هل أنتم قلقون من تقلبات المزاج عند ابنكم المراهق؟ ومتى عليكم الخوف فعلاً؟

تقلبات المزاج عند المراهقين :
أن تكونوا أهلاً لولد يمر بمرحلة المراهقة يشكل تحدياً حقيقياً. لا تعرفون أبداً كيف عليكم التصرف ولا كيف ستكون ردة فعل ابنكم على أبسط الأفكار.
قد تسألونه “هل نمتَ جيداً”. فيكون رد ابنكم المراهق “دعيني وشأني، لماذا تطرحين عليّ هذا الكم من الأسئلة بمجرد أن أستيقظ!”
وهكذا يتحوّل يوم قد انطلق بشكل جيد إلى كابوس. ويصبح التبادل البسيط للكلمات أشبه بإعلان حرب.

لكن ما السبب الذي يؤدي إلى ذلك؟

أولاً، يميل الأهل إلى نسيان سنوات التمرد التي عاشوها في سن المراهقة. ينسون أنهم هم أيضاً كانوا حساسين وسريعي الانفعال في هذا السن. إنها مرحلة لا مفر منها من تطور الطفل.
في سن المراهقة، يحتاج الأبناء إلى الانفصال عن أهلهم لاتخاذ خطواتهم الأولى باتجاه مرحلة سن الرشد. ويتكون لديهم انطباع أو شعور بأن أهلهم يحاولون كل ما بوسعهم السيطرة عليهم والتحكم بهم. بالتالي ينتج عن هذا التشتت خلاف.
من جانب آخر، هناك أيضاً الأهل الذين يتذكرون جيداَ فترة مراهقتهم ويخافون من أن يسلك أبناؤهم الطريق نفسه ويعرضوا مستقبلهم للخطر.
باختصار، سلوك الأهل غالباً ما ينتج عن نوايا حسنة. إذن كيف بإمكانكم كأهل التعامل مع هذه النزاعات

1- في السابق، كان الأهل أبطالاً، اليوم، يسبب الأهل الخجل والإحراج لأطفالهم

على أي حال، هذا ما يشعر به الجميع في هذه المرحلة.
يعتبر البلوغ مرحلة طوارئ، فعلى أي حال لا يوجد تطور أكثر حدة لدى الرجل والمرأة من مرحلة البلوغ. يتغير نمط التعلق وطريقة التفكير لدى المراهقين بشكل مفاجئ. وتنشأ العديد من النزاعات نتيجة لذلك.
لا يمكن للأطفال ان يشككوا في حبهم لأهلهم، فهم مرتبطون بشكل غير مشروط بهذين الشخصين اللذين يعتنيان بهم.
عند سن البلوغ، ينحل جزء كبير من هذا الرابط بشكل مفاجئ، وبالنسبة للمراهقين يصبح الأب والأم شخصين عاديين يحملان العديد من نقاط الضعف.
إذا استمر بطلا مرحلة الطفولة (الأم والأب) اللذان تراجعت رتبتهما الطبيعية، في الإصرار على موقفهما الاستبدادي، فهما لا يقومان سوى بإثارة غضب ابنهما/ابنتهما. عندها يتمرد الشبان ويصبح الأهل عاجزين.
فقدان هذا الرابط هو أيضاً من الأسباب التي تجعل الشبان يفقدون الثقة بوالديهم. بطبيعة الحال، يثير هذا الأمر خوف الأهل، لأنهم يشعرون بأن ابنهم يبتعد عنهم.
وبالتالي يعاني الأهل من فقدان حقيقي للحب والسيطرة في مرحلة بلوغ أطفالهم.
ومما يزيد الأمر سوءاً، أن سن البلوغ لدى الأطفال يجعل الأهل يواجهون حقيقة غير سارة مفادها أنهم هم أنفسهم يتقدمون في العمر: عاجلاً أم آجلاً، سيتعين عليهم الانسحاب وإفساح المجال للجيل الجديد. وهي حقيقة قد يثير إدراكها الخوف.

2- تقلبات مزاجية حادة وغير متوقعة

من الطبيعي أن يشعر المراهقون بأنهم في قمة السعادة ومن ثم يشعرون بالحزن الشديد، لأن مهامهم ضخمة. والخروج من الأسرة التي تشكل مصدر الحماية قد يجلب الخوف والقلق. بالإضافة إلى ذلك، فإن طفرة النمو الضخمة الأخيرة مرهقة، بحيث يعيد الدماغ تكوين نفسه مرة أخرى، وتستيقظ الرغبة الجنسية بفضل إفراز الهرمونات.
عادة لا يكون مزاج المراهقين السيء دون سبب على أي حال، فقط الأهل هم من لا يعرفون حقاً سببه.
أي شخص في هذه الحالة سيتصرف بهدوء وبحس فكاهي مع الحالة المزاجية السيئة، والشخص الذي يبدي اهتماماً يتعلم الكثير عن حياة الشباب اليومية، عن السعادة والحزن، والموسيقى الشعبية وسلوكيات الحفلات الغريبة.
وأي شخص في هذه الحالة سيطلب توضيحات وتفسيرات وإجابات على أسئلة مثل “هل هنالك ما كسر قلبك؟” ولن يذهب أبعد من ذلك.
الأسئلة المفتوحة مثل “هل هناك خطب ما؟ هل لديك مشكلة؟” تخرج الشبان بشكل أسهل عن تحفظهم.

التعليقات مغلقة.