5 طرائق في التربية تخلق بين الأهل وأطفالهم فجوة كبيرة مؤذية

2

لا يفكر الأهل دائمًا في ما يقولونه لأطفالهم. في بعض الأحيان قد يصرخون عليهم بعد يوم شاق ومتعب ، وفي أحيان أخرى قد يتجاهلون مخاوف أطفالهم. في معظم الحالات قد يكون الغرض وراء تصرفاتهم هذه تعليمية.. ولكن علينا أن نعلم أن النوايا الحسنة لا تكفي لا بل أن طموحات الأهل في بعض الأحيان قد تكون سبباً لتدمير حياة أطفالهم بشكل كبير .

نحن نؤمن بأن الأبوة والأمومة يمكن أن تتم بطريقة واعية، ولهذا السبب نريد أن نظهر لكم مدى أهمية الاستماع إلى أطفالك.

ما هي الأشياء التي يفعلهم الأهل فتؤدي إلى خلق فجوة كبيرة بينهم وبين أبنائهم.. ؟
1- يجعلون أطفالهم ينظفون غرفهم مع أنها مرتبة جداً..

نعم ، من الضروري أن نعلّم أطفالنا ترتيب غرفهم وأغراضهم ولكن لا تجعلوا من الأمر يبدو وكأنه عقاب..

كنت أعود إلى المنزل وأجد كل أشيائي ، التي كنت قد وضعتها بالفعل في الأدراج ، قد رميت على الأرض. وكنت أرى أمي واضعة يديها على خصرها موضحة لي أنه لا ينبغي أن يكون هناك مثل هذه الفوضى في غرفتي وأن ملابسي (التي أصبحت الآن على الأرض) يمكن أن تكون مطوية ومنظمة بطريقة أفضل : “أنت فتاة!” ..

لا تزال أختي تكره الأعياد ففي عائلتنا يعني العيد البدء بالتعزيل والتنظيف قبل شهرين من قدومه إذ سيكون علينا إخراج كل شيء من الخزائن لغسلها..

ذات مرة ، شعرت أمي بالضيق لأنني لم أخرج القمامة وألقت جميع محتويات صندوق القمامة على الأرض في غرفتي. لكن هذا وحده لم يكن كافيًا لها لا بل وضعت أيضاً كل ملابسي وكتبي في هذه الكومة. ما زلت أشعر بالرعب عندما أرى كسرة صغيرة أو ذرة غبار أو قطرة ماء جافة.

2- يراقبون الشاردة والواردة في فروض ابنهم المدرسية

يعد التعليم أمرًا مهمًا ، لكن الباحثين أظهروا أنه حتى طلاب المدارس الثانوية لا ينبغي أن يجلسوا إلى الدرس لأكثر من ساعتين. لأن ذلك لن يجعلهم يحظون بعلامات أفضل كما أن ذلك لن يزيدهم معرفة لا بل سيؤدي إلى خلق جو من التعب والإرهاق والقلق وعدم الرغبة في التعلم.

عندما كنت في المدرسة الابتدائية ، كنت أخشى حل فروضي عندما يكون والدي في البيت لأنه كان سيمزق الأوراق من دفتر ملاحظاتي ويطلب مني إعادة الفرض من أجل خطأ بسيط وجده.. وعندما كبرت أصبحت بسبب رداءة خطي، أخشى أن أكتب شيئاً بخط يدي ولا أكتب ما أريد إلا على أجهزة الكمبيوتر واللابتوب.

3- يصرون على التحيز لجنس دون آخر

“والدتي تحرص كثيراً على أخي السيء وتقوم بحمايته دائماً.. بعد سنوات من تقديم الأعذار له ومحاولة إجباري على إقامة علاقة طيبة معه، لم أستطع تلبية مرادها فقد فاض الكيل بي من سوء معاملته لي .. أخيراً حصل والدي على الوصاية الكاملة عليّ والآن لست مضطرة للعودة إلى أمي! ”

freepik

من المتعارف عليه أن اللون الوردي هو للبنات والأزرق هو للصبيان.. ولكن ترسيخ هذا الأمر أثناء تنشئة الأبناء أمر غير جيد.. فالعلماء يؤكدون على ضرورة عدم فصل شيء مثل الألعاب على أساس جنس الطفل لأنه لا يجلب أي فائدة..

كانت جدة زوجي بستانية مغرمة بالزراعة. بعد أن تعرضت لحادث ، لم تعد قادرة على المشي بحرية، ولهذا السبب كان علي الاعتناء بحديقتها. وعندما كان أصدقاء زوجي يعرضون مساعدتي في زراعة شيء ما أو حرث الحديقة ، كانت ترفض أن يقوموا بأي شيء من ذلك فهي ترى أن عليّ أنا أن أحمل وأحرث وأزرع كل شيء. وتعلل السبب قائلة إنهم ما زالوا صبيانًا صغارًا. “ماذا عني؟” “أنت امرأة ، يجب أن تكوني قوية وواعية!”

freepik

عمري 25 عامًا ، أنا: “أريد الالتحاق بمدرسة لتعليم قيادة السيارات.”

