كيف ننمي قدرة الطفل على المشي وعلى تحمّل التعب ؟ (2)

0

قدرة الطفل على المشي

قدرة الطفل على المشي وتحمل التعب مهارة تُكتسب مع الوقت. وتمرين الطفل على أن يسير ليقطع مسافات قصيرة مفيد في تنمية الوظيفة الحركيّة العامة لديه. ويساعده هذا على أن يصبح مستقلاً أكثر. كلما استطاع الطفل أن يسير مسافة معيّنة، يعيش انتصاراً ونجاحاً صغيرين. وهذه التجربة تجعله عموماً فخوراً وتساهم في تنمية احترامه وتقديره لذاته. ويتعلّم الطفل تدريجياً أنه يستطيع أن ينجح في أمور مختلفة إذا ما بذل جهده.

لكن تنمية قدرة الطفل على المشي لا يمكن أن تحصل بين ليلة وضحاها. ويمكن للطفل الذي اعتاد أن يسير إلى المنتزه منذ أسبوع أن يحتاج إلى المساعدة في الأسبوع التالي وذلك لأسباب عديدة مختلفة. يجب أن نتحلى بالصبر وأن نبقى متنبهين لحاجاته. كما أنه من المهم أن تكون توقعاتنا واقعية وتتماشى مع قدرات الطفل.

إليكم بعض الطرق لمساعدة الطفل في تنمية قدرته على التحمّل:
  • ابدأوا بنزهات قصيرة في الحيّ حيث تقيمون.
  • حدّوا من الوقت الذي يمضيه الطفل في عربة الأطفال. يمكنكم أن تعوّدوه على المشي عبر ترك العربة في المنزل حين تكون المسافة التي تريدون قطعها قصيرة. حاولوا مثلاً أن تسيروا مع الطفل إلى الدكان القريب ثم زيدوا المسافة تدريجياً من دون عربة الأطفال.
  • خذوا وتيرة الطفل بعين الاعتبار. إنّ ساقيه الصغيرتين لا تسيران بسرعة مثلكم. امشوا ببطء ودعوه يتقدّم عليكم قليلاً كي تتمكنوا من مواكبته والسير بحسب وتيرته.
  • حددوا له هدفاً واقعياً بشأن المسافة التي عليه أن يسيرها قبل أن يحمله أحد الوالدين أو أن يجلس في عربة الأطفال. قولوا له مثلاً: “ستسير حتى موقف الحافلات ثم تجلس بعدها في عربة الأطفال.”
  • هنئوا الولد حين ينجح في أن يسير. اطلبوا منه أن يلتفت خلفه ليرى المسافة التي قطعها. واطلبوا منه بعدئذ أن يحدد هدفاً جديداً أبعد للمرة التالية التي تسيرون فيها على الدرب نفسه.
  • عندما يشعر الطفل بالتعب الشديد، اطلبوا منه أن يأخذ استراحة قصيرة قبل متابعة السير.
  • إذا أراد الطفل أن تحملوه، فاقترحوا عليه حلاً يرضي الطرفين، قولوا له مثلاً: “لا أستطيع أن أحملك إلى المنتزه؛ فقد أصبح وزنك ثقيلاً. سرّ حتى المنتزه ثم يمكننا أن نجلس على أحد المقاعد وسأحملك بين ذراعيّ.” إذا شعر بخيبة أمل، فتقبّلوا الأمر من دون أن تشعروا بالذنب. يمكنكم أن تشبعوا رغبته في أن يُحمل لاحقاً.
عندما يرفض أن يسير…

من الأفضل في هذه الحالة أن نفهم الحاجة التي تختبئ خلف رفضه للمشي وأن نحاول تلبية هذه الحاجة. هل الطفل متعب جداً؟ هل يفتقر إلى الطاقة لأنه جائع؟ وهل يرفض السير لأنه لا يرغب في أن يذهب حيث تذهبون؟ أظهروا لطفلكم أنكم تتفهمون ما يعيشه وهذا ما يشجّعه على أن يعاود السير، لاسيما إذا حاولتم لاحقاً أن تجعلوا المشوار مسلياً.

ألعاب لتحفّزوا طفلكم كي يمشي
  • امرحوا معه وسيروا كحيوان ما أو كشخصيّة ما (كالفيل، الفأرة، الجندي، البهلوان على سبيل المثال)
  • سيروا وكأنكم تتجنبون التماسيح المختبئة في تشققات الرصيف.
  • اطلبوا من الطفل أن يتقدّمكم كي يكون الدليل. يجب أن يشير إلى الدرب الذي ينبغي سلوكه للوصول إلى وجهتكم (مع تقديم المساعدة إذا ما دعت الحاجة).
  • امشوا على خطوط الرصيف أو اقفزوا من فوقها.
  • اعتمدوا التنويع في أسلوب السير: امشوا بشكل جانبي، بشكل عكسي أو على أطراف الأصابع.
  • العبوا لعبة اشارات السير. عندما تقولون “أخضر” يتوجب على الطفل أن يسير بسرعة. عندما تقولون “أصفر” عليه أن يسير ببطء وعليه أن يتوقّف عندما تقولون “أحمر”.
  • ابحثوا عن أشياء محددة وأنتم تسيرون. اطلبوا من الطفل على سبيل المثال أن يجد شيئاً أصفر اللون، أو شخصاً يضع قبعة أو كلباً أو نافورة، الخ… ففيما هو يبحث، سيسير الطفل من دون أن يدرك ذلك.

اقرأ أيضاً: طفلي يتعب بسرعة من المشي ويريدني أن أحمله : ماذا أفعل ؟ (ا1)

اترك رد