ولدكم يرفض كل ما تقترحونه. ما الذي يعنيه هذا ؟

0

لقد قضيت طوال الأسبوع تفكّرين في نشاط تقومين به مع عائلتك في أيّام العطلة. أنت سعيدة جدًّا بطرح الفكرة على أطفالك … و فجأةً, تأتيك الإجابة: “لا، هذا مُملّ!!”.

من المؤكّد, أنّك واجهت مثل هذا الموقف من قبل، خاصّةً مع المراهقين! فلنضع المقترحات المملة فعليّاً جانبًا، (لأنّه نعم، دعونا نعترف، أنّنا جميعًا حاولنا أن نقول بحماسة مزيّفة “لديّ فكرة رائعة: ماذا لو رتّبنا الخزانة و نظّمنا الثّياب المبعثرة!”). مع هكذا أفكار خلّاقة, لا مهرب من جواب مثل “هذا مملّ!”، أمر محبطٌ, أليس كذلك؟

لذلك عندما يفشل اقتراحك الحماسيّ: كيف تستطيعين تفهُّم طفلك؟ و أهمّ من كلّ هذا، كيف تزرعين في طفلك المزيد من الإيجابية والتفاؤل؟

يقول لك “هذا مملّ !”، ” لكن هل يجب أن نستنتج من ذلك …
  1. “أنا مملّ
  2. “حياتي مملّة “
  3. “أنت مملّة “

“أنا مُملّ”

يعبّر طفلك أحيانًا, من خلال الكلمات السّلبية، عن خوفه من الفشل، من عدم استطاعته أن يقوم بالمهمة. إذا كان عرضك مرتبطًا بنشاط جديد، أو تجربة جديدة، اسألي نفسك: هل يريد أن ينقل لي خوفه من الفشل بقول “هذا مُملّ “؟
وأحيانًا ما تكون ردّة فعله مرتبطةً بقلقه من عدم تقبّله في مجموعة. عندما يكون القلق الاجتماعيّ قويًّا، يتأثّر الطّفل برأي أصدقائه لذا يهتمّ به ويمكن أن يأخذ قراره بناءً عليه. فيتجنّب القيام بأشياء أو أنشطة يمكن أن تعطي الفرصة لأقرانه كي يحكموا عليه بشكل سلبيّ من خلالها.

“حياتي مُملّة”

من الممكن أيضًا أنّ يكون طفلك يسعى, من خلال هذه الصيغة “هذا مملّ “، للتعبير بطريقته الخاصة، عن شعور عامّ بالضّيق. و هو لا يعرف بالضّرورة كيف يحدّد ما هو الأمر الذي يجعله حزينًا أو كئيبًا أو قلقًا. لكنه لا يشعر بالارتياح في حياته. أن يقول لك إن “هذا مملّ “, هي طريقته لكي يظهر لك بأنّ شيئًا ما ليس على ما يرام. حان الوقت كي تراقبي بتمعّن تصرّفات و سلوك طفلك. حاولي اكتشاف علامات انزعاج أخرى: في تناول الطعام أو النوم المضطرب؟ سلوك غير عاديّ؟
أظهري له، من خلال استماعك بانتباه، أنك موجودة من أجله. إذا لزم الأمر، اطرحي الأسئلة بلطف، محاولةً تحديد سبب عدم ارتياحه. تساعد إعادة الصياغة ومراعاة التعابير أيضًا في إظهار تفهّمك له. ربّما تجدين أنّه يخبّئ أمراً خطيراً. وإذا زاد الانزعاج أو استمر، فلا تتردّدي في استشارة أحد المتخصّصين لمساعدته في التغلب على محنة محتملة.

“أنت مُملّة”

يمكن أن يكون تعبيره لك بأنّ “هذا مملّ”, شكلٌ من أشكال المعارضة لتأكيد وجوده، وتوضيح ذوقه و تفضيلاته. يطوّر الطفل وعيه الذّاتي منذ سنّ الثانية، ويبدأ ببناء هويّته الخاصّة. تتمّ هذه العمليّة بشكل طبيعيّ من خلال المعارضة. حتّى أنّ المعارضة تكون ضرورّية جدًا لنموّه النفسي … نعم أعرف، هذا أمرّ يصعب على الوالدين استيعابه.

لذا، إذا وجدت أنّ طفلك يخبرك بأنّ ” هذا مملّ”, لتأكيد وجوده، أقترح عليك أن تظهري له أنك تحترمين تفضيلاته. هذا، مع الحفاظ على إطار ثابت وآمن. لأنه يحتاج الى الأمان بقدر ما يحتاج إلى التعاطف. وبالطبع، يجب تكييف الإطار المذكور وفقًا لسنّ الطفل.

لكن في النّهاية، سواء قال طفلك “أنا مملّ” أو “حياتي مملّة” أو “أنت مُملّة”، فمن الممكن دائمًا، بل وحتى من المهمّ، أن تضيفي الإيجابية إلى حياته.

نأمل مع كل هذا, أن تسمعي القليل من “هذا مملّ”, من أطفالك! لا تتردّدي في مشاركتنا تعليقاتك أدناه (يسعدنا دائمًا قراءتها!)

اترك رد