ماما، لماذا لن أثق بك ؟ عندما يعلّمنا أولادنا أغلى درس…
تلقيت من ابنتي درساً مدهشاً في الحياة مؤخراً، درس سيبقى محفوراً في ذاكرتي وفي قلبي إلى الأبد.
سأضعكم في السياق. كنت أبحث منذ بعض الوقت، عن طريقة لأعيش حياتي وأتابع مشاريعي الخاصة وأضيف شيئاً ما إلى هذا العالم. كنت أتمنى أن أطلق مشروعاً يسمح لي بأن أعمل من المنزل، لأكون حاضرة في حياة ابنتي. كان قلبي يعتصر لفكرة أن أتركها أغلب الوقت لكي أتابع عملي بعيداً. هذا الوضع كان يجعلني كئيبة منذ وقت طويل وبلغ أوجّه أخيراً.
ثم عثرت على فيديو لسيلفان كاروفيل يذكر فيه أنه يفرغ وقته كل يوم ليأخذ ولده من باص المدرسة. في الخلفية، كان هناك صورة لباص مدرسي. وفي هذه اللحظة انفجرت بالبكاء. كل الانفعالات التي كنت أحاول أن أحبسها فيما يتعلق بابنتي انطلقت بقوة من أعماقي.
وفي هذه اللحظة قطعت وعداً على نفسي : سأفعل كل شيء لأحقق أحلامي ولأبقى حاضرة من أجل ابنتي جيني ومن أجل من أحبهم.
لذلك ذهبت لأرى ابنتي وقلت لها : “أتعرفين جيني؟ أعرف أنني لا أمضي الكثير من الوقت معك. أريد أن يتغير الوضع وسأعطي أفضل ما عندي لأتوصل إلى هذا. أنا بحاجة فقط لأن تثقي بي”.
وفجأة، نظرت إليّ ابنتي بكل طيبة وقالت لي إحدى تلك العبارات التي تركت أكبر الأثر في حياتي حتى اللحظة : “ماما، ولماذا لن أثق بك ؟”
هذه الجملة الصغيرة البسيطة، التي تلفظت بها فتاة صغيرة عمرها 11 سنة، كان لها تأثير التسونامي في رفع ثقتي بنفسي وتقديري لذاتي. يجب أن نأخذ المثال غالباً في طريقة التفكير والتصرف من الأولاد. إنهم يشعون طيبة وبراءة وعفوية. في عينيّ ابنتي، من الطبيعي تماماً أن تثق بأن أمها قادرة على النجاح.
من وقتها وهذه الجملة تدوي في داخلي وتغيّر تماماً الصورة التي أملكها عن نفسي. بدل أن أرى في داخلي شخصاً خائفاً، غير واثق من نفسه، يجد صعوبة في إثبات ذاته، أنظر الآن إلى نفسي كشخص يقتحم الظلمات، يتقدم إلى الأمام، شخص ليس كاملاً لكنه يعطي أفضل ما عنده ليتابع طريقه ولينجز أحلامه.
كلما تقدمت أكثر في تطوري الشخصي، كلما تحققت من التأثير الذي تمتلكه أفكارنا ومعتقداتنا على حياتنا. لقد احتفظت في داخلي دائماً بالاعتقاد أنني لست على المستوى المطلوب، أنني لا أمتلك المهارات اللازمة للنجاح، كنت أبحث عن القبول والرضا عند الآخرين…وقد تحققت اليوم أن هذا الاعتقاد كان يحدّ من قدرتي على الثقة بنفسي وبتنفيذ أحلامي.
في النهاية، أريد أن أقول لكم هذا : أحد مفاتيح السعادة والنجاح الحقيقية في الحياة هي أن نثق بأنفسنا وبقدراتنا. إنها نقطة الانطلاق التي تقودنا إلى الاكتمال وإلى اكتشاف ذاتنا الحقيقية. إذن اقتحموا، ثقوا بأنفسكم، بأحلامكم، آمنوا، بهذه الطريقة ننجز أشياء كبيرة ونجعل من عالمنا عالماً أفضل. لا تدعوا أحداً يخبركم أنكم لستم قادرين على أن تنجحوا مهما كان وأحيطوا أنفسكم بأناس يثقون بكم !
” عندما تسمح لنفسك بأن تثق بقدراتك، تستطيع عندها أن تصبح ما تريد أن تكونه “