الناس الذين لا يتحملون صوت مضغ الطعام لديهم ميزة غريبة !

0


إذا كانت الضجة التي يصنعها الآخرون خلال الوجبة، أو شريككم خلال تناوله السناك إلى جانبكم مساءً، تجعلكم ترغبون بالقتل، اعلموا أنكم لستم مجانين !

أنتم مصابون ربما بالميسوفونيا misophonia، أي فرط الحساسية على بعض أنواع الضجة. %20 من الناس مصابون بها، ولكنها ليست بالضرورة شيئاً سيئاً. 

في الواقع، اكتشف علماء من جامعة Northwestern University أن الأشخاص الشديدي الحساسية على بعض الأصوات يميلون إلى أن يكونوا أكثر إبداعاً من أولئك الذين لا يتحسسون عليها.

ما قرأتموه صحيح. إذا كنتم منزعجين (أو أكثر من منزعجين !) من صوت المضغ، فربما تكونون عباقرة ! كلما شعرتم بالغضب تجاه عدم قدرة الناس على الأكل بلا صوت، كلما كان من المحتمل أكثر أن تكونوا عباقرة !

freepik.com

في الدراسة التي نشرتها داريا زابلينا، الباحثة في Northwestern University، استجوبت 100 مشترك طلبت منهم أن يعطوا أجوبة قدر الإمكان بخصوص عدة سيناريوهات محتملة في مدة محددة. تابع فريق الباحثين هكذا ردات فعل المشتركين على عدد معين من الأصوات، ثم طلبوا منهم أن يملأوا استبياناً قبل أن يستخلصوا استنتاجاتهم. 

بحسب المشرفين على الدراسة، “أظهرت أجوبة المشاركين علاقة وثيقة بين أولئك الذين لديهم الأجوبة والإنجازات الأكثر إبداعاً وأولئك الحساسين على الأصوات“. 

أظهرت الدراسة أنه كلما أزعجتكم الأصوات أكثر، كلما حصلتم على نقاط أكثر في اختبارات الإبداع !

تشرح داريا زابلينا هذا قائلة :

“القدرة على تصفية المعلومات الحسية غير المرغوب فيها، تحدث باكراً وبشكل لا إرادي في عمليات الدماغ ويمكن أن تساعد الناس على دمج أفكار ليست هي محور الاهتمام، وهذا ما يؤدي إلى الإبداع في العالم الواقعي”. 

ما يثير الاهتمام هو أن الباحثون اختبروا أيضاً عادات العباقرة مثل تشارلز داروين، أنطون تشيخوف ومارسيل بروست لمقارنة نتائجهم. وقد لاحظوا أن الكثير من هؤلاء الآشخاص المبدعين جداً لديهم أيضاً نفور قوي من الأصوات ااالتي تظهر في الخلفية. فمارسيل بروست مثلاً كان لديه هذا النفور من الأصوات لدرجة أنه كان يغطي “غرفة نومه بالفلين لعزل الأصوات بينما كان يعمل” !

أعرب داروين وتشيخوف وغوتيه أيضاً عن انزعاجهم من نوعية الأصوات التي تسبب التشتت. حتى فرانز كافكا، أحد أشهر الكتاب المسرحيين في القرن العشرين، أعلن :”أنا بحاجة إلى العزلة لكي أكتب؛ ليس مثل ناسك، هذا لا يكفيني، بل مثل رجل ميت”. 

freepik.com

إذن، في المرة القادمة عندما تشعرون بالغضب لأن شخصاً ما يشرب الحساء مع ضجة أو يقضم الرقائق بقربكم، تنفسوا عميقاً وتذكروا أنكم أكثر إبداعاً وربما أكثر ذكاءّ من هذا الشخص. وإلا لم يكن هذا الشخص سيأكل طعامه بهذه الطريقة !

نحن نتوقع أن يتعلم الكبار كيف يأكلون وفمهم مغلق، بدون صوت، ولكن الحال ليس هكذا دائماً، للأسف. يجب أن نتعلم كيف نواجه الأمر فلا يمكننا أن نجبر كل الناس على تغيير طريقتهم في الأكل ببساطة لأن هذا يزعجنا !

ساعد باول جاستربوف، الذي يُنسب إليه اصطلاح “ميسوفونيا”، أشخاصاً مصابين بهذه الحالة عن طريق تعليمهم كيف يربطون تجارب إيجابية بأصوات الفم المزعجة، وهكذا يخففون بالتدريج الانفعالات السلبية التي يشعرون بها بسبب هؤلاء الأشخاص. 

تنجح تقنية جاستربوف في أكثر من %80 من الحالات. إذن، لستم ربما مجبرين على سدّ أذنيكم أو الابتعاد عن الطاولة في منتصف الوجبة إذا كان شريككم أو أي ضيف آخر “يعتدي” عليكم سمعياً وهو يأكل !

اترك رد