قصر القامة عند الأولاد: ما هو الطبيعي وما هي الأسباب والحلول
قصر القامة مشكلة عانت منها حنان منذ الصغر. كانت أمها تنادي كل رفيقاتها عندما يأتين لزيارتها وتجعلهن يقفن قربها لترى ما إذا كن أطول من حنان بكثير. وكانت تظهر عليها في كل مرة علامات القلق.
عندما بلغت حنان العاشرة من عمرها، بدأت تتساءل عن السبب الذي يجعلها أقصر من رفاقها الآخرين. فهي لم تكن تحب أن ترفع رأسها عاليًا من أجل التكلم مع الناس. وفي يوم من الأيام، طلبت المعلّمة من التلاميذ الوقوف في الصف حسب طولهم..
وجدت حنان نفسها في مقدمة الخط، لأنها كانت الأقصر من بين التلاميذ جميعهم. فظهرت علامات الحزن على وجهها وبدأت الدموع تنهمر على خديها الأسمرين.
قلق الأهل بشأن حنان وقرروا زيارة الطبيب للإطمئنان على حالة إبنتهما، لأنهم كانوا يدركون أن قصر القامة قد يؤثر سلبًا على نفسيتها. وقد أرادوا أن يعرفوا الأسباب والحلول المتوفرة. شرح الطبيب للأهل أن عوامل عديدة قد تسبب القصر،
لذا كان من المفترض عليهم فهم الأسباب التّي أدت إلى هذه الحالة من أجل مساعدة حنان على تخطّي هذه المحنة.
ما هي الأسباب التي تجعل طفلكم قصير القامة؟
قد تتعدّد الأسباب الطبيّة التي تجعل طفلكم قصير القامة، فقد يعاني من نقص في هرمون النمو، أو من مشاكل في الغدة الدرقية، أو من التهاب الأمعاء، أو من سوء التغذية، أو من متلازمة تيرنر، أو من مشاكل في الكلى.
وإذا لم يكن يعاني من أي من هذه الأمراض، فيكون إذًا قصير القامة بسبب عوامل وراثيّة أو تأخر في النمو.
ما هو معدل النمو الطبيعي
يقلق كثيرون بسبب عدم معرفتهم بمعدّل النمو الطبيعي. خلال مرحلة الطفولة المبكرة، أي التّي تمتد من الوقت الذي يولد فيه طفلكم حتى يبلغ السنة الأولى من عمره، ينمو الطفل بمعدل يتراوح بين 23 و28 سم. ومن السنة الأولى حتّى الثالثة من عمره، يزيد طوله بين 7.5 و13 سم. أمّا بين ال6 سنوات وحتّى يبلغ ال18 من عمره، فقد يعاني الطفل من تقلبات في نموه.
ويعتمد معدل النمو بشكل رئيسيّ على مدى طول الأهل. فليس من الغريب أن يكون الولد قصير القامة إذا كان أهله كذلك.
وفي حالات نادرة جدًا، قد يولد أطفالٌ قصيرو القامة، في الوقت الذي يكون فيه أهلهم فارعي الطول.
ما هو هرمون النمو
من العلاجات المتاحة لقصر القامة نجد هرمون النمو الذي لا يسبب أي أعراض جانبيّة، إلاّ أنه ما زال محور نقاش قائم حول ضرورة تناوله أم لا.
يؤدي هرمون النمو دورًا في زيادة الطول بنسبة 2 سنتم. فيشكل ذلك قرارًا شخصيًا ينبغي عليكم أنتم كآباء إتخاذه.
غير أن هذه فكرة لا تعجب بعض الأهالي الذين يرفضون إعطاء أطفالهم هرمون النمو غير الطبيعي، لذا يتركون الأمور تجري على طبيعتها.
الحلّ الطبيعي
بما أن أخذ الهرمونات الاصطناعية أمر غير مرغوب فيه يبقى الحلّ الأمثل لتسريع النمو هو الحلّ الطبيعي.
وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن قصر الطول الناتج عن تأخر في النمو يمكن أن يُعالج بواسطة جرعات صغيرة من مكملات الحديد والفيتامين A على مدى سنة كاملة إبتداء من سن الرابعة عشر.
لا يتمتع الناس بالقدرة على التحكم بطولهم. وفكرة القصر قد تشكل إزعاجًا لطفلكم، لذا ينبغي عليكم إظهار حسنات القصر له، وتذكيره أن شخصية الإنسان وجمال روحه هما أهم بكثير من مظهره الخارجي.
[…] Source link […]