الصبيان والكتب: تعرفوا إلى مشكلة الصبيان مع القراءة من خلال قصة أم مع ابنها

1

إنّ تفوّق الفتيات على الصبيان في قسم القراءة والكتابة مسألة تثير قلق واهتمام الكثير من الأهل ومن المدرسين على السواء. وكأم لولد في سن الذهاب إلى المدرسة، قد تجدين نفسك في وضع مشابه لوضع ليندا: كانت ليندا مستلقية على الأريكة تقرأ رواية عندما ارتمى داستن، ابنها البالغ من العمر خمس عشرة سنة، إلى جانبها وأسقط حقيبة ظهره ما جعل أوراقه تتطاير.

  • سألته ليندا وهي تمد يدها لتداعب شعره: «ما الأمر يا داستن؟».
  •  لا شيء. لديّ طنٌ من القراءة لليلة من أجل صف اللغة الانكليزية.
  • سألته ليندا: «وهل هذه مشكلة؟ أنت تحب القراءة عادة».

استوى داستن في جلسته ومد يده إلى حقيبته ليخرج كتابين ثم قال باشمئزاز وهو يعطي أمه الكتابين: «انظري إلى هذا! ما هذا الواجب المدرسي البغيض؟».

ألقت ليندا نظرة على الكتابين وقالت ببطء: «إنهما كتابان جيدان. وقد قرأتهما واستمتعت بهما فعلاً».
ارتفع صوت داستن: «حسن، لكنك فتاة. يتحدث هذان الكتابان عن الفتيات والأمهات والعلاقات وما شابه. لِمَ لا يمكننا أن نقرأ شيئاً يشبه الرجال؟».

واتجه داستن إلى غرفته وأغلق الباب خلفه قبل أن يشغّل الموسيقى. نظرت ليندا إلى الكتابين بين يديها وخطر لها أن ابنها محق فعلاً. لِمَ لا يستطيع أن يقرأ كتاباً يشبه الرجال؟

ما يقرأه الرجال

يعتقد جون تشيزكا، وهو الأستاذ لفترة طويلة والكاتب والأب، أنّ الصبيان تتمّ برمجتهم بطريقة غير مباشرة على ألا يتعلموا حب المطالعة. إن معظم المدرسين في المدارس الابتدائية هم من النساء، ويختار العديد منهن الكتب التي تجذبهن أو التي يعتبرنها أدباً. لعل هذا ينجح بالنسبة إلى المعلمات والطالبات، لكن ماذا عن الصبيان؟ يحمل العديد من الصبيان مواد المطالعة التي تثير اهتمامهم إلى المدرسة، كالمجلات التي تتناول السيارات والدراجات أو تاريخ الرياضات أو القصص المصوّرة، فيقال لهم «إنها ليست كتباً حقيقية».

يرى تشيزكا أن الصبيان سيتعلمون أن يحبوا المطالعة (ما يعزز فرص نجاحهم في المدرسة) عندما يشجعهم الأهل والمدرّسون على قراءة ما يحلو لهم ويجذبهم، بمعنى آخر أيّ شيء يتضمن كلمات مطبوعة على صفحة. كل ما يثير اهتمام الصبي أو يحرك مخيلته أو يشجعه على الاستكشاف يستحق القراءة.

وثمة عامل آخر قد يمنع الصبيان من أن يحبوا المطالعة وهو غياب النموذج والمثال الذكري الذي يحب المطالعة؛ بالتالي، يمكن للصبي أن يعتبر القراءة نشاطاً أنثوياً. هذا الأمر يعنيك أيها الأب! احمل كتاباً الآن ودع ابنك يراك وأنت تقرأ. تحدّث إليه عما تتعلّمه واستكشفا الأفكار معاً. اذهبا إلى المكتبات ومتاجر الكتب وابحثا عن كتب أو مجلات تثير اهتمامكما معاً.

أنشأ تشيزكا موقعاً الكترونياً عن الكتب مخصصاً للصبيان (www.guysread.com ). يجد الصبيان على هذا الموقع كتباً ينصحهم بقراءتها فتيان آخرون، كما تجدون اقتراحات للأهل والأساتذة حول كيفية تشجيع الصبيان على المطالعة. قد يسرك أنت وابنك أن تكتشفا كم الكتب المثيرة للاهتمام التي تنتظر حتى تقرآها.

المصدر : كتاب تربية الصبيان – الصادر عن دار الفراشة
اخترنا لكم

 

هذا الاختبار يعتمده الأطباء النفسيون . اختاروا شيئاً من المخزن وشاهدوا ما الذي يعنيه!

تعليق 1
  1. […] بنوبة هلع في سن 6-8 بسبب “إعادة الكتابة”. كنت أحب قراءة الكتب، ولكنني كنت أمقت كتابة ملخص عن القصة حيث أضطر إلى […]

اترك رد