خطوات عملية لوضع حد لسوء السلوك عند أطفالنا

0

من المهم أن تُبنى العلاقة بين الأهل والأطفال على الحب والمودة والثقة المتبادلة. لكن إحذري أت تفقدي السيطرة على زمام الأمور! كأن ينسى طفلكِ أنك الطرف المسؤول والأكبر سناً، ويبدأ يالتصرف بوقاحة وبتجاهل كلامك. سنقدم لك عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية خطوات عملية لوضع حد لسوء السلوك عند أطفالنا.

كيف تضع حداً سوء السلوك عند أطفالنا لئلا يتفاقم في المستقبل وتخرج الأمور من يدنا.

لدي صديقة رائعة اسمها كريسبي , إنها أول مدربة لي على الامومة. قد لا اكون أبالغ إذا قلت , إنهاغيّرت حياتي. إنها ليست فقط مدربة أمومة ممتازة , بل هي أم لثلاثة أولاد حنونة وعطوفة, إثنان منهما اكبر سنا من أولادي , هذا ما شجّعني على العمل بنصائحها وإرشاداتها وأنا مطمئنة كلّ الإطمئنان. في اللحظات التي تخشاها كل أم, أعطتني الكثير من النصائح وأكثرها أهمية هي تلك النصائح التي جاءت في الأوقات الحرجة .

إبنتي الكبرى, إبنة الست سنوات ونصف, راحت تبدو زائغة العينين كثيرة التحسر ووقحة أكثر منها صريحة . إبنتي التي كانت تبدي كل الإحترام والطاعة, لم تعد هي ذاتها , فهي تسير مسرعة نحو مرحلة المراهقة على مرآى من عينيّ.

تحدثت مع كريسبي عن تلك الوقاحة غير المعقولة والغضب ينتابني وعبرت لها عن مدى تعبي, فكان الجواب “اقضي على الأمر في مهده”.

سألتها : وماذا تعنين بقولك هذا؟

أقصد ألا تنتظري حتى تفلت الأمور من يدك. إنها لم تعد إبنة اربع سنوات.

هاه

أنت محقة, أنا من كان يسمح لها بالخروج خلسة وأجلس أنتظر عودتها . آملة أن يتحسّن حالها.ما كان يحدث هو أن الأمر تحول إلى عادة بسبب عدم احترامها للآخرين وغضبيي المتزايد .

إذن ماذا يعني بالضبط ” اقضي على الأمر في مهده ”

إليكم بضع خطوات يجب أخذها بعين الإعتبار :
  1. يجب أن يبنى كل شيء على الحب والتعاطف. الحب والتعاطف وحدهما يسمحان لك القيام بمثل هذه المهمة الشاقة. إذا كنت غاضبة جدا , فلن يكون بمقدورك القيام بهذه الخطوات بل سيتحول الامر إلى عقاب وارتباك وهذا ما يجعل الأمور أكثر سوءا
  2. يمكنك عقد لقاء خاص مع ابنك الأكبر سنا , وفي هذا اللقاء تجعلينه يعلم , أنك تلاحظين أن تصرفاته هذه تزداد وتيرتها يوما بعد يوم , وتؤكدين له أن هذا ليس مقبولا في العائلة , وأنه ليس هكذا يخاطب الناس بعضهم بعضا . قولي بوضوح ” إن تحدثت معي بهذه الطريقة بعد الآن , سنفترق أينما كنا , لن أهتم بك ولن أنصحك بشيء , بكل بساطة سننترك المكان “
  3. عند تصرفه بفظاظة , عليك إثبات أنك متمسكة بما قلته فاتركيه وحده وارحلي, وإن لم تفعلي ذلك تكونين تقولين لطفلك أن كلامك وتحذيراتك لا معنى لها ولا قيمة . هكذا يشعر الطفل أنه متهم.
  4. من الهام جدا فعل ذلك بحب وهدوء . لا دمدمة ولا صراخ ولا توبيخ, ودون القول “إن ما أخبرتك به سيحدث”؟ ” أو القول له ” إنك تربكني وتربك العائلة كلها ” ” اتركي الطفل وحده وابتعدي عنه دون النظر إلى الوراء. قد يطلب الطفل منك منحه فرصة ثانية, فابقي صامتة. أو يحاول أيضا إزعاجك, فحافظي على هدوئك وتابعي مسيرك. قد يبكي وقد يبدأ بالصراخ , فلا تعيريه اهتماما ولا تساوميه . لا تستسلمي له ولا توبخيه. تذكري ان على الوالد أو الوالدة ضبط أنفاسه والإستمرار في التركيز . في البدء قد يكون هذا صعبا ولكن التكرار يجعله سهلا.
  5. وأخيرا وبعد عودة الطفل إلى هدوئه وحين تشعرين بالراحة والإيجابية خذيه بين ذراعيك , عانقيه بحب , عبّري له. عن حبك دون أن تعظيه. إذا كان الطفل يبكي أو يطلب منك السماح , فقولي له ” إني أسامحك وأعي أنك ستكون أفضل حالا في المرة القادمة ” قد لا تكونين واثقة من نفسك وأنت تقولين ذلك ولكن بأية حال قوليه.
  6. وجهي التهنئة لنفسك على العمل الشاق الذي قمت به. سوف تكونين أكثر عاطفية , مرهقة جسديا ولكنك وضعت حدودا لتسامحك فكوني حازمة بذلك , هذا هو عمل الآباء والأمهات, ولسوف تكافئين على فعلك فيما أنت تقومين بكل ذلك , حاولي الحصول على بعض التسلية والراحة. إنك تستحقين ذلك .
اترك رد