طريقة بديلة عن العقاب لتربية الأولاد

0

الطريقة البديلة عن العقاب هي البحث عن حلٍ بشكل مشترك مع الولد. أن نسأله “ما الذي حدث ؟” و “كيف أستطيع أن أساعدك/ما الذي نستطيع فعله لكي يحدث هذا بشكل أفضل في المستقبل ؟”.

هنا، نحن توجهنا نحو المستقبل على المدى الطويل وعملنا معاً يداً بيد. هنا، نقوم معاً بتقييم الطريق (البحث عن حل واستنباط النتائج من بين خياراته) ونجهز الولد من أجل المرة القادمة حيث عليه أن يأخذ خياراً، بعيداً عن نظرنا، عن حكمنا، عن موافقتنا.

هل يعطيكم هذا الانطباع بأنكم لن تفعلوا شيئاً من هذا ؟ أتذكّر تلك الأم التي أجابتني على صفحة الفايسبوك عن موضوع العقاب فقالت لي “هذا طويل جداً ومعقد”. نعم، إنه معقد، لأن البشرية معقدة وهي في نمو مستمر ! يبدو لي دائماً أن أولادنا (الذين هم أثمن ما لدينا في هذا العالم) يستحقون أن نطرح أسئلة وأن نأخذ بالحسبان تنوع الشخصيات والمواقف والعوامل التي تؤدي إلى السلوك السيء، بدل أن نطبّق على الكل الوصفة نفسها (أنت فعلت هذا، إذن أنت مُعاقب!)

نقطة أخرى أتمنى أن أضيفها : نميل كثيراً إلى التفكير بأن دورنا كأهل يرتكز على تعليم الأولاد كيف يسير العالم، ما هو جيد، ما هو سيء، ما الذي يؤدي إلى هذا، ما الذي يجب أن لا نفعله، الخ. نحن نظن أن معرفة الأولاد للقواعد تبدأ من عندنا وتنتهي عندهم ومن أجل هذا نحب أن نعلّمهم الأشياء بطريقة تلقينية مع خطابات رنانة (عن الخير والشر، المسموح والممنوع) والعقوبات.

لكن المعرفة الحقيقية، تلك التي لها معنى، التي تستمر طوال الحياة، هي التي تأتي من الداخل، من أنفسنا، تلك التي تولد من التجربة والتفكير…الفكرة ليست أن لا نفعل شيئاً لكن أن ننمي قدرات التفكير والتحليل، حسّ النقد، الحكم على أولادنا، من أجل أن يبنوا بأنفسهم حسّ “الخير” و”الشر”.

المعرفة ستكون مكتسبة أكثر إذا كان الولد هو الذي يكتسبها بنفسه، مع توجيهه باعتنائنا به. لنساعد أولادنا على أن يكونوا قادرين، هم بأنفسهم، على تحديد ما هو خير أو شر بعيداً عن نظرنا!

اترك رد