يعلمنا الطب الوظيفي كيف نعالج السبب وليس الأعراض فقط.
شاركت حديثاً في نقاش جماعي مع طبيب تقليدي واختصاصي بالروماتيزم ومريض مصاب بمرض ذاتي المناعة، وأحد مرضاي الذي شفي من مرض ذاتي المناعة صعب عن طريق معالجة أسبابه.
مع هذا، كان هدف الأطباء الآخرين القضاء على الالتهاب بالأدوية وليس معالجة المرض. بينما يساعدنا الطب الوظيفي على فهم الأسباب الحقيقية للالتهاب ومعالجتها.
ترتبط أسباب الأمراض الذاتية المناعة بعملية بيوكيميائية أساسية : إنها ردة فعل مناعية لا يمكن التحكم بها معروفة أيضاً باسم التهاب في أجهزة الجسم يدفع جسمكم لمهاجمة أنسجته.
عندما وصف مريضي كيف شفي من مرضه بعد أن وجد أسباب الالتهاب في نظامه الغذائي ومحيطه وتخلص منها، قيل له إنها “عملية شفاء عفوية”. كان هؤلاء الأطباء متغطرسين وغير مهتمين ووصفوا الحالة بأنها نادرة الحدوث.
كان مريضي الذي يبلغ من العمر 45 سنة، أباً لثلاث أولاد، وبالكاد يستطيع المشي. بعد أن عولجت الأسباب الكامنة وراء التهابه، هو الآن بصحة جيدة، بعيش حياته بشكل طبيعي مع أولاده وقادر على أن يهتم بهم.
هناك طريقة أخرى لمعالجة الامراض الذاتية المناعة.
مهاجمة الأسباب العميقة للالتهاب
عاش مريضي سام حالة معاناة طويلة مع الجسم الطبي قبل أن يأتي ليراني. تنقل طوال سنوات من طبيب إلى طبيب للحصول على كل أنواع العلاجات لمشاكله، ولكنه لم يتلق حقاً أي مساعدة في علاجها.
هذا الشخص الذي كان بصحة جيدة، اصيب بسلسلة من الأمراض الالتهابية وخصوصاً التهابات الجيوب الأنفية والبروستات المزمنة. ووصف له الكثير من الأطباء الكثير من المضادات الحيوية لالتهاباته.
بعد بعض الوقت، شعر بآلام مبرحة في صدره ونقل إلى المستشفى. اكتشف الأطباء غدداً لمفاوية متضخمة وقالوا له إنه مصاب بسرطان الغدد اللمفاوية. وعاش ثلاث أسابيع طويلة في حالة يأس حتى صدرت نتائج الخزعة. لم يكن مصاباً بالسرطان ولكن بمرض ذاتي المناعة.
أظهرت الاختبارات عدداً من النتائج غير الطبيعية : مستوى منخفض من الكريات البيضاء والصفائح، مستوى مرتفع من مضادات الأجسام الذاتية من كل الأنواع (مضادات أجسام تهاجم أنسجتنا الخاصة)، مستوى مرتفع من كريات الدم المناعية ومرض ذاتي المناعة في الغدة الدرقية. لكن الأطباء وجدوا صعوبة في تحديد الخلل وتصنيفه.
خلال هذا الوقت، أصيب سام بخلل في عملية الأيض وبزيادة في الوزن (ما قبل السكري) على أثر الالتهاب في جسمه.
ثم أتى لرؤيتي. بدأت بطرح بضعة أسئلة بسيطة على سام، مستخدماً طريقة الطب الوظيفي، وهي طريقة جديدة للتفكير بالأسباب الكامنة وبالخلل في الأمراض المزمنة. بعدها، أخذت بالبحث عن السموم، مسببات الحساسية والعدوى (كل الأسباب الشائعة للالتهاب) ووجدت الأسباب الحقيقية لهذه العوارض.