  • الأم: “هل تذهب الفتيات إلى هناك؟”
  •  نعم بالتأكيد
  • الأم: “لا يوجد سوى صبيان هناك.”
  • انا :”لماذا؟ أنت تعلمين أن الفتيات قادرات على القيادة أيضًا … “
  • الأم: “نعم ، لكنك فتاة.. لماذا تحتاجين لقيادة السيارة؟”
يا للغرابة! لماذا أحتاج إلى الانتقال من مكان إلى آخر؟ هذا منطقي تمامًا ..

4- يقومون بخدمة الأولاد الصغار أكثر من خدمة الأولاد الكبار .

بالطبع ، الآباء بشر بسيطون ، لديهم مشاعر وعواطف. فهم لا يقدرون دائمًا على حب أطفالهم بشكل متساو ، ولكن مع ذلك، لا يحق لهم أن يظهروا تفضيلهم لطفل على آخر..

People photo created by cookie_studio – www.freepik.com

دفتر الرسم ، وبعض الطباشير الملونة ، وطلائي ، وعصاي السحرية ، التي هي في الواقع قلم رصاص آلي ، كانت كنوزي. كان عالمي الصغير الذي أحببته بحنان. في يوم من الأيام، عدت إلى المنزل فوجدت أختي الصغيرة سعيدة بتلوين شيء ما وتوشك على الانتهاء من تلوين صورة في دفتر الرسم الخاص بي مستخدمة أقلامي . أصبت بالهيستيريا وجاء والداي راكضين على صراخي.. سحبت أمي دفتر الرسم من أيدينا و .. أعطته لأختي! لقد كانت خيانة كبرى .. سنشتري لك دفتراً جديداً”

ولكني لست بحاجة إلى دفتر رسم جديد بل أنا بحاجة إلى دفتري هذا بجوه وعالمه الخاص الذي أخذ الآن يحتضر أمامي..

4- يتوقعون من أولادهم القيام بكل شيء بمثالية..

يسعى الطفل دائمًا إلى إرضاء والديه ، والقيام بكل ما يريدانه. إذا لم يتمكن من حل المشكلة ، فسيبدأ في لوم نفسه على ذلك، ويفقد الثقة بنفسه، ويبدأ في التفكير في أنه لا يستحق حب والديه (وحب الآخرين).

كنت قائد كشافة في معسكر للأطفال. كانت لدينا مسابقة وحصلت مجموعتي على المركز الثاني. بعد معرفة النتائج ، بدأت إحدى الفتيات في البكاء بمرارة.قمت بجهدي لتهدئتها وبعدما هدأت ، أخبرتنا أن والدتها توبخها بصوت عالٍ وتعاقبها في كل مرة لا تحصل فيها على العلامة الكاملة.

أصبت لأول مرة بنوبة هلع في سن 6-8 بسبب “إعادة الكتابة”. كنت أحب قراءة الكتب، ولكنني كنت أمقت كتابة ملخص عن القصة حيث أضطر إلى إعادة تلخيص القصة وذكر رأيي بما قرأت

في يوم من الأيام، بعد الانتهاء من قراءة روبنسون كروزو ، كتبت ببساطة “لم تعجبني القصة.” غضبت أمي، وبدأت بالصراخ، وجعلتني أعيد كتابة رأيي كما يجب .. بعدما مزقت الصفحة السابقة من دفتر ملاحظاتي. سمعت كل شيء وكأني مستلقية تحت الماء، وبدأ الدم ينزف من أنفي، وغبت عن الوعي غير أني بعد ذلك شعرت بالذنب.

5- ينسون أن للأطفال ردود فعل مختلفة تجاه قضايا البالغين.
freepik

البالغون هم أشخاص تكوّنوا بالفعل ، جسديًا وعقليًا. ولديهم القدرة على التعامل مع المشكلات العاطفية. لكن نفسية الطفل لا تزال في طور التكوين ، وفي بعض الأحيان ، حتى القليل من الإثارة ، كالشجار بين الأم والأب ، يكفي لبدء عاصفة. لا يفهم الأطفال ما يحدث ولهذا السبب يشعرون بالذنب على كل شيء.

في السادسة من عمري ، بدأت أرى كوابيس .. في هذه الكوابيس كنت أرى والدتي تتحول إلى ساحرة أو وحش مغطى بالتقرحات، يحاول أخذ قطع اللحم مني. بعد أن علمت أمي بأحلامي المرعبة ، قالت لي إن كل ذلك كان بسبب سيدة عجوز دجالة زارها والداي يومًا ما. ولكن الجزء العقلاني عندي كان يخبرني بأن سبب كوابيسي تلك هي الشجارات الدائمة التي كانت تدور بين أمي وأبي والتي كانت تحدث في ذلك الوقت بشكل منتظم.

ترقبوا الجزء الثاني من المقالة

اترك رد