عالم ابنتك في عمر السنتين الرهيب: كيف تتصرفين وتتعاملين مع طفلتك العنيدة ؟

0

عالم ابنتك في عمر السنتين

يعود السبب في اعتبار عمر السنتين عمراً رهيباً إلى أن العديد من الأهل لم يفهموا المراحل الطبيعية في نمو طفلهم. في عمر السنتين تقريباً، ترى الطفلة الصغيرة عالمها ينفتح وترى الكثير جداً من الأشياء في الأفق لا تستطيع بعد الحصول عليها. وتعلم في هذا العمر أيضاً أن بإمكانها التلاعب بوالديها بمجرّد إظهار انزعاجها أو عدم رضاها ـ وكلّما كان ذلك واضحاً جاءت النتيجة أفضل. يمكنها الآن استخدام العديد من الكلمات، لكنّها لا تفهم بالضرورة معانيها، وكل ما تبرع فيه هو الطلبات. أضف أن ذهنها مفعم بالأسئلة تقذفها قذفاً الواحد تلو الآخر. علاوةً على أنّها طوّرت قدرة اليد اليمنى أو اليسرى وأصبحت قادرة على فكّ أزرار ثيابها وحلّ شريط حذائها، لكنّها لا تزال غير قادرة على إغلاق أزرارها وربط شريط حذائها، ولا يمكنها أيضاً القيام بأمور أخرى تبدو بسيطة جداً بالنسبة للبالغين. لذا فإنها تغلي بشعور الإحباط ونفاد الصبر.

سؤال

منذ أن أتمّت ابنتي السنتين، ترفض القيام بأي شيء أطلبه منها. فما هو الخطأ الذي أرتكبه؟

لا ترتكبين أي خطأ على الإطلاق، لكنّ عمر السنتين فترة صعبة على الطفل ووالديه. تذكّري دائماً أن ابنتك لا تحاول عمداً أن تتمرّد عليك أو تتحدّاك. إنّها تحاول فقط أن تعبّر عن استقلاليتها المتنامية، لكنّها لا تملك بعد المهارات الكلامية اللازمة للقيام بذلك. اعلمي أن هذه الحالة لن تدوم وأن ابنتك الصغيرة ستتجاوز هذه المرحلة مع تقدّمها بالعمر.

كوني مستعدّة

لا تُعتبر أي من هذه الخاصيّات سلبية إلاّ إذا كانت الأم (أو الأب) غير مستعدّة لها. والحقيقة هي أن موقف ابنتك الصغيرة الذي يتّصف بالتطلّب والعجلة فرصة لك كي تعلّميها كيف تتصرّف على نحو مقبول. كل ما عليك فعله هو توقّع تزايد نفاد صبرها وطلباتها وأسئلتها، ووضع خطّة للتعامل معها. بتأنٍ وثبات، ستحرزين تقدّماً معها.

ما يساعدك في ذلك هو أن ابنتك قد تعلّمت التقيّد بالتعليمات البسيطة. وبالتالي، اجعلي التعليمات التي توجهينها لها بسيطة ومباشرة قدر الإمكان وانتظري منها أن تتقيّد بها. لا حاجة لإعطائها تفسيراً للسبب الذي يجعلك تطلبين منها شرب حليبها أو إحضار معطفها غير: «لأنّي قلت ذلك». في السنين اللاحقة، سيكون من الضروري إعطاء تفسير لتعليماتك وقواعدك، لكنّ ابنتك لا تزال أصغر من أن تستطيع فهم أي مضامين عميقة محتملة.

وقائع

يفضّل طبيب الأطفال الدكتور آلان غرين، وهو أستاذ محاضر في كليّة الطبّ من جامعة ستانفورد الأميركية، أن يطلق على فترة «السنتين الرهيبتين» ـ التي قد تبدأ قبل هذا العمر وتستمر إلى ما بعد عمر الثلاث سنوات ـ تسمية «المراهقة الأولى» لأنّها المرّة الأولى في حياة الطفل التي يُظهِر فيها سلوكاً معارضاً ـ أي سيئاً أو مزعجاً.

إذا أعطيت ابنتك تعليمات بنبرة لطيفة ولكن حازمة، ستحصلين على نتيجة، لذا فلا تبدأي بالصراخ أو تستغرقي في أفكارك الكئيبة حين تحرد. فابنتك لا تقصد إزعاجك، بل إنّها تمرّ فقط في مرحلة من نموّها.

ولا حاجة لأن تثبي أيضاً كلّما عبَّرت عن رغبة، بل نفّذي بهدوء ما يبدو لك معقولاً بعد أن تشرحي لها أنّه ينبغي عليها أن تطلب بلطف وتهذيب وألّا تكون متطلبة أكثر ممّا ينبغي. ساعديها كذلك على فهم أن رفع صوتها لن يجعلك تهرعين إليها إلاّ إذا كانت مجروحة أو مصابة. في هذه الحالة الأخيرة فقط، لا بأس ـ وحتّى من المطلوب ـ أن تصرخ.

هناك عدّة ممارسات تضمن تحوّل السنتين الرهيبتين إلى سنتين رائعتين، وهذا ممكن جداً. أوّلاً، كوني مستعدة مسبقاً ولا تعتبري سوء مزاج صغيرتك المفاجئ كعلامة على أنك ارتكبت خطأ؛ بل اعتبريه فرصة لتوسيع مهاراتك التربوية. جرّب العديد من الآباء والأمّهات الطرق التالية وهي تأتي بنتائج جيّدة إذا استعملتها باستمرار:

  • تجنّبي طرح أسئلة يمكن الإجابة عنها بكلاّ، مثلاً: «هل تريدين ارتداء القميص الأرزق؟».
  • اعطيها خيارين: «هل تريدين ارتداء القميص الزهري أم الأصفر؟».
  • اعتمدي روتيناً منتظماً للقيلولة ووجبات الطعام وهلمّ جراً، وحاولي التقيّد به كل يوم.

إذا كان هناك أمران عليها القيام بهما، اسمحي لها بأن تقرّر أي الأمرين تريد القيام به أوّلاً، كأن تقولي مثلاً: «هل تريدين التقاط ألعابك عن الأرض أوّلاً أم أخذ حمّامك؟».

وقد تنجح أحياناً طرق أخرى مختلفة مع والدي الفتاة الصغيرة العالقة في مخاض فترة السنتين التي تتسم بالتحدّي والمواجهة، لكنّ الهدوء والثبات ينجحان دائماً ولو بعد حين. لذا استمري في التصرّف على هذا النحو.

اترك رد