لماذا يصرّ الصبيان على ارتداء السراويل القصيرة عندما يكون الطقس بارداً؟ تحقيق

0

في بلادي أربعة مواسم.. الربيع والخريف فصلان جميلان ..الصيف حار .. أما الشتاء فيأتي بارداً رغم أن هناك أربعة فصول متغيرة يبقى هناك شيء واحد ثابت وهو : الصبيان في السراويل القصيرة.

نعم ، هناك فتيات يرتدين سراويل قصيرة على مدار العام أيضًا ، ولكن يبدو أن هذا أكثر شيوعًا بين الذكور. لا يرتدون المعاطف والسراويل القصيرة هي فقط ما يرتدونه ، مهما كان الجو باردًا. بالنسبة إليّ كأم هذا قمة الجنون.

لدي ثلاثة أبناء وبنت واحدة. ابنتي الصغيرة تبلغ من العمر 5 سنوات فقط ، لذا فهي ما تزال في طور حزم أمورها. هي ترضى بارتداء القفازات والقبعة والمعاطف أما إخوتها فلن يرتدوا إلا السراويل القصيرة والقمصان الخفيفة في أحسن الحالات أما المعطف فغير موجود في الأفق. ما زال بإمكاني جعل أصغر أبنائي يرتدي بنطالًا عندما يكون الجو باردًا ، لكن بالنسبة لأولادي البالغين 11 و 13 عامًا؟ ليس هناك أي فرصة. من أجل إرضائي يقبلون بأخذ المعطف الذي سرعان ما يقبع في حقيبة الظهر أو يتركونه في السيارة بدون أن يرى النور .

premium freepik license

أنا ناظرة مدرسة ، ويمكنني أن أخبرك أن هذه ليست مجرد ظاهرة في منزلي. يمكنني القول إن 65 بالمئة على الأقل من الصبيان يرتدون سراويل قصيرة ..
إلى أين نذهب للعثور على أفضل المعلومات عن سبب عدم ارتداء الأولاد للبنطلونات الطويلة أو المعاطف؟ الإنترنت بالطبع! طرحت هذا السؤال على أصدقائي المدرسين وأولياء أمور الأولاد وسألت لماذا لا يرغب أولادهم في ارتداء المعاطف أو السراويل. كانت الإجابات متشابهة إلى حد كبير.

كان هناك الكثير من الشكاوى عن ملمس البنطال والمعاطف ، كونها “شديدة الالتصاق بالجسم ” أو “منتفخة جداً”. قال البعض إن أطفالهم يركضون كثيرًا أثناء استراحة المدرسة فيشعرون بالحر إذا كانوا يرتدون البنطلون او المعطف. وهناك أولاد يحبون أن يخالفوا أهلهم ويحاربوا سلطتهم.. ولكن الإجابات المدوية أكثر كانت إجابات المراهقين الذين قالوا ببساطة .. إنهم لا يحبونها.
ذهبت مباشرة إلى المصدر في منزلي لمعرفة سبب عدم ارتدائهم السراويل. قال أكبر ابنائي ، “لماذا أنا؟ لا احد يرتديها. لا أريد أن أبدو غريب الأطوار “. إذن هو ضغط الرفاق؟.

ابني الأوسط هو الطفل الذي يشعر بالحر الشديد عندما يركض . قال إنه عندما يبرد في فترة الاستراحة في المدرسة يرفع شاله المقفل عن رقبته ويضعه على وجهه فيبقى دافئاً ويخرج الريح من بين فخذيه.

وابني رقم ثلاثة؟ قال “مادام رفاقي يفعلون ذلك فأنا أيضاً سأفعل مثلهم.. “

لقد قمت ببعض البحث المعمق لمعرفة ما يدور حوله هذا الأمر. فأشار أحد أصدقائي إلى ان السبب هرموني فبدا لي ذلك مقبولاً.
تقول الدكتورة Deborah Gilboa : إن هرمون التستسترون يبقيهم دافئين بالتأكيد كما ان شعر جسمهم يبقيهم دافئين أيضاً” وهذا منطقي ولكن هناك ما هو أكثر.. فوفقاً لأطباء العظام : أجسام الرجال تحمى بشكل أسرع بسبب سرعة الأيض لديهم فيبقون دافئين لفترة أطول.

“التمثيل الغذائي في الجسم هو المسؤول عن إنتاج الطاقة ، وعن الحرارة أيضاً. ومع ان اجسام الرجال والنساء تبقي درجة حرارة الجسم الداخلية عند 37 درجة مئوية ، إلا ان لدى الرجال كتلة عضلية أكبر وهذا ما يجعل أجسامهم تولد المزيد من الحرارة وذلك عبر استهلاك المزيد من السعرات الحرارية لتغذية تلك العضلات الزائدة. عندما تتبخر هذه الحرارة ، تدفئ بشرتهم وملابسهم والهواء الموجود فوق سطح بشرتهم مباشرة “، حسبما ذكرت المقالة.

سواء أكان ذلك سببه الموضه أو تحدياً للأهل أو تشبهاً بالأقران أو ببساطة عوامل بيولوجية حقيقية، فمن غير المرجح أن تنتهي ظاهرة ارتداء السراويل القصيرة في فصل الشتاء في أي وقت قريب. هل يستحق الامر القتال؟ أحيانًا نعم. إذا واجهتم درجات حرارة خطيرة حقًا، يحين الوقت لخوض تلك المعركة.

إذا وصلت الحرارة إلى ما تعتبرونه برداً لا يمكن تحمله ولكنهم لا يرونه كذلك فدعوهم يخوضون مغامرتهم .. ولكن اخبروهم، عندما يعودون وهم يشكون من البرد وقت الفرصة المدرسية، أن الأمر كان خيارهم وأرشدوهم إلى الموضع الذي تعلقون فيه معاطفهم.

اترك رد