هذه الوصفة المذهلة من مرق العظام !
لم أتخيل في حياتي أن أقع من النظرة الأولى في غرام حساء محضر من العظام. ولكن عندما تعرفون أن مرق العظام هو الأكسير السحري لصحتكم ستتفاجؤون.
يمكنكم أن تقولوا إنني تعلقت بعادة شرب كوب من هذا السائل المغذي يومياً. فهو يدفئني من الداخل ويعطيني دفعة قوية لأنطلق صباحاً. وبالإضافة إلى هذا، إنه لذيذ
لكن ضعفي تجاه مرق العظام ليس فقط بسبب طعمه والدفء الذي يؤمنه لي، فهناك سبب وجيه لاعتباره الإكسير السحري، وهذا يجعلني آسف لأن الكثير من الناس لا يشربونه.
منذ زمن ليس ببعيد كان مرق العظام أحد العناصر الأساسية في كل وجبة، لأنه كان يستعمل في الحساء، في الصلصات، في اليخنات. لكن مع تغير العادات واختراع ال monosodium glutamate قاتل الخلايا العصبية( الذي يعطي الأطعمة المصنعة طعم اللحم الصناعي ) ، أصبح تحضير مرق العظام للأسف فناً منقرضاً.
أقلية نادرة منكم تعرف اليوم ما هو مرق العظام أو لماذا يجب أن نتناوله.
لهذا فكرت أن أشارككم أفضل 5 أسباب تجعل من مرق العظام صرعة الموسم. هيا !
السبب 1 : مرق العظام يعيد المرونة للمفاصل
تتعلق صحة مفاصلكم بوجود الكولاجين في أربطة العظام والأوتار والمفاصل. الكولاجين عائلة كبيرة تضم الغليكوزامينات glycosaminoglycans، التي تساعد في الحفاظ على المفاصل بصحة جيدة.
يحتوي مرق العظام على الكثير من ال glycosaminoglycans ( أو Gags ). أنا متأكد أنكم سمعتم سابقاً عن أحدها – الغليكوزامين. هذه المكملات التي يتناولها الناس من أجل صحة المفاصل، تحتوي على أحد ال GAGs التي نحصل عليها عندما نشرب مرق العظام.
عندما نشرب مرق العظام، لا نحصل فقط على ال glucosamines، بل أيضاً على ال chondroitine، على hyaluronic aci، وعلى مجموعة أخرى مهمة من ال GAGs لم يتم اكتشافها بعد.بالإضافة إلى هذا، ال GAGs الموجودة في مرق العظام تقاوم عملية الهضم، وتنشط عدة هورمونات تثبت الكولاجين في المفاصل والأوتار والأربطة وحتى في الشرايين.
أستطيع شخصياً أن أشهد على الفوائد العلاجية لمرق العظام للمفاصل. قبل أن أبدأ بشربه بشكل منتظم، كان عندي ألم حاد ومزمن في الكتف اليسرى. بعد حوالى أسبوع ونصف من تناولي يومياً له، اختفى الألم تماماً. أشعر بركبتيّ أفضل بكثير حالياً عندما أصعد الأدراج ركضاً. إنها وصفة قوية حقاً !
السبب 2: مرق العظام يقوي الشعر، البشرة والأظافر
أعرف الكثير من الناس، الذين بهدف أن يستعيدوا مظهر الشباب، يدفعون مبالغ طائلة لمنتجات تحتوي على الكولاجين الذي هو المكون الرئيسي للشعر والبشرة والأظافر.
يتراجع إنتاج الجسم للكولاجين مع العمر ونبدأ بملاحظة هذا في العلامات الخارجية. تجد مادة البوتوكس ( المصنعة من سم تنتجه بكتيريا Clostridium botulinum) نجاحاً وانتشاراً كبيرين في الحدّ من التجاعيد. برأيي، هذا غريب. ومكلف !
أنا أفضل شخصياً أن أحضّر مرق العظام لأحافظ على بشرة، شعر وأظافر رائعين، من أحقن وجهي بمادة سامة.
( في الواقع، مرق العظام رخيص جداً إذا حضرتموه بنفسكم )
السبب 3: مرق العظام يعالج الأمعاء!
لنكن صريحين. أغلب قراءنا يعانون بين يوم وآخر من أمعائهم – إمساك، إسهال، حساسية غذائية، ترشح الأمعاء ( مرض Crohn وغيره )، أو مرض ذاتي المناعة أيضاً.
أحد المغذيات الأكثر حيوية لشفاء الأمعاء هو الجيلاتين. نعم، هذا المادة التي يُصنع منه الجيلو jelly. ( ألفت نظركم بالمناسبة أن أغلب الكبسولات التي تحتوي مختلف المستحضرات مصنوعة إما من زعانف السمك وإما من عظم الحيوانات، بينما الكبسولات النباتية المصنوعة من الطحالب أغلى بكثير واستعمالها نادر جداً ).
ظل الجيلاتين لفترة طويلة أكثر غذاء تمت دراسته بسبب خصائصه العلاجية. ولكن الزمن تغير.
