تعويد الأولاد أن يناموا باكراً يفيد صحة كل الأمهات
يصبح الأولاد أسعد وألطف عندما ينامون في ساعة مبكرة وأنا حريصة على ألا أغير هذا الروتين أبداً. بعد أشهر من من المشي كالأموات الأحياء في النهار، ونوبات الكآبة الناتجة عن نقص النوم وتهيج الأعصاب الزائد بسبب عدم النوم الكافي، اكتشفت سلاحاً سرياً : النوم باكراً بدقة شبه عسكرية.
فهمي لأهمية ساعات النوم أنقذ صحتي العقلية، وهناك دراسات تبرهن لماذا هذا الأمر أساسي للصحة الجيدة…
وضع الأولاد في السرير باكراً يفيد الكل
قرأت دراسات عن ساعة النوم كي ترشدني إلى الاتجاه الصحيح. هذه الدراسة تؤكد أن الروتين الصارم الذي أطبقه يستحق عناء الأشهر التي أمضيتها في تطبيقه : عندما يغمض الأولاد عيونهم الصغيرة اللطيفة باكراً، يكونون في أفضل صحة وتكون الأم أكثر سعادة.
بدأت دراسة Growing Up in Australia بمتابعة آلاف العائلات في سنة 2004. حلّل الباحثون المعطيات ولاحظوا ان الأولاد الذين كانوا يذهبون إلى السرير قبل الساعة الثامنة والنصف كان لديهم “نوعية حياة أفضل مرتبطة بالصحة”. أظهرت نفس الدراسة أيضاً أن الأم كان لديها نوعية حياة أفضل وصحة عقلية أفضل.
أعلن المشرف على الدراسة جون كواتش أن “الأهل عندما يجعلون أولادهم ينامون باكراً فهذا ليس مفيداً للأولاد فقط، ولكنه مفيد للأهل أيضاً”.
تؤكد تجربتي الخاصة أنه على حق. أولادي يكونون الآن في السرير كل مساء في الساعة السابعة والنصف، وهذا ما يسمح لي بالاستحمام، بالعمل وحتى بالاسترخاء قليلاً قبل الذهاب للنوم. تحمّل العبء العقلي والجسدي للعائلة أمر منهك؛ ووقت النوم هو الطريقة الوحيدة التي تجعلني أهتم بنفسي. لكن قبل الشعور بالذنب، قبل أن تقولوا لأنفسكم إنكم تفتقدون لوقت ثمين مع صغاركم، تذكروا أن هذا جيد حقاً لأولادكم أيضاً.
إذا كنتم بحاجة إلى دافع أكبر، عدا الصحة العقلية للأم، فالدراسات أظهرت أن الاولاد الذين يذهبون إلى السرير باكراً ينامون وقتاً أطول. وهذا خبر ممتاز، لأنهم يحتاجون إلى الكثير من ساعات النوم.
بضع نصائح لجعلهم ينامون باكراً
هل تحتاجون للمساعدة في تأمين نوم أولادكم باكراً ؟ لحسن الحظ هناك نصائح عديدة عن كيفية تحديد روتين يومي كي ينام أولادكم باكراً :
حدّوا من وقت التعرض للشاشات قبل النوم
استناداً إلى National Sleep Foundation، فإن ضوء الشاشات الأزرق يؤخر إفراز الميلاتونين، يزيد التأهب ويعيد برمجة العمليات الداخلية للجسم بحسب ساعة النوم المذكورة.
- احرصوا على أن يمارس أولادكم الكثير من التمرين خلال النهار
- تجنبوا الكافيين
- احرصوا على أن تبقى غرفتهم منعشة الهواء ومعتمة
- حددوا روتيناً صارماً
في منزلنا، اتبعنا كل هذه النصائح. لقد أخذ منا وقتاً اتباع هذا الروتين، لكن أمسياتنا تمضي الآن هكذا : عشاء، 30 دقيقة تلفزيون، حمام، قراءة قصص ثم السرير. يستغرق الروتين تقريباً ساعة ونصف، وهذا يعني أننا نتعشى الساعة السادسة وأن الضوء يطفأ قبل الساعة السابعة والنصف. لكن الوقت الفعلي لا يبدو مهماً بقدر أهمية الروتين بحد ذاته. إنهم يعرفون أن ساعة النوم حلّت فيبدأون بالاسترخاء.
هذا أنقذ حياتنا، لكن مهما كان الروتين الذي تختارونه، اعلموا أنه سيأخذ وقتاً. لكنه يستحق العناء فعلاً.