3 عوامل أخرى تؤدي إلى نجاح الأولاد أو فشلهم في المدرسة(2)
نجاح الأولاد أو فشلهم في المدرسة
لماذا ينجح طفل أكثر من آخر في التعلّم والأعمال الدراسية وحتى في دراساته العليا. هذا ما سنشرحه في هذه المقالة أيضاً من خلال 3 عوامل.. في المقالة السابقة التي تحدثنا فيها أيضاً عن نجاح الأولاد أو فشلهم في المدرسة،ذكرنا ثلاثة عوامل والآن نكمل العوامل الأخرى التي تساعد على أن ينجح الطفل بدل أن يفشل
العامل الرابع: التحفيز
هناك نوعان من مصادر التحفيز والدوافع:
- الدافع الخارجي: يأتي من شخص خارجي (مدرس شغوف، ولي أمر مهتم، صديق نستمتع بالعمل معه) أو من عامل خارجي يحفزنا، إما للحصول على مكافأة (إذا تحسّنت درجاتي خلال هذا الفصل، سأتمكّن من الذهاب في إجازة لزيارة جدي وجدتي) او لتجنّب مشكلة (إذا نجحت في الدراسة في هذا الفصل، لن أقضي إجازتي في التعلّم الإضافي، فانا أكره العمل أثناء إجازتي).
- الدافع الداخلي: يأتي من الداخل، إنه قرارنا وهو لا يعتمد على عوامل خارجية. إنه أقوى بكثير كونه ينطلق من قناعة. إذا تمكّنا من مساعدة طفل على إيجاد دوافعه الذاتية الخاصة، فإننا نقدّم له طريقاً ملكياً للنجاح في تعلّمه.
العامل الخامس: تقدير الذات
تقدير الذات كنز يتيح لي القول بأن لديّ القدرة، ويسمح لي بمعرفة نقاط قوّتي ونقاط ضعفي. وبالتالي فانا لا أشعر بالإحباط حين أفشل، فهذا لا يحدّ من أهمية قدراتي، بل أعلم أن ذلك حصل ببساطة نتيجة استراتيجية سيئة يجب تغييرها. كما انني لا أصبح مغروراً حين أنجح، بل أعلم أنني سرت في طريق ليس دائماً سهلاً جداً، وأنني كبرت.
يتيح لنا تقدير الذات أن نجرؤ على كل شيء، أن نحاول من جديد، ألا تقف في طريقنا حدود سوى تلك الصحيحة (لأننا لسنا أقوياء بشكل كبير أيضاً).
يمنح تقدير الذات الثقة ويسمح لنا أيضاً بالمضي قدماً، وألا توقفنا صعوبات.
بإمكاننا تطوير تقدير الذات لدى الطفل عبر تشجيعه، وعدم التقليل من شأنه، الثناء على نجاحاته، وتعزيز مناخ الحب والثقة، وعبر الإيمان به.
العامل السادس: نوع التعليم
يتم تصنيف البلدان التي تحقق أفضل النتائج المدرسية ضمن منطقتين واستراتيجيتين متعارضتين تماماً:
- البلدان الآسيوية، التي تعتمد “إطاراً منضبطاً وصارماً تماماً”، صعب للغاية لكن فعال.
- دول شمال أوروبا، التي تسعى قبل كل شيء إلى ازدهار الطفل.
أسلوبان متناقضان في التعليم يؤديان إلى نفس النتائج، ولكن لهما نتائج مختلفة جداً فيما يتعلّق بالأطفال.
أمر مثير للاهتمام، حيث أنه بإمكاننا الاختيار: يمكن للطفل أن ينجح بسرعة في مسيرته المدرسية، سواء كان يشعر بالرضا أو لا…
ما يجب تذكّره هو:
- المعلّم الجيد والشغوف يستطيع حقاً أن يساعد طلابه، بينما المدرّس السيء يمكن ان يثير نفورهم ويقودهم إلى الفشل.
- التربية التي يتم التدريس عبرها لها دور حاسم وقد تناسب البعض دون البعض الآخر.
- جزء كبير من التعلّم لا يتم من خلال الكتاب وخلف مكتب، بل عبر الممارسة والمحاولة والتعامل واللعب والعيش.
لذا، إذا قمنا بتوفير بيئة صحيحة ومتنوعة لطفلنا، وساعدناه في العثور على أفضل استراتيجياته والتعرّف على نفسه أكثر ضمن نطاق طريقته في التعلم وطريقته في أن يكون “ذكياً”. إذا تمكّن من العثور على مصادر التحفيز الحقيقية لديه، إذا كان يملك تقديراً جيداً لنفسه، وإذا قدّمنا له أفضل أساليب التعليم (طبعاً الأسلوب الذي يتكيّف مع احتياجاته)، إذاً فالنجاح في مسيرته التعلّمية يسير على الطريق الصحيح.
اقرأ الجزء الأول من المقالة: 6 عوامل تؤدي إلى نجاح الأولاد أو فشلهم في المدرسة(1)