ما الذي يجب أن تفعلوه كي تحافظوا على قوة سمعكم وتعيدونه كما كان ؟
اختراع السماعات والووكمان والآيبود هو بالتأكيد من أسوأ الكوارث التي أصابت آذان البشر. قديماً، كانت آذان البشر نادراً ما تتعرض لضجة صماء. ولكن في عصرنا الحاضر، هناك ارتفاع مقلق في عدد الأشخاص الذين يعانون من الصمم أو الطنين أو الصفير في جمجمة الرأس أو في الاذنين.
تابعت ثلاث دراسات هذا الموضوع واثبتت أن هناك ارتفاعاً في مشاكل الصمم عند الشباب. في خلال 10 سنوات، عدد الشباب بين 14 و 15 سنة الذين يعانون من مشاكل في السمع تضاعف 4 مرات.
في عمر ال 40، يتأثر سمع 18% من الناس. 30% من عمر 65 إلى 74 سنة، و47% بعد عمر ال 75 سنة. لكن التغيير في النظام الغذائي يمكن أن يفعل المعجزات.
الاوميغا 3 تقوم بعملية الإنقاذ
يرتبط تناول كميات كبيرة من الأوميغا 3 بانخفاض ملموس في خطر الإصابة بمشاكل في السمع عند الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم ال 50 سنة.
في الواقع، السمع ليس مرتبطاً فقط بوظيفة الأذن وبالمشاكل في القناة السمعية. المشكلة تأتي غالباً من معالجة المعلومة بشكل سيء على مستوى الدماغ. لأنه يجب على الدماغ أن ينفذ مهمات معقدة جداً لكي يصفي ويختار ويدرس
الإشارات التي ترسلها له حواسنا الخمس. وبدون نظام التصفية الجيد هذا، ستواجهون خطر أن تغرقوا في كم كبير من المعلومات السمعية.
لكن الاوميغا 3 تساهم في حسن أداء الدماغ لوظائفه، وبالتالي في معالجة المعلومات السمعية. إنها مواد دهنية تدخل في تشكيل الخلايا العصبية وتشعباتها وامتداداتها في كل الجسم،
الأوميغا 3 تساعد في جعل هذه الخلايا مع تشعباتها أكثر مرونة، لكي تسهل انتقال الإشارات العصبية. نستطيع أن نقول إنها الزيت الذي يشحم عجلات الدماغ. بدون هذا التشحيم، يُخشى أن تتعطل هذه الآلية. الأطفال الرضع الذي تأكل أمهاتهم الكثير من السمك خلال فترة الحمل، يمتلكون افضل أداء عقلي. كما أن الاوميغا 3 تمنع تراجع الذكاء العقلي عند الكبار في السن وتساهم في أداء عقلي أفضل.
نسجل أن استهلاك كميات كافية من الأوميغا 3 يحدّ أيضاً من خطر الخرف، من مرض باركنسون ومرض ألزهايمر.
لكن هذه ليست إلا البداية في برنامج تقوية حاسة السمع لديكم.
المغنيزيوم ومضادات الأكسدة للسمع
وجدت دراسة قام بها باحثون أميركيون وكوريون أن البيتاكاروتين والفيتامين C والمغنيزيوم تشجع الحفاظ على سمع جيد. ظهرت الدراسة سنة 2013 في ال American Journal of Clinical Nutrition.
هذه الدراسة تؤكدها دراسة NHANES من سنة 2001 إلى سنة 2004 التي طالت 2592 شخصاً وتوصلت إلى أن تناول كميات إضافية من البيتاكاروتين، من الفيتامين C ومن المغنيزيوم يعطي سمعاً أفضل.
تجدون البيتا كاروتين في الفواكه والخضار الصفراء والبرتقالية : الجزر، اليقطين، المشمش، الكوسى، البطاطا الحلوة…
الفيتامين C موجود في فواكه وخضار عديدة مثل الكيوي، الحمضيات، الافوكادو. انتبهوا، من المهم أن تستهلكوا الفواكه طازجة أكثر ما يمكن. الفيتامين C يتأكسد بالتعرض للهواء، وهذا ما يجعله يخسر فوائده المضادة للأكسدة.
المغنيزيوم موجود في المياه المعدنية الغنية به، وفي الخضار الخضراء، الجوز، الشوكولا والحبوب الكاملة.
إذا كنتم تخشون من أن نظامكم الغذائي لا يمنحكم ما يكفي من هذه المغذيات، يمكنكم أن تحصلوا عليها بسهولة على شكل كبسولات من الصيدليات.
ما تستطيعون أن تفعلوه أكثر من أجل أذنيكم
كشفت دراسات أخرى أن الزنك والفيتامين D يتدخلان أيضاً في تحسين السمع. يجب أن تتأكدوا من عدم النقص فيهما.
لكن قبل كل شيء، إذا كنتم تحبون الموسيقى وتستخدمون سماعات للأذن، من فضلكم، خففوا الصوت !
يتولد الصوت نتيجة ذبذبات طبلة الأذن التي تحفز الأعصاب في أعماق أذنكم الداخلية. في هذا المكان، هناك شعيرات رفيعة جدا تحول الذبذبات إلى تيار عصبي ينتقل إلى دماغكم.
التعرض المطول لضجة بقوة 85 ديسيبل أو أكثر، يتلف هذه الشعيرات. كلما كان الصوت أعلى، كلما كانت خسارة السمع أسرع.
عندما تحضرون حفلة موسيقى روك بقوة 120 ديسيبل، فإن فقدان السمع يبدأ بعد 7,5 دقائق من الإصغاء.
الآلات الموسيقية (الطبيعية أو الإلكترونية) التي تصدر أصواتاً قوية ومتكررة، وكذلك الأصوات الحادة جداً المضخمة بشكل قوي (الغيتار الكهربائي…) قد تؤدي إلى فقدان سمع لا يُعوض.
إذا استمعتم إلى هذه الموسيقى مع سماعات أو خوذة، من الأفضل أن تحدّوا من تعرضكم إلى ساعة واحدة يومياً، بقوة أدنى من 80 ديسيبل. هذا المستوى الصوتي يعادل صرخة شخص أو ضجة حركة السير على مقربة من الطريق.