أعراض تظهر على أطفالنا بسبب تعرضهم للسموم البيئية؟
اضطرابات النمو العصبي والسلوكي تصيب 10 إلى 15% من الولادات. من هذه الاضطرابات نذكر التوحد أو النشاط الزائد وهما اضطرابان لهما انعكاسات على نوعية حياة الطفل وسلوكياته ونتائجه المدرسية . لا تمثل العوامل الوراثية أكثر من 30 إلى 40% من هذه الاضطرابات العصبية. لهذا فإن الظروف البيئية تلعب دوراً كبيراً.
خلال السنوات الماضية، شهدنا ارتفاعاً كبيراً في الاضطرابات السلوكية عند الأولاد مثل التوحد والنشاط الزائد. بحسب مقالة في مجلة Lancet Neurology، فإن التغييرات التي تحدث في البيئة التي ينمو فيها الأولاد، تلعب دوراً مهماً في هذا.
ميّز باحثون أميركيون ، 5 مواد كيميائية سامة لأعصاب الأولاد : الرصاص، الزئبق، ال PCB، الزرنيخ وال toluene. التعرض لهذه السموم العصبية ارتبط بتغييرات في نمو الأعصاب عند الجنين، وبنتائج مدرسية ضعيفة وبمستوى ذكاء أقل عند الأولاد بعمر المدرسة. بعد 7 سنوات، وجدوا 6 مواد كيميائية إضافية تشكل خطراً على النمو العادي للدماغ :
- المنغنيز : برهنت دراسة كندية وجود ارتباط بين وجود تركيز للمنغنيز في الشعر والنشاط الزائد عند الأولاد. في بنغلادش، ارتبط التعرض للمنغنيز الموجود في مياه الشرب بتراجع نتائج الرياضيات لدى الأولاد بعمر المدرسة.
- الفلور : بعد تحليل 27 دراسة حول الأولاد المعرضين لتناول الفلور عن طريق ماء الشرب، وخصوصاً في الصين، تبين تراجع مستوى الذكاء IQ ب 7 نقاط.
- ال tetrachloroethylene ( مادة مذيبة ) . في دراسة فرنسية على 3000 طفل، وجد الباحثون رابطاً بين التعرض لمواد مذيبة منذ الحمل والخلل في السلوك عند الأولاد بعمر سنتين. هناك خطر ارتفاع نسبة النشاط الزائد والسلوك العدواني عند الأولاد. النساء المعرضات للمذيبات في العمل هن العاملات في المستشفيات، في المواد الكيميائية، في التنظيفات، في التزيين والتجميل النسائي.
- ال polybrominated diphenyl ethers ( مؤخرات الاشتعال ).
- بعض المبيدات : chlorpyriphos-ethyl، ال DDT ( وشبيهه ال DDE ). بعض المبيدات الممنوعة في الدول الغنية ما زالت مستخدمة في البلدان الفقيرة مثل ال DDT وال DDE.
عندما يكون الدماغ في طور النمو فهو يكون معرضاً بشكل خاص لهذه المنتجات الكيميائية وحبل المشيمة لا يمنع مرور العديد من المواد الكيميائية السامة نحو الجنين. هذه المركبات السامة للأعصاب تؤدي غالباً إلى أضرار لا يمكن علاجها أو عكسها. - الفتالات والبيفينول A التي نجدها في أنواع مختلفة من البلاستيك لها تأثيرات على الهورمونات. التعرض للفتالات قبل الولادة يرتبط بالنقص في النمو العصبي، بمشاكل سلوكية، وبتراجع في الانتباه.
يقول الباحثون إن هناك قلة تقدير لعدد المواد المسببة لتسمم الأعصاب الموجودة في البيئة.