مخاوف الطفل من المدرسة، من الفشل، من الهجر والموت…طرق ذكية لكي يتغلب عليها

0

مخاوف الطفل: من الضروري تحديد سبب خوفه بدقة: قلق الإنفصال، المعلم، أحد الزملاء الذي يضربه في المدرسة، الخوف من العلامات السيئة…

لمواجهة الإنفصال عنك بسهولة أكبر، يمكنك أن تساعديه على تخيّل يومه عبر تحديد أطر زمنيّة “بعد الغداء ستأخذ قيلولة صغيرة، وستتناول وجبتك الخفيفة وسيحين وقت حضور الأمهات، حينها سنلتقي مجدداً”. لا تنسي لعبة طفلك المفضّلة أو أي أداة انتقالية أخرى.

الخوف من الفشل:

الدرجات والتقويمات والإمتحانات… تفرض منافسة بين الطلاب من الممكن أن تمثل صعوبة حقيقة بالنسبة للطفل. يجب طمأنة الطفل بشأن قدراته، والتخفيف من التوتر لئلا تثقل توقعاتك كاهله. لا تولي اهتماماً بالنتائج، بل اهتمي بتقدّمه واستعداده للتعلم.

إن كان لديكِ أي ملاحظة حول طريقة التدريس التي يتبعها المعلم، فلا تترددي في التعبير عن ذلك أمام الطفل بوضوح.

ملاحظة: “حالة متطرفة”: أمضت ابنتي لتوها أحد أيامها الأولى في المخيم الصيفي. وبينما كانت تلعب بهدوء شديد في حوض الاستحمام، شرحت لي وهي تشعر بانزعاج شديد: “هل تعلمين يا أمي أني كنتُ حزينة في الصباح حين رأيتُكِ ترحلين. رحت أصرخ، فقامت بيليندا بصفعي على قفاي، وبعد ذلك توقفت عن البكاء، لا تقلقي! ثم رحت ألعب حتى أني ضحكت مع صديقتي!”. وموضوعي هنا ليس الغضب والغيظ والرغبة بالقتل التي لربما شعرتُ بها، بل كيف أساعد ابنتي بحيث لا تشعر بالخوف مجدداً من الذهاب إلى المخيم الصيفي. شرحتُ للو أنني لا أوافق أبداً على الطريقة التي استخدمتها المشرفة (إنها فعلياً أول صفعة تتعرض لها ابنتي!)، كما أخبرتها أنه لا يحق لأحد أن يضربها، وأنّ من حقها أن تحزن في الصباح لأنني لست بالقرب منها وأنني سألتقي ببيليندا لأطلب منها عدم صفعها أو إخافتها مجدداً. بعد أن قمتُ ب”حل” المشكلة خلال الأسبوع، تمكنت يوم الأربعاء التالي من إيصالها إلى المخيم الصيفي، حيث استقبلتها مشرفة أخرى، وشرحت لها أنّ بإمكانها أن تطمئن لأنني تحدثت عن المشكلة التي واجهتها ووُعدت بألا تتكرر المسألة أبداً، وأكدت لها أنني أحبها كثيراً وأنني سأكون دائماً إلى جانبها لمساعدتها إن مرت بظروف صعبة”. لقد كانت عاجزة وخاضعة لمزاج المشرفة. وحقيقة أنني صدّقتها ودعمتها ودافعت عنها سمحت لها بأن تستعيد ثقتها بنفسها في مواجهة هذا الظلم، وبأن تشعر بأنها تنعم بالحماية والأمان.

premium freepik

سواء أكان العنف جسدياً أم عاطفياً، لا تسمحي لبعض الأساتذة الذين يستخدمون أساليب تعليميّة سيئة بتدمير طفلك: العقوبات المهينة، الألقاب المسيئة… إن لم تتدخلي، فسيكبر طفلكِ حاملاً ندوباً من جراء هذه الإهانات أو المعتقدات السلبية.

تدخلي أيضاً إذا تعرّض طفلك للعنف من طفل آخر: العنف اللفظي (إهانة، سخرية، إذلال…)، العنف الجسدي، الحاق الضرر بممتلكات طفلك… ثمة العديد من الأسباب التي تدعو إلى القلق بشأن ما يدور في الملعب. إذا تعرّض طفلك للعنف في المدرسة، فمن الضروري التحدث في الأمر مع المعلمة أو مدير المؤسسة. يجب أن يشعر طفلك بالأمان الكلي والسلام حتى يكبر ويحقق إمكاناته بالكامل. كما أنه من المهم دوماً أن تكتشفي كيف يُنظر إلى طفلك خارج المنزل.

الخوف من الهجر أو الموت

غالباً ما يدرك الطفل فكرة الموت حين يبلغ 6 إلى 7 سنوات من عمره، وترتبط المسألة بإدراكه أن الوقت يمر، أو بفقدانه أحد الأشخاص الأعزاء. مع أسئلته الوجودية الأولى، يتملّك الطفل الخوف من أن يفقد والديه، أو من أن يتم التخلي عنه، أو من أن يجد نفسه وحيداً…

أعطه إجابات منطقية: الموت عبارة عن حقيقة تشكل جزءاً من الحياة. من المهم أن تقومي بشرح دورة الحياة بكلمات تناسب مع قدراته على الفهم والاستيعاب. يمكنكِ التحدث معه عن “أنّ الموت أمر طبيعي” يحدث للأشخاص الكبار بالسن، وأنه من الطبيعي أن نشعر بالحزن، وأن الأشخاص الذين يموتون يبقون في قلوبنا إلى الأبد، وعن الجنة… طريقتكِ الهادئة وثقتك سيساعدان طفلك. لن يفهم فعلاً أنّ لا عودة من الموت إلا حين يبلغ التاسعة من عمره.

اترك رد