تعرفوا على مساوئ إجبار أولادكم على إنهاء طبقهم للحصول على حلوى..

0

حتى لو كانت غايتنا فعل الخير، فقد نخرب العلاقة بين ولدنا والطعام…

“انهِ كل ما في طبقك وإلا لن تحصل على الحلوى !” ملايين الأولاد سمعوا هذه العبارة من الكبار منذ أجيال. والعديد منهم ما زالوا يسمعونها لغاية الآن.

لكن هل هذه هي الطريقة الصحيحة لتربية أولادنا ؟

بحسب ما تقول المعالجة النفسية والاخصائية في التربية النفسية ماري ريكارد، لا. إنها تعتبرها إحدى الملاحظات البريئة ظاهرياً ولكنها يمكن أن تؤدي عند الأولاد إلى تصرفات مؤذية فيما يتعلق بالطعام.

بحسب ما تقول، فإن عملية الأكل يجب أن تكون مرحة واجتماعية بدل أن تكون مرتكزة على العقاب أو المكافأة.

وهي تؤكد أن وجبة الحلوى يجب أن تكون طبيعية جداً. الحلوى هي جزء من الوجبة بكل بساطة.

نعم، الولد يجب أن يستطيع تناول الحلوى حتى لو لم ينهِ وجبته الرئيسية. هو الوحيد الذي يعرف إذا ما زال هناك مكان في معدته للطعام.

إذا جاع الولد فيما بعد، نقدّم له بقية وجبته التي لم ينهها. إجبار الولد على الأكل لا يشجع على بناء علاقة سليمة مع الطعام، بحسب ما تقول الأخصائية. وهو رأي يشاركها فيه العديد من أخصائيّ التغذية.

الولد وحده هو القادر على معرفة إذا كان جائعاً أم لا. الولد يأكل تقريباً ثلاث وجبات في اليوم، بالإضافة إلى وجبتين (أو ثلاث) خفيفتين. لهذا تقترح الأخصائية أن نتكلم مع الولد عن “حجم المكان” الذي بقي في بطنه. “مكان صغير” هو شيء مثالي من أجل الحلوى، التي يجب أن تكون محددة بحصة واحدة فقط. إذا جاع الولد فيما بعد، نشرح له أنه “يجب أن يثق فعلاً بالإشارات” ونعاود إعطاءه ما يأكله.

يجب أن نعرف كيف نتكيف مع احتياجاته. الأولاد مختلفون الواحد عن الآخر. لذلك لديهم حاجات مختلفة بحسب فترات اليوم.

تقول الأخصائية ماري ريكارد : “الأكل متعة. إنه فعل اجتماعي. يجب أن تأكل العائلة معاً”.

تعرض الباحثة أفكاراً صغيرة بهدف مواجهة العلاقات الخاطئة مع الطعام التي تنمو باكراً جداً عند الأولاد، من عمر 3 أو 4 سنوات. تبدأ من وقتها علامات عدم الاكتفاء الجسدي بالظهور.

إنها تشرح “كلما كبر الطفل، كلما احتل عدم الاكتفاء مساحة أكبر”.

نلاحظ الآن عند الأولاد في المدارس الابتدائية، سلوكيات قمعية تجاه الطعام، وحتى محاولات للالتزام بريجيم. إنها ملاحظة مقلقة جداً حسبما تقول الأخصائية.

إذن، أيها الأهل الأعزاء، في المرة القادمة عندما ترغبون في دفع ولدكم إلى إنهاء طبقه، فكروا في ذلك مرتين. ساعدوه على الشعور بعلامات الشبع الخاصة به وتذكروا أنه يحدث لنا كلنا في أوقات معينة أن لا نرغب في اللحم أو الخضار، لكن بقطعة حلوى صغيرة فقط !

كما أنه لا داعي أن تكون الحلوى دائماً جاهزة من السوق. يمكن تحضير حلوى منزلية، لبن رائب محلى وفواكه، بسكويت…

اترك رد