كيف أتمكن من تربية طفلي وحدي رغم غياب الأب؟

0

رغم غياب الأب : سواء كان سبب غياب الأب هو الوفاة أو الانفصال. ففي الحالتين، تصبح تربية الأطفال أصعب على الأم بأشواط. فغياب الأب يؤثر كثيراً على نفسية الطفل. بغياب الأب سيفتقد الطفل إلى الشعور بالأمان وسيشعر بنفسه ضعيفاً في مواجهة العقبات وصعوبات الحياة.ما الذي على الام فعله لتعويض هذا النقص وتربية أطفال واثقين قادرين على الاعتماد على أنفسهم درغم غياب الأب؟إليكِ الإجابة عبر موقع التربية الذكية من خلال بعض النصائح..

أحبيهم كأنهم كل ما لديكِ

طبعاً لا نقصد بذلك التنظير، فلا يوجد في الكون مَن يحب الأطفال بقدر والدتهم. إلا أن الفرق هنا أنه عليكِ أن تحبيهم نيابةً عن الأب أيضاً. حب الأب يختلف عن حب الأم، أو بمعنى آخر طريقة تعبيره عن حبه لأطفاله تختلف. فهو قد لا يغمرهم ويقبلهم ويدللهم طيلة الوقت. لكنه يعبر عن حبه بطريقته الخاصة عبر تقديم فرص الحياة الأفضل لهم، وتأمين مستلزماتهم، والأهم من كل ذلك عبر حمايتهم عند الخطر. فعندما يخبركِ طفلكِ أن صديقه ضربه في الصف مثلاً، تصرّفي! لا تكتفي بالقول له أخبر المعلمة في المرة القادمة. إذهبي إلى المدرسة وإسألي عن الشخص الذي ضربه أو عن والديه. تحرّكي.. ربما الأمر لا يستحق كل هذا الانفعال.. لكن هذا ما كان سيقوم به الأب.. وهذا ما ينتظره الطفل من والده حين يخبره أن طفلاً آخر ضربه.

اجعليهم يشتركون في نشاطات رياضية

تلعب الرياضة دوراً هاماً ليس