الأم المثالية الكاملة غير موجودة

0

هناك أيام جيدة وأيام سيئة. وهناك في الحياة طلوع ونزول. المكان الذي نتواجد فيه جميعًا صعب للغاية، ونحن بشر نحاول اكتشافه يومًا بعد يوم. في لحظة أشعر بالإنتاجية وأحب الأم الخارقة التي أنا عليها وفي لحظة أخرى أشعر كأنني أفشل الفاشلين على الإطلاق.

اليوم كان يومي سيئاً ( أحد أيام النزول).

عادةً ما يكون أطفالي رائعين جدًا وحسني التصرف (بالطبع بحسب ما هو متَوقَع من طفل عمره أربع سنوات او سنة واحدة وأمه تعمل بدوام كامل)

في اللحظة التي كنت أجري اجتماعاً عبر الانترنت كنت أشعر بأن انتباهي الذي تشتت بعيداً عنهم جعلهم يطلقون العنان لأنفسهم. الواقع أن الصغار لا يفهمون عندما نطلب منهم التزام الصمت مدة نصف ساعة بحيث تستطيع الماما التكلم أو الإصغاء. كما أنهم لا يستوعبون أن عليهم أيضاً البقاء بعيدين عن سلة المهملات أو عن الطلب مني للمرة الخمسين وجبة خفيفة أو الجلوس بهدوء ..

اليوم أنهيت اجتماعي وأغلقت كمبيوتري ووضعته قرب فنجان قهوتي الباردة التي لم تمسّ والتي انسكبت على المنضدة وصرخت بأعلى صوتي محبطة وجلست على أرض المطبخ وأجهشت بالبكاء. وكان على أطفالي أن يكونوا شهوداً على ذلك. لقد وثقت هذا لأني أريد أن أتذكر فترات الإحباط والنزول بقدر ما أريد تذكر فترات الصعود .. فهذه المراحل من الصعود والنزول في حياتنا هي ما تشكلنا لأن الحياة ليست كلها وروداً ونعيماً.

freepik.com
في بعض الأيام أشعر بثقة عارمة بالنفس وبأنني أنجزت شيئاً ما وأحياناً أشعر بالعكس تماماً.

الشيء الجيد هو أن هؤلاء الأطفال مرنون ومتسامحون. وعلى الرغم من اللحظات التي أفتقد فيها الصبر ، ما زلت الشخص المفضل لديهم.

اليوم حينما جلست على أرض المطبخ علموا أن إحباطي كان موجهاً إليهما وبكيا وأتيا مباشرة لعناقي. تعلقا بي . و (رامي) ظل يعتذر لأنه جعلني حزينة. لم تكن هذه اللحظات من أكثر اللحظات التي أشعر فيها بالفخر كأم لكنها كانت لحظات فظيعة.

وهكذا جلسنا على الأرض وتعانقنا واعتذرت ومن ثم نهضت .أرسل قبلاتي إلى كل الأمهات اللاتي يعانين مثلي من ضغط الحياة والعمل، الأمر الذي يحول بينهن وبين أن يكن الأمهات الكاملات..

هذه قصة أم تشعر بالذنب لأنها لا تستطيع أن تكون مثالية؟ في هذه المقالة ستشرح لنا الاخصائية النفسية كلار نيكو غوسيان هذه المشكلة وتشرح لنا كيف على الأم تقبل فكرة النقص وعدم الكمال فأنت كأم لست وحدك .

إن أحد أكثر الموضوعات المتكررة شيوعًا التي كنت أشاهدها كوني معالجة نفسية هو الأمهات اللواتي يكافحن رغباتهن في السعي إلى الكمال. وأنا كمعالجة نفسية أعتبرها مهمتي أن أساعد هؤلاء الأمهات في التخلي عن فكرة ” الأم المثالية” ومعالجة الغرائز الكامنة وراء السعي إلى الكمال والبدء بتقبل فكرة النقص وعدم بلوغ الكمال.

ببساطة ، لا يوجد شيء مثل الأم المثالية الكاملة.

تعريف “الكمال” هو أن يكون الشخص خالياً من أي شائبة وكاملاً من كل الجوانب وأن يمتلك مهارات ممتازة. عندما نكون أشخاصاً مثاليين لا نكون بحاجة إلى مزيد من التقدم .

وعندما نسعى جاهدين لنكون ” أشخاصاً مثاليين ” ، ونسمح للرغبة في الكمال أن تفوز ، فإننا نخذل أطفالنا.

لماذا ؟ لأننا نُظهر لأطفالنا ، من خلال تصرفاتنا ومعتقداتنا، أن أي شيء أقل من الكمال هو فشل.

يحتاج أولادنا إلى التعلم من خلال ما يرونه منا كوننا نموذجاً ومثالاً لهم في هذه الحياة . فجزء من عملية النمو هو ارتكاب الأخطاء التي تقع من خلال التجربة والخطأ. عندما يكبر الطفل ، تكبر الأم أيضًا ، وتكتسب الحكمة والخبرة في هذا الوقت ومن ضمن الأمور التي تتعلم منها : الأخطاء التي ارتكبتها خلال مسيرة عمرها.

ترقبوا :
الأم الكاملة المثالية غير موجودة: نصائح لتكوني أماً جيدة (صالحة) إلى حد مقبول

اترك رد