لنوجز المشكلة، من المفترض بالجهاز المعوي أن يكون قابلاً لنفاذية المواد المغذية فقط. لكن هذا الجهاز يمكن أن يصبح شديد الترشح بسبب عدة عوامل كالتغذية السيئة، التوتر، استعمال حبوب منع الحمل على المدى الطويل وكذلك غزو البكتيريا والفطريات ( الكانديدا البيكان وغيرها ). تخيلوا شبك النوافذ المانعة لدخول البعوض، ولكن مع ثقوب كبيرة. سيمر عبرها الهواء العليل، ولكن أيضاً الذباب والبعوض أيضاً.
كيف تعمل الأمعاء التي لديها قابلية كبيرة للترشح ؟ إنها تسمح للجزيئات الغذائية غير المهضومة أن تجتاز الأمعاء وتتسرب مباشرة إلى الدورة الدموية. أليس هذا مخيفاً ؟ في هذه الحالة، يصبح جهاز المناعة مجنوناً ويبدأ بمهاجمة الأطعمة – وهنا نتكلم عن الحساسية الغذائية.
هذا ما يدخل الجسم، مع الزمن ، في مشكلة مرض ذاتي المناعة، عندما يظن جهاز المناعة أن غدتكم الدرقية ( أو أي عضو آخر في الجسم ) تشبه جزيئة المعكرونة أو الستيك التي يطاردها منذ سنوات. بمعنى آخر، يبدأ الجسم بمهاجمة نفسه.
بحسب رأي الدكتور Thomas O’Bryan، ستصبح المشاكل الذاتية المناعة قريباً السبب الأول للوفاة. فالترشح العالي للأمعاء يساهم بالوصول إلى هذه الحالة منذ زمن طويل.
ماذا يفعل مرق العظام في هذه الحالة ؟ سيسدّ الجيلاتين الموجود في مرق العظام الثقوب في الجهاز المعوي. إنها المادة التي تفيد في كل شيء، ويجب أن تصبح جزءاً من أي نظام لمعالجة الأمعاء.
السبب 4: مرق العظام يخفف الحاجة إلى اللحوم والبروتينات
هذا مهم جداً. أظهرت دراسات أن التغذية الغنية جداً بالجيلاتين تخفض الحاجة للبروتينات، التي مصدرها اللحوم، بنسبة تفوق ال 50%.
نحن نعرف كلنا أن شراء لحوم من نوعية جيدة يكلف الكثير. الخبر الجيد أنكم تستطيعون أن تحضروا مرق العظام بدون كلفة تقريباً وتقتصدوا ثمن اللحوم.
هذه فكرة جيدة، واقتصادية.
السبب 5: مرق العظام يساعد على التخلص من السموم
الكبد هو العضو الأساسي لتنظيف الجسم من السموم. ولكنه ليس لسوء الحظ مصمماً ليتحمل المواد الكيميائية السامة التي ينتجها عالمنا المعاصر.
يتعرض الكبد للاعتداء يومياً وقدرته على تنظيف الجسم من السموم مرتبطة بتوفر الحمض الأميني المسمى glycine.
الكبد هو العضو الأساسي لتنظيف الجسم من السموم. ولكنه ليس لسوء الحظ مصمماً ليتحمل المواد الكيميائية السامة التي ينتجها عالمنا المعاصر.
يتعرض الكبد للاعتداء يومياً وقدرته على تنظيف الجسم من السموم مرتبطة بتوفر الحمض الأميني المسمى glycine.
احزروا أين يتوفر ال glycine بكميات كبيرة ؟ في مرق العظام طبعاً !
انسوا الآن كل صرعات برامج تنظيف الكبد من السموم. قدموا خدمة العمر لكبدكم واعطوه ما يلزمه ليقوم بعمله على أكمل وجه.
يمكنني أن أواصل الكلام لساعات عن هذا الموضوع. فوائد مرق العظام لا تحصى. لهذا يجب أن يكون صرعة الموسم !
وصفة مرق العظام
يمكننا أن نستخدم عظام كل أنواع اللحوم. بالنسبة للدجاج، ننصح بإضافة أرجل الدجاج.
اغلوا، على نار خفيفة، لمدة 6 ساعات على الأقل العظام التي اخترتموها مع الثوم والبصل وعروق الكرفس والجزر ومجموعة أعشاب منكهة ( صعتر، غار، اوريغانو …). ننصحكم بشدة بإضافة ملعقتين صغيرتين من خل التفاح الذي يساعد على تحويل المعادن من العظام إلى ماء الطبخ.
لا تملحوا الطعام إلا في نهاية الطبخ، وإلا سيصبح المرق مالحاً جداً. اتركوه ليبرد ثم ضعوه لمدة ليلة في البراد. في الغد اقشدوا الدهن. إذا كان العظم المستخدم غنياً بالكولاجين، سيصبح المرق هلامياًً.
من الممكن تحضير كميات منه وتجميده في الثلاجة، وإلا فإن المرق يمكن حفظه عدة أيام في البراد. حيلة : ضعوا المرق في وعاء مكعبات الثلج، الذي تضعونه في وعاء آخر عندما يتجلد، هكذا لن تأخذوا إلا الكمية اللازمة كل يوم. يكفي أن تغلوه لبضعة دقائق قبل أن تتناولوه.
