البشري وتنظيم الانفعالات) ما زالت غير ناضجة. وينجرف الولد الصغير بسرعة في عواصف انفعالية حقيقية وتصرفات مندفعة.
مع ان جزءاً كبيراً من الدماغ يتشكل في خلال السنوات الخمس الأولى من الحياة، فإن تطوره يمتد حتى سن الرشد.
ما دام الدماغ لم يبلغ نضجه الكامل بعد، فإن عملية التحكم بالانفعالات والتأثر لا تنجح بشكل كامل. وهذا يشرح الصعوبة التي يجدها الولد في التحكم بردات فعله العاطفية والانفعالية والسيطرة عليها.
معرفة كيفية تطور دماغ الولد أمر ضروري لفهم أن الولد يتفاعل بشكل عفوي بدون أقل قدرة على التراجع أو فهم ما يحدث. إنه لا يستطيع التحكم في انفعالاته. وهذا يشرح أن الولد تطغى عليه انفعالاته وغرائزه البدائية، ومن هنا غضبه المفاجئ، تقلبات مزاجه، دموعه، شعوره بالإثارة.
فقط عندما تنضج الخلايا العصبية في قشرة الدماغ، تختفي السلوكيات من نوع البكاء بلا حدود، العصبية، الإثارة الشديدة، الغضب، الصراخ، رمي الأشياء، الاعتداء الجسدي.

خبر سار للأهل : مواساة الولد تساهم في نضج دماغه
طمئنوا الولد، أشعروه بالأمان وواسوه عندما يكون فريسة لعاصفة انفعالية
عندما يطمئن الكبار الولد ويشعرونه بالأمان ويواسونه ويداعبونه، ويأخذونه في أحضانهم بطريقة ناعمة دافئة، مع حركات لطيفة ونبرة صوت هادئة مهدئة، ونظرة متفهمة، فهم يساعدونه على مواجهة انفعالاته واندفاعه.
سلوك الأهل المتعاطف له تأثير إيجابي كبير على نضج الفصين الجبهيين في دماغ الولد. سيتوصل عندها إلى التحكم بشكل أسرع بانفعالاته الطاغية واندفاعاته العاطفية.

كونوا المثال لأولادكم من حيث التفهم والتحكم بانفعالاتكم الخاصة
التقليد هو عامل مهم جداً في نمو الطفل. الكبار هم نماذج بالنسبة للأولاد. عندما تعطون الولد التعاطف والتفهم فأنتم تشجعون هذه المهارات عنده.
من جهة أخرى، عندما تظهرون للولد كيف تتصرفون في حالة حدوث نزاع، فأنتم تعلّمونه طريقة للتصرف خاصة به. مثلاً، إذا ضيعتم مفاتيحكم في اللحظة التي تكونون فيها على وشك الانطلاق، عبّروا عن انفعالاتكم، اشرحوا ماذا تشعرون وقولوا ما الذي تفعلونه للسيطرة على الموقف بدون عصبية :
“أنا لا أجد مفاتيحي. هذا مزعج جداْ لأنه وقت الذهاب وأخاف أن أتأخر. سأتنفس بعمق 3 مرات وسأفكر : لقد ذهبت أولاً إلى هناك، ثم هناك. قد تكون ربما هنا. هل تريد أن تساعدني في العثور عليها. هل رأيتها أنت ؟ “

اترك رد