ماذا ستصبح شخصية أطفالنا عندما يكبرون ؟

0

شخصية أطفالنا: كم مرة تساءلنا حول كيفيّة التعامل مع تصرفات أطفالنا؟ انّ هذه الشكوك مشروعة بالنسبة للأهل وقد واجهنا جميعًا هذه الهموم.

سنقول لكم على الفور إنه لا يوجد دليل تعليمات للأهل المستعجلين! نحن نحاول فقط أن نبذل قصارى جهدنا بما هو متوفّرٌ لدينا. ولكن ماذا نملك بالضبط لنستطيع تلبية مطالب أطفالنا الأعزاء؟

التربية: ماضينا هو مستقبلنا

نحن اليوم عبارة عن مجموع مورثات آبائنا السابقة، من جيّد فيها و سيّء. سواء أعجبنا ذلك أم لا، فإننا كثيرًا ما نجدّد التربية التي ورثناها عن أهلنا. من خلال معرفة ذلك و بتجربتنا كبالغين، فإنّ أمر التكيّف مع سلوك أطفالنا الذي لا يمكن التنبؤ به في بعض الأحيان، يرجع الينا!

الشخصية: سيصبحون ما نحن عليه الآن

انّ الأطفال عبارة عن إسفنجات عاطفيّة، يشعرون بقوّة بأحاسيسنا، وأحيانًا حتّى قبل أن نعبّر عنها! إذا عدتم إلى المنزل بعد يوم صعب في العمل أو بعد اجتماع أزعجكم أو أحبطكم، فستنقلون دون وعي ضغوطاتكم و إحباطكم الى من حولكم. فتغضبون من أيّ شيء، وفي هذه المواقف، دائمًا ما نلوم الشخص الذي أمامنا.

في حالة الزوجين، يمكن أن يؤدّي هذا إلى توتّر يترجم أحيانًا الى مشاجرة تقليديّة وغالبًا ما ينتهي بالمصالحة. أمّا في الأسرة، فتكون النتيجة أكثر دراماتيكيةً: يتلقّى طفلكم العبء الأكبر من اللّوم (الذي لا يفهمه) و يحاول بطريقة ما تلبية طلباتكم. لكنّه لا يملك الأدوات اللازمة للتعامل مع هذا الوضع و قد يخاطر بالوقوع في الصمت.

ماذا سيحدث بعد ذلك؟ عادةً بعد ساعة واحدة ستستعيدون هدوءكم و تنسون بالفعل ما أزعجكم. تفكّرون أخيرًا في قضاء بعض الوقت مع الآخرين و تسألون على سبيل المثال، كيف قضى الطفل يومه في المدرسة: مفاجأة! لن تسمعوا سوى إجابة “جيّد “أو” لا بأس “، من المستحيل أن تستطيعوا معرفة المزيد! هذا أمرٌ طبيعيّ، لقد خلقتم ما يسمّى بمتلازمة الصمت الانتقائي، حيث يلجأ الطفل إلى كيانه الداخلي ليحمي نفسه من الخارج، و بالتالي يضع حاجزاً أمام كلّ أنواع التواصل.

إذا كنتم تعانون من هذا الموقف أو واجهتموه، فلم يفت الأوان بعد لتحسين الأمور! ربّما تكونون قد تفاعلتم بناءً على الأسس التي علمكم إيّاها والديكم، و لكن حان الوقت لتغيير موقفكم و التخلّص من هذه العادات السيئة، و إلا ستصبح هذه الحالات أكثر تكرارًا و في النهاية طفلكم هو الذي سيصبح الغاضب في المنزل!

المعرفة (أو شغف التعلّم)

لا تنتهي التربية التي ناقشناها أعلاه بعد التخرج، فالمدرسة لا تعلّمنا كيف نكون آباءً و أمّهاتاً جيّدين و كيف نستجيب لطلبات أطفالنا. الأمر متروك لنا لنثقّف أنفسنا طوال حياتنا! استفيدوا من واجبات أطفالكم المنزلية للمراجعة (من منّا يتذكر تصريف الأفعال أو الاعراب اذا لم يكن لديه طفلٌ في الرابع ابتدائي؟) ولكنّ الأهم من ذلك: اقرأوا! ألا تعتقدون أنّه بامكانكم فعل ذلك؟ ومع هذا، فقد تمكّنتم بالفعل من قراءة هذا المقال حتى الآن!

تتيح لنا الأدوات الحاليّة، الوصول إلى معرفة لا نهاية لها، في جميع المجالات الممكنة، و تعليم التربية للأهل ليس استثناءً، لذا استفيدوا منها! يمنحكم موقع يوتيوب YouTube و مجموعات فايسبوك Facebook و المدوّنات … وصولاً سهلاً و حلولاً ملموسة للنزاعات التي قد تنشأ في حياتكم اليومية. و هذا أكثر متعةً ممّا يبدو عليه، حيث غالبًا ما يصوّر اليوتيوبر Youtuber مقاطع فيديو بنبرة الفكاهة و استنكار الذات.

اترك رد