اعرفي لماذا اخترتِ هذا الرجل بالذات وكيف يمكنك آن تهربي بأسرع ما يمكنك
أنا معتادة على إصلاح الناس. كنت أتورط في علاقات سيئة، أجذب باستمرار نفس الأشخاص، أولئك الذين بحاجة لإصلاح.
أعرف أشخاصاً عديدين عالقين في نفس الوضع. نحن نجذب الأشخاص الخونة، المصابين بفوبيا، الذين لا يتحملون المسؤولية، المجروحين عاطفياً، مدمني الكحول أو المخدرات، الأنانيين والمرضى النفسيين.
كما لو أننا نجذب شركاء محطمين إلى آلاف القطع. ولسبب نجهله، نشعر بأننا مجبرون على إعادة لصق هذه القطع.
أنا أعترف بأنني لم أنجح أبداً في فعلها.
لم أعط لنفسي الوقت أبداً لكي أجلس وأسأل نفسي عن حوافزي. بدل أن أسأل نفسي لماذا كنت أشعر دائماً بأنني مجبرة على إعادة لصق قطع شخص آخر، كنت أندفع بتهور لعرض مساعدتي.
إيثاري للغير كان يجعلني أفكر أن وضع نفسي في المرتبة الثانية ليس له أهمية لأنني كنت أضع كرامة شخص آخر في المرتبة الأولى.
لقد اكتشفت أنني كنت أجذب هؤلاء الأشخاص لأنني كنت أعتقد أنني قادرة على إنقاذهم.
بصفتنا أشخاصاً مضحين، مفكرين وكرماء، نعتقد أن علينا تغييرهم، نعتقد أننا نستطيع تحويل شريك خائن إلى شريك مخلص. نعتقد أننا نستطيع مساعدته على تجاوز مخاوفه من الارتباط والتخطيط لمستقبل مستقر معنا.
نحن نجذب هؤلاء الأشخاص لأننا نعتقد أنهم بحاجة لنا. وإذا تركناهم سنكون أنانيين، فاقدي الإحساس وعديمي الرحمة.
لكن المحزن في الموضوع، أننا نلوم أنفسنا دائماً عندما لا يتغير هؤلاء الأشخاص. نحن نعتقد أنه خطأنا إذا لم ننجح. اعتمادهم علينا يصبح أقوى، فهم يحافظون علينا لعلمهم أنهم ليس لديهم شيء يمنحوننا إياه.
في هذا الوقت، نحن ندقق في عيوبنا الخاصة ونحاول أن نفهم ما الذي ليس على ما يرام. كما لو أننا نجدف في مركب عالق بصخرة : المركب لا يتحرك في أي اتجاه ونحن ننهك أنفسنا عبثاً.
ولكن لماذا نفعل هذا ؟
- أظن أن علينا أن نرى حقيقة أساسية
- نحن نجذب شركاء يحتاجون إلى الإصلاح، لأننا بفضلهم نستطيع أن نكتشف هذه الحقيقة.
- إنهم هنا كي يعلّموننا أننا يجب أن نكون أنانيين.
- إنهم يهدوننا إلى العمل الذي يجب أن نقوم به في داخلنا. نحن بحاجة ماسة إلى أن نهتم بنفسنا وأن نحبها. بجب أن نتوقف عن محاولة إعادة لصق القطع المكسورة للناس الآخرين.
- لقد حان الوقت كي نعرف أن سعادة أي شخص لا تتعلق بنا. نحن نستحق شركاء ليسوا بحاجة للإصلاح، شركاء كاملين.
- أعرف أن تغيير عاداتنا عمل صعب، لكن كسر هذا التكرار سوف يجنبنا الكثير من الألم لاحقاً.
إذن، كيف يمكننا أن ننقذ أنفسنا من أولئك الذين يحتاجون إلى إصلاح ؟
- تعرفي إلى هؤلاء الأشخاص. الإشارات، الطباع والتصرفات هي كلها أمامنا، نحن نعرفها عن ظهر قلب. ما إن نشعر بشيء سيء في الجو، علينا أن نبتعد.
- اطرحي على نفسك السؤال الصحيح. قبل أن تسألي نفسك “كيف يمكنني أن أنقذ هذا الشخص؟”، اسألي نفسك :”كيف أستطيع أن أنقذ نفسي؟”
- اتبعي غريزتك. غريزتك هي صديقك الأول، هي تخبرك عندما يكون هناك خلل ما، عندها لا تبقي، لا تحاولي إصلاح الوضع بأي ثمن كان.
- تذكري من أنت. نحن نعرف ما نستحقه. تعلمي أن تحبي نفسك وأن تكوني بحاجة إلى نفسك. عندما نفعل هذا، لن نرضى بإصلاح شخص آخر لأننا سنكون واعين إلى أن هذا سيدمرنا في السياق. ولا تكرهي أبداً الشخص السيء. اشكريه، لأننا بدونه، لم نكن لنفهم أن علينا أن نتغير. لقد وضع أمامنا ما يجب علينا أن نصلحه فينا. بفضل هذا الشخص، استطعنا أن نتحقق أننا لسنا مسؤولين إلا عن مشاكلنا وعن سعادتنا.