لماذا نؤذي من نحب. ولماذا ندعهم يؤذوننا
سؤال يجب ان يعرف جوابه كل واحد منا. فأخيراً يمكننا ان نفهم ما الذي يحدث معنا ومع اولادنا حتى.
علاقات الحب مرآة لذاتنا . إننا نتعلم إلى أي درجة نحن محبوبون وإلى أي درجة يقدر الآخرون حبنا من خلال التفاعل مع الناس الذين نحبهم. الأولاد الصغارلا يفكرون ان أمهاتهم المضغوطات نفسياً او آباءهم العصبيون يعانون من أوقات عصيبة او يحاولون ان يشفوا أنفسهم من طفولتهم الصعبة.أولادنا يشعرون عندما نتعامل معهم بهذه الطريقة بأنهم السبب وراء ما يحدث مع أهلهم فيحسون بأنهم اشخاص غير جديرين بالحب
افترض أنك تحاول رؤية صورة جسمك من خلال مرآة عجيبة موجودة في بيتك ، فيها يبدو ردفيك أعرض بكثير من الواقع. إذا وقفت أمام مرآة كهذه تشوه صورتك، ستظن أنك في مشكلة كبيرة وأن لا رجيم يمكن أن ينفع. حالما تأخذ هذه الصورة السلبية عن نفسك ، ستفقد الثقة بكل المرايا الدقيقة. إن الناس الذين يعانون من اضطرابات غذائية هم أشخاص يرون أنفسهم بدينين وكأنهم ينظرون الى انعكاس صورتهم في مرآة تكبر شكلهم الحقيقي. وحتى أولئك الذين لا يعانون من اضطرابات غذائية ولكنهم في صغرهم ظلوا يسمعون أهلهم يقولون أنتم نحيفون جداً سيظلون يرون أنفسهم نحيفين جداً عندما يصبحون راشدين مع العلم أن مرآتهم تخبرهم بوضوح أن لديهم بضعة كيلوغرامات زائدة.
عندما يصل الأمر إلى المظهر الجسدي، يكون لدينا أكثر من مرآة للمقارنة بينها وبين المرآة العجيبة التي تشوه صورتنا. ولكن لا انعكاس للحب إلا من خلال الأشخاص الذين نحبهم. إذا صدر حكم عن مدى كونك شخصاً محبوباً من شخص لا يمكنه أن يحب بدون أن يؤذي ، ستصبح نظرتك عن نفسك مشوهة وغير دقيقة.
ان المعلومات التي نتلقاها عن ذواتنا من الأشخاص الذين نحبهم يعكس ضعفاً بشكل ما عندما نكبر وهذا التأثير يبقى حياً طوال حياتنا. قد تضحك ربما عندما يقول لك شخص غريب أن شعرك أخضر ولكن عندما يقول الزوج أو الزوجة هذا الشيء سيكون التأثير مختلفاً جداً فالافتراض الذي ستخرج به هو ان بك خطباً ما وستشعر بالحاجة إلى الغضب او الشعور بالاستياء لتحمي نفسك.
ولكن مرآة الحب قد تعكس أشياء جيدة . فإذا تعلمت من أهلك المحبين الشفوقين كم انت شخص محبوب وغال، ستكون نظرتك عن نفسك واقعية في المستقبل . قد تعاني أحياناً من خيبة الأمل والحزن ولكنك لن تشعر بأنك شخص غير جيد، او شخص لا يستحق الحب او شخص غير محبوب . وبمعنى آخر الصعوبات التي ستواجهك في الحياة سيكون تأثيرها محدودا وسرعان ما تستعيد ثقتك بنفسك.
لوم المرآة
الولد الذي يسيء التصرف يجعلنا نشعر بأننا أهل فاشلون وغير كفؤين. والأهل الغاضبون يجعلون الطفل يشعر بأنه غير كفء وغير محبوب. والحبيب المتطلب، العدائي يجعلنا نشعر بالهجر وقلة قيمة الذات والرفض. وقد بينت التجارب أننا نستعمل الغضب والاستياء لنعاقب من نحب. إننا نريد ان نهاجم المرآة لأننا لا نحب ما نراه فيها.
الحل الوحيد للخروج من هذا الوضع الشائك هو ان نتوقف عن اعتبار الألم العاطفي عقابا ينزله بنا شخص آخر وأن نتعلم كيف نعالج أنفسنا ونحسنها. هذا سيقودنا إلى التعاطف الذاتي ويضعنا على تواصل مع قيمنا العميقة التي ستجعلنا أكثر تعاطفاً ومراعاة للآخر. يمكنك أن تحب بدون أن تؤذي ، فقط إذا استعملت الألم كإشارة للشفاء وتحسين الوضع .
إذن لهذه الأسباب يؤذينا من نحب والسؤال الآن لماذا نحن نؤذيهم، نؤذي من نحب؟
إننا نؤذي من نحب :
- لأننا غاضبون ومحبطون من أنفسنا. فعندما نحاول ان نؤذيهم ، إنما نكون في الواقع نؤذي أنفسنا لأننا نعتقد اننا لا نستحق الخير، فنهدف بطريقة لا واعية إلى تدمير ما هو حيد في حياتنا.
- لأننا نتوقع منهم الكثير . إننا في أعماقنا نأمل ان يستطيع من نحب مساعدتنا وأن يقوموا بكل ما لا نستطيع القيام به. وعندما لا يحققون ما نأمل به نشعر بخيبة الأمل وتكون النتيجة ان نحاول بطريقة لاوعية أن نجعلهم. آسفين ، نادمين
- لأنهم الوحيدون الذين يملكون الشجاعة ليخبرونا الحقيقة . ومع اننا نعرف أن ما يقولونه هو الحقيقة ، يبقى ما يقولونه لنا يؤذينا فيسبب الألم عندئذ ردود فعل عنيفة.
- نعم نحبهم ولكن هناك أشياء فيهم تزعجنا كثيراً ونحن نعرف أننا لا نقدر على تغييرها .
- نحن نؤذي من نحب لأننا نشعر بأن لا أحد يفهمنا. ونتمنى لو يستطيعون الإبحار إلى رؤوسنا ورؤية الأشياء كما نراها نحن، لأننا نظن ان ما نراه هو الصحيح. بكل بساطة نحن لا نفهم لماذا لا يفكرون بطريقة مختلفة ولماذا لا يرون الأمور واضحة كما نراها .
- نحن نحبهم ولكننا في الوقت ذاته نكرههم لأنهم يعرفون ضعفنا ولأن ليس بإمكاننا ان نختبئ. فالقناع الذي نضعه عندما نكون مع الآخرين ، يزول عندما نكون معهم ويظهر ما نخبأه إلى السطح
- نؤذيهم لأننا نعلم في أعمق أعماقنا نعلم أنهم لن يتوقفوا عن حبنا. إننا نؤذيهم لأنهم يسمحون لنا ان نؤذيهم
وباختصار، حتى تحب عليك ان تشفي نفسك اولا.
موقع التربية الذكية