4 تصرفات أخرى مزعجة يقوم بها أطفالنا ولكنها تنمي دماغهم

0

تصرفات مزعجة:

في كثير من الأحيان أكاد أصاب بالجنون من تصرفات أطفالي.. البارحة فقدت أعصابي فصرخت بهم مع أني أحاول ما بوسعي ان أتحكم بانفعالاتي مع أطفالي ولكن في بعض الأحيان يتجاوزون كل الحدود.

ذات ليلة، وبعد يوم طويل من الألاعيب بشكل خاص، كتبت قائمة بجميع التصرفات الصعبة التي كنت أرى أطفالي يقومون بها.

أنا ملكة في إعداد القوائم وقد اعتقدت أن تحديد هذه التصرفات قد يساعدني على التحكم بها… أو على الأقل فهمها… أو على إنقاذي إلى حد ما.

كانت تصرفات أطفالي مخرّبة، فظّة، متلاعبة، ملؤها التحدي وغرضهم منها هو إخضاعي. أو هذا ما كنت أشعر به أحياناً.

نظرت إلى قائمتي وقررت النظر إلى الأسباب التي تدفع أطفالي إلى التصرف بهذا الشكل. واتضح لي موضوعين مشتركين:

أطفالي ليسوا غير طبيعيين (الحمدلله). فالأمر لا يتعلق بأطفالي فقط، إنما يتعلق بجميع الأطفال.
كل هذه السلوكيات المخادعة التي يصعب التعامل معها كانت في الواقع تنمي أدمغة أطفالي. لم يكن في أي منها الصفات التي استحضرتُها في رأسي كأم منهكة. لقد كانت مرحلة نمو… مرحلة تغيير كلي لبنية عقولهم. إليكم بعض التصرفات المزعجة التي يقومون بها في مقالة سابقة ذكرنا 5 تصرفات والآن نكمل تعداد 4 تصرفات أخرى مزعجة:

1. النحيب والنواح

أحيانًا يكون الأمر كالمسامير على لوح الطبشور. النحيب بسبب الأكل الموجود على الفطور. النحيب على ما فعلته أختهم. انها الطريقة التي تهب بها العواصف. كل شيء قد يشعلنا نحن الأهل. ولكن تبين أن النواح ليس تلاعبًا بل محاولة للتواصل العاطفي. لو كانوا رضّعاً لبكوا. لكن بما أنهم ليسوا كذلك، فإنهم يبكون لنا بصوت عالٍ، ويعرف ذلك أيضًا بالنواح. هذه طريقة أجسادهم للقول، “مرحبًا، أنا عالق هنا في دماغي الأوسط وأحتاج إلى مساعدتكم للوصول إلى أعلى الدماغ.”

2.. يلحون

عندما تحتاجين ثانية للرد على الهاتف، أو التبول، أو طهي العشاء… أو أي شيء آخر، تجدينهم يطالبون بوقتك وتركيزك ويغدو الأمر كارثيّاً عندما لا تكونين قادرة على ذلك. كما يتكرر الأمر نفسه وقت النوم ، عندما يماطل الأطفال في أن يأووا إلى فراشهم عبر استخدام كل خدعة ممكنة.

يجب أن يكون الأطفال على مقربة من الأشياء المتعلقين بها -أي أنت. إنه ما يشعرهم بالأمان ويساعدهم على النجاة. وعلى الرغم من أننا نعلم بأن الابتعاد ليس حتميّاً، فإن أجهزتهم العصبية الناشئة لا تدرك ذلك. لذا، فإن تشبثهم بك، مهما كان صعبًا، هو عملية نمو وعلامة جيدة على أنهم يرونك ملاذاً آمنًا!

3. يكذبون

أو هذا ما نظنه. ولكن فعلياً إنها لحظة نمو أخرى. إن أطفالنا محكومون بالتصرف بما يتناسب مع أنظمة عائلاتهم ولذا فهم يقومون باستمرار بتقييم: “هل ما يجب أن أقوله/ما أفعله يهدد تعلقي بأهلي أم يقويه؟ هل من الآمن إعطاء إجابة لا يريد الكبار في حياتي سماعها؟” عندما يكون الأطفال صغارًا، فإن ما يبدو أنها أكاذيب هي في الواقع الطريقة التي تعالج بها أدمغتهم التفكير غير الواقعي الذي يتمنون حدوثه، الأمر الذي يؤدي لاحقاً إلى تنمية المهارات.

4. يتجاوزون الحدود

يتجاوزون ويتجاوزون ويتجاوزون. هكذا ينمون أجزاء أدمغتهم المسؤولة عن التسلسل، والسبب والنتيجة، وحل المسائل، والتحكم بالانفعالات، والتحكم بالنفس، والتعاطف. هؤلاء العلماء الصغار يكتشفون ما يصلح وما لا يصلح، وما هو مسموح به وما ليس مسموحاً من خلال التجربة (أو تجربة الحدود). هم يراقبوننا ليروا ما نفعله عندما نغضب، الأمر الذي يعمل على تنشيط الخلايا العصبية المرآتية في أدمغتهم، كما انهم يقومون بحفظ هذه المعلومات للوصول إليها في مواجهة ما يغضبهم لاحقاً.

أن يكون لديكم أطفال هو أمر يشبه أحيانًا التواجد في السيرك، ولكن بدون وجود حلويات السيرك في نهاية العرض. ومع ذلك، قد يكون التعامل مع بعض سلوكياتهم الصعبة أمرًا معقدّاً، إلا أن معظمها تعتبر أساليب طبيعية لتكوين الدماغ حتى يتمكنوا من النمو ويصبحوا بشرًا بالغين.

تؤثر الطريقة التي نرى بها أطفالنا في كيفية تعليمهم وإرشادهم. والطريقة التي نعلمهم ونوجههم بها تؤثر على كيفية نمو أقسام دماغهم.

اقرؤوا أيضاً: 4 أشياء مزعجة يفعلها أطفالكم لكنها تنمي أدمغتهم

اترك رد