السؤال: أنا شاب عمري 27 سنة وأعمل في شركة كبيرة. وكذلك، تعمل صديقتي في فرع آخر للشركة نفسها. أنا أحبها حبًا كبيرًا وهي حتمًا تبادلني الشعور نفسه. وكانت هذه المرّة الأولى التّي أبدأ فيها علاقة جديّة، إلا أنني أظن أن صديقتي لم تنسَ حبّها القديم وهي لا تزال تكنّ مشاعر معيّنة لخطيبها الأول. ففي كلّ مرّة أعبر لها عن حبّي، تبدأ بالبكاء، فهي تخشى أن أتركها في يوم من الأيام لأكون مع فتاة أخرى، لأن ذلك ما حصل مع خطيبها السابق. وأنا بطبيعتي حساسٌ جدًّا وردّ فعل كهذا يضايقني فعلاً. فقد حاولت مرارًا وتكرارًا التكلم معها عن علاقتها السابقة، إلا أن ذلك لم يجد نفعًا. أيمكنكم مساعدتي في حلّ هذه المشكلة؟
الإجابة: الدموع لغة لا يتقنها إلا المتألم. صديقتك تعاني من رهاب الإرتباط. فبعد الصدمة التّي تلقتها من علاقتها السابقة، هي الآن تتروى. فالإقتراب من شخص ما عاطفيًا ومن ثمّ تركه يجعل الإنسان ضعيفًا جدًّا. ويظهر خوفها، وقلقها، وعدم الشعور بالأمان الذي تعاني منه من خلال تصرفاتها وكلامها. وبما أنه يصعب عليك أن تعد صديقتك بأنك لن تتركها يومًا، وذلك لأن لا أحد يدري ما يخبئه المستقبل له، إلا أن الطرق التي يمكنك أن تؤكد بها حبك لها والتزامك بالارتباط بها كثيرة.
لكي تتخلّص صديقتك من رهاب الإرتباط من المفترض أن تتحدثا بصراحة عن علاقتها السابقة ومشاعركما تجاه بعضكما البعض. فهي بحاجة أن تعرف أن علاقتكما مختلفة جدًّا. هي بحاجة لفترة طويلة من الهدوء والشعور بالأمان لكي تتحرر من أحاسيسها السلبية وتعيد ترتيب أفكارها.
ولكن في نهاية المطاف، عليّ أن أقول إنه يمكنك فعل الكثير لصديقتك. ولكن، مهما حاولت جاهدًا أن تطمئنها، إلا أنها قد تعاني في بعض الأحيان من الشعور بعدم الأمان ما لم تعد إلى أصل هذه المشاعر وتحاول معالجتها، عندئذٍ تخطوان معاً نحو حلّ مشكلة رهاب الارتباط.
