كيف تضعون حدوداً لولدكم المراهق دون أن تقطعوا العلاقة معه

0

حدود المراهق: يحتاج المراهق كي يكبر إلى أن يغامر خارج ميدان والديه، وهذا يخيفه بقدر ما يثيره ويفتنه. يحتاج أن يكون فاعلاً في ما يحصل له ليشعر بأنه موجود. إنّ درب الاستقلالية يمرّ عبر الاختبار والاستكشاف واستخدام موارد الجسم والفكر بشكل عملي، مع وضع لمسة شخصيّة على كيفية سير الأمور في عالمنا.

إلا أنّ الشعور بالقوة المطلقة الذي يُسكر المراهق في بعض الأحيان يجب أن يوضع له في نهاية المطاف بعض الحدود، لاسيما في ما يتعلّق بالفظاظة والسلوكيات الخطرة المهلكة أو بعدم احترام القانون. لا تدعوا المسائل الخطرة تمرّ مرور الكرام بحجة أنها حادثة نمو.

سمعت زوجي يقول لابننا المراهق في مرحلة صعبة: “المراهقة لا تبرر كل شيء.”

يجب ألا يُعتبر تجاوز الحدود الموضوعة على مستوى فن العيش أو أسلوب الحياة كظاهرة “ستمضي مع مرور الوقت”.

يتشكّل ولدكم المراهق وينظّم نفسه عبر إدراك الحدود الصارمة والحنونة التي يضعها والداه أو الأخصائيون الذين تطلبان مساعدتهم عندما تشعران بالحاجة إلى ذلك.

حافظوا على الرابط والصلة مع ولدكم

يختبر المراهق قدرة محيطه على أن يضمن له روابط عاطفية مستقرة. وهو لا يهدف إلى تدمير الرابط الموجود بينه وبين والديه لكنه يرغب في القليل من “الرخاوة”، وفي أن يتمتع بما يكفي من المرونة ليقيم علاقات جديدة مع شبّان في مثل سنه. يتحقق من أنّ والديه يحافظان على الصلة حتى وإن عمد من ناحيته إلى قطعها أو التخلي عنها في بعض الأحيان.

لا تشوّهوا صورة المراهق وتشيطنوه وتجنبوا إطلاق الأحكام من مثل “أنت لست سوى… لن تنجح أبداً”.

premium freepik license
إخباره عن مراهقتكم

أن يكون المراهق جزءاً من مجموعة من الشبان لا يمنحه المعايير والنقاط المرجعيّة كلها حتى وإن اعتادوا أن يقضوا أكبر قدر ممكن من الوقت معاً. ولهذا السبب، يحتاج المراهق لأن يعرف كيف عاش الراشدان اللذان يهمانه أيّ والداه، فترة المراهقة هذه.

وانطلاقاً من موقعكما كراشدين، يمكنكما أن تخبراه عن تطلعاتكما وعلاقاتكما مع أهلكما في الماضي، من دون أن تشوّها صورتهما، ومع أصدقائكما لتشرحا له بعطف كيف عشتما المواجهة بين رغباتكما وقيود العالم الخارجي.

زيارة العائلة من جديد

إنّ المراهق لا يتجنّب الراشدين كلهم بشكل مطلق. يمكنه أن يتواصل مع أقارب آخرين غيركم لا يراقبونه ويضايقونه طيلة الوقت. يمكن لخالة أو عمّة أو قريب أكبر منه سناً أو جدّ أو جدّة أن يقول له كلاماً يرضى بأن يسمعه فيما هو يرفضه إذا ما صدر عن الوالدين.

يميل ابني البكر البالغ من العمر أربعة عشر عاماً لأن يقلق لأنه لم يختر بعد مهنة له في حين أنّ رفاقه “يريدون” أن يصبحوا مهندسين أو خلاف ذلك. قال له عمه مؤخّراً إنه لم يكن يعرف حين كان في مثل سنّه أنّ المهن المختلفة التي مارسها لاحقاً موجودة، ما يعني أنّ تردده يجب ألا يشكّل مصدر قلق له.

يستند المراهق أيضاً إلى ترابط وتماسك تاريخ العائلة كلها. وليواجه موقعه الجديد في تعاقب الأجيال، يريد أن يعرف موقع كل فرد لا أن يتلقى المودة والمحبة فقط. يعبّر المراهق عن فضوله حتى وإن كان يعتمد على مناطق معتمة.

اترك رد