هل يمكن للزواج غير السعيد أن يقصّر العمر؟
هل الزواج التعيس يستحق الجزية التي ندفعها؟
من شأن الدراسة التي أجرتها جامعة ولاية أوهايو حول تأثير الإستياء والغيظ في الزواج أن تجعل جسمك يقشعر حين تعلم ما تأثير الزواج غير السعيد.
إن البحث الذي ترأسته جانيس كيكولت-غلازرJanice Kiecolt-Glaser واضح بشأن الجزية الجسدية التي ندفعها بسبب الضغط النفسي الناجم عن العلاقة الزوجية.
الخلاصة المؤسفة
إنّ الأشخاص الذين يعيشون علاقة زوجية مليئة بالإستياء والغيظ يشفون ببطء أكبر (جسدياً) من أولئك الذين يعيشون زواجاً سعيداً كما أنهم يموتون قبلهم.
كيف يمكن لزواج تعيس أن يسرق سنوات من عمرك؟ يعود هذا إلى تأثير العلاقة السيئة على الجسم فالعيش تحت ضغط نفسي مستمر بسبب العلاقة يعرّض الجسم لحالة من الإنهاك الجسدي المزمن.
وكما هو الحال مع أيّ ضغط نفسي مزمن، يقوم الجسم برديّ فعل فإما أن يلجأ إلى المواجهة وإما أن يختار الهروب ما يُطلق سلسلة من الحوادث البيولوجية التي تبيّن طبياً أنها تقصّر الحياة.
أحد المخاطر الأساسية للضغط النفسي الناجم عن العلاقة هو إبطاء عملية الشفاء بسبب ضعف جهاز المناعة.
الآثار الجسدية الحقيقية التي يخلّفها الجدال
في الدراسة، عرّضنا 37 ثنائياً متزوجاً لإحتكاك في الذراع أدى على ظهور جيب خالٍ من السوائل أو القيح في الطبقة العليا من الجلد ثم طلبنا منهم أن يتحاوروا مدة 30 دقيقة. بعدئذ، تم تسجيل حوار كل ثنائي على شريط فيديو كي يتمكّن الباحثون من تقويمهم وتصنيفهم بحسب مهاراتهم على صعيد التواصل.
بعد 12 يوماً، اكتشف الباحثون أن شفاء الأشخاص الذين تمتعوا بأساليب تواصل ايجابية كان أسرع. أما الأزواج الذين تشاجروا معاً فكان الشفاء لديهم أبطأ.
لم حصل هذا؟
يعتقد الباحثون في جامعة أوهايو الذين أجروا هذه الدراسة أن للأمر علاقة على الأرجح بالأوكسيتوسين.
تقول جانيس، الكاتب الرئيس في الدراسة “إنّ الأوكسيتوسين هو هرمون الحماية.” وأشارت إلى أن الذين يتمتعون بمهارات تواصل أفضل سجلوا معدلات أعلى من الأوكسيتوسين في عينات الدم التي أُخذت منهم.
تدمّر العلاقات السيئة الناس ببطء. وإن كنت تعاني من الضغط النفسي في علاقتك، فأمامك خياران: إما أن تعمل على إصلاح العلاقة وإما أن ترحل.
وليس من السهل في الحياة الواقعية أن نختار ما بين هذين الإثنين. ومع كل ما تتضمنه العلاقة من تعقيدات وتداخلات: المال، الأولاد، فكرة البدء من جديد، والجهد الذي يتطلبه إصلاح العلاقة. قد يبدو مغرياً جداً أن نتشبث بها لوقت أطول ونستسلم لفكرة أننا غير سعداء. وهذه بالطبع غلطة فظيعة وخطرة.
لكن التعقيدات التي يتضمنها سواء إصلاح العلاقة أو وضع حدّ لها لا يغيّر في واقع أن الإنفعالات المتكررة والمزمنة والمسببة للضغط النفسي التي تنتج عن العلاقات السيئة / زواج غير سعيد تلحق الأذى بالجسم.