التربية في تطوّر مستمر… توقفوا عن تعذيب أطفالكم! (2)

0
بعض العطف …

أريد أن أحمل كلّ الظّلم والخوف والغضب و سوء الفهم, الذي قد يشعر به الطّفل في هذه اللحظات و أن أرمي بها جميعاً في وجه الانسان البالغ الذي جعل الطّفل يحسّ بهذه المشاعر.

هذا ما أريد فعله حقًا, لأنّه يُغضبني. لكنّني أحاول التحكّم بردّات فعلي.. لأنّني أعلم أن هذا ليس هو الحلّ. هذه ليست الطّريقة الصّحيحة لتغيير الأمور.

بدلاً من ذلك، أطبّق معرفتي الشخصيّة، أطّورها باستمرار، من خلال التعلّم قدر الإمكان عن الاكتشافات والدراسات العلمية، إلخ.

يبدو لي, أنّه من خلال تقديم الأمثلة (وقد لاحظت ذلك لفترة من الوقت مع من هم حولي)، ينتهي الأمر بالآخرين، إلى رؤية النتائج بمفردهم, فيبدأون بالتساؤل, و اعادة النّظر.

لا تُفيد المواجهة المباشرة سوى بالتّصادم مع ذلك الشخص وجهاً لوجه, و يمكنها أن تقضي على أيّ احتمال للتّحاور.
لكن اللعنة! في بعض الأحيان، أشعر بالاستفزاز.

الأعذار؟

أنا على يقين بأنّ كلّ هذا يأتي من التقاليد والمعتقدات التي نتناقلها منذ أجيال. و أعلم أنّه من الصّعب جدّاً التّخلي عن هذه الموروثات العائلية, التاريخية.

نضيف الى ذلك, عدم وجود من يساعد الأهل ومن يعلّمهم. يستطيعون فقط التصرّف من خلال ما يعرفونه. أستطيع استيعاب ذلك جيّداً.
لكن مع ذلك، كم من أمهات و آباء يشتكون من العديد من الأشياء المتعلّقة بأطفالهم ومع ذلك لا يغيّرون شيئًا؟ حسنًا، التغيير مخيف. ولكن اذا كان هدفه جعل كلّ شيء أفضل وأبسط؟ فما هي المشكلة؟

أذكر أنّ أمًا كانت غاضبةً جداً, لأنّ ابنتها كانت ضحية تنمّر شديد (إصابات خطيرة ، إلخ). أعترف أنّني صُدمت من ردّة فعل هذه الأمّ التي صرّحت بأنّها لن تخرج ابنتها من المدرسة أبدًا, لأنّها لا تريد أن يكون المتنمّرون “على حق”. لكن اللعنة! هل تعتقدين حقًا أنّ ابنتك تريد الاستمرار في الذهاب إلى المكان الذي تعرّضت فيه للتعذيب؟ كلّ هذا بسبب الكبرياء؟ إنه أمر مروع ولا يمكنني تقبّله. يفطر قلبي مجرّد التّفكير في محنة هذه الطفلة، و العواقب التي ستترتّب عليها حادثة مماثلة.

بقدر ما أفهم الّا أنّني لا أستطيع التفهّم! بالنسبة لي, ردّة فعل هذه الأمّ غير مقبولة. في هذه المرّة، لم يتمّ تلبية احتياجات الطّفل على الإطلاق.

هذا ما يُثير غضبي: عندما لا يتمّ تلبية احتياجات الأطفال و الرُضّع أو على الأقلّ الاستماع إليها.

كيف تريدون منهم أن يعرفوا كيف يحدّدون احتياجاتهم فيما بعد, إذا لم يعلّمهم أحد ذلك؟ لأنّه وبصدق، ألا تُعانون من هذه المشكلة أحيانًا، ولا تستطيعون تحديد احتياجاتك؟

أنا شخصيّاً, أعاني من هذه المشكلة.

بالاضافة الى هذا، كيف تتوقّعون أن يتطوّر ايّ كائن (بشريّ أو غير ذلك) بشكل صحيح إذا لم يتمّ تلبية احتياجاته؟ هل تعتقدون أنّ الطفل, إذا لم يتغذّى بشكل صحيح، وبقي جائعاً, سوف ينمو بشكل صحيح؟ وماذا عن النوم, إذا لم يحصل على حصّته الكافية من النوم, فهل سينمو بشكل جيّد؟ طبعاً لا، و الجميع يعرف ذلك.

الشّيء نفسه ينطبق على الأمان والحبّ و ما الى ذلك. هذه الاحتياجات هي بأهميّة الأكل أو النوم. انّها أمر حيويّ. المفتاح هو معرفة متى تنشأ هذه الاحتياجات والتصرّف لتلبيتها.

و ليس الأمر أكثر تعقيدًا من معرفة ما إذا كان الطفل يشعر بالجوع أو النّعاس. عليك فقط أن تستمعي إلى الطفل، وتستمعي إلى نفسك، أن تثقي به، وتثقي بنفسك, وتوقّفي عن الاستماع إلى أي شخص آخر، بما في ذلك بعض الأطباء الذين يتّبعون أساليب تأديبيّة أكثر من أي شيء آخر.

و أخيراً ، بدأت أشعر بالتحسّنً!

حسناً، من الجيّد أن يُعبّر المرء عن غضبه.

إذا شعرتم بالغضب أيضًا، شاركونا في التعليقات. عبّروا عن نفسك, قولوا ما يدور في ذهنكم، فهذا شعور جيد.

لكنني لا أريد أن أنهي موضوعي مع ملاحظة “سلبية”. من بين جميع الأشخاص المهتمّين بالموضوع و الذين استنتجوا أنّ التعليم يتطوّر، لا يزال هناك من يحاول إظهار وجود تقنيات أخرى. فمن الممكن الخروج من معتقداتنا و التعامل مع الأمور بشكل مختلف. شكراً جزيلاً لكم ولنا.

اقرأوا الجزء الأول من المقال التربية في تطوّر مستمر… هل أنتم مستعدون لكي تتطوّروا معها ؟ (الجزء الأول)

اترك رد