لقد كان يأخذ الكثير من المضادات الحيوية (antibiotics) التي سببت خللاً في الفلورا المعوية وقتلت البكتيريا المفيدة وشجعت على تكاثر الفطريات أو الخمائر. كانت الفطريات منتشرة في كل جسمه، تنمو بين أصابع رجليه، على أظافره، بين فخذيه وعلى فروة شعره. كان هناك بكتيريا هليكوباكتر بيلوري في أمعائه. كانت أمعاؤه تتفاعل مع العديد من الأطعمة بما فيها منتجات الحليب والغلوتن. كان يتعرض للسموم في عمله ولديه مستويات مرتفعة من الزئبق. وكان لديه التهابات مزمنة في الجيوب الأنفية.
عالجت الفطريات والخمائر بدواء مضاد للفطريات وعالجت الهليكوباكتر بيلوري H. pylori بالمضادات الحيوية. وضعت حداً للحساسيات الغذائية، عالجت أمعاءه، نظفت جسمه من المعادن السامة ونظفت جيوبه الأنفية. ثم ساعدته في العناية بجهازه المناعي بإعطائه مكملات غذائية. أعطيته الزنك، زيت السمك، الفيتامين D، والبكتيريا المفيدة probiotics، ووصفت له نظاماً غذائياً كاملاً مضاداً للالتهابات خالٍ من أي مسببات الحساسية.
في الزيارة التالية، سألت سام عن حاله، منتظراً أن يقول إنه يشعر بتحسن بسيط. لكن جوابه فاجأني. لقد قال إنه بخير وفقد 7 كلغ من وزنه. زاد عدد الكريات البيضاء عنده وعادت المؤشرات المناعية إلى طبيعتها.
تعكس نتائج سام بكل بساطة تطبيق طريقة جديدة في علاج الأمراض تسمى الطب الوظيفي functional medicine، إنها طريقة للتعمق في المشاكل الصحية ومعالجة الأسباب الكامنة وراء معاناتكم.
إذا كنتم مصابين بمرض ذاتي المناعة، إليكم ما يجب أن تفكروا فيه وتفعلوه.
تسع مراحل لعلاج الأمراض الذاتية المناعة :
- ابحثوا عن المشاكل الصحية المختبئة : فطريات، فيروسات، بكتيريا، لايم، الخ. بمساعدة طبيب وعالجوها.
- ابحثوا عن مسببات الحساسية الغذائية المختبئة عن طريق اختبارات غذائية أو جربوا بكل بساطة ريجيم UltraSimple المختص بالتخلص من أغلب مسببات الحساسية الغذائية.
- اطلبوا من طبيبكم أن يجري لكم فحص مرض السيلياك وهو فحص دموي يمكن أن يطلبه أي طبيب.
- قوموا بفحص المعادن الثقيلة في جسمكم. الزئبق وغيره من المعادن يمكن أن يسبب مرضاً ذاتي المناعة.
- قووا الفلورا المعوية عندكم بتعزيز البكتيريا المفيدة probiotics وزيادة عددها.
- استخدموا مكملات غذائية مثل زيت السمك، الفيتامين C، الفيتامين D والبروبيوتيك للمساعدة في استعادة جهاز المناعة لدوره الطبيعي.
- قوموا بتمارين رياضية بشكل منتظم، إنها مضاد التهابات طبيعي.
- مارسوا الاسترخاء العميق مثل اليوغا، التنفس العميق، التدليك لأن الضغط النفسي يفاقم من ردات فعل جهاز المناعة.
- اخبروا طبيبكم عن الطب الوظيفي وشجعوه على أن يتابع دورة تدريبية في هذا المجال.
- جربوا هذه المراحل وراقبوا كيف تشعرون. كما قلت سابقاً. الأجوبة موجودة أمامكم بالضبط.
Dr. mark-hyman
[…] الرابعة: فقدان الشهية بسبب ضعف جهاز المناعة لديهنّ تميل النساء إلى فقدان الشهية…كما تظهر لديهنّ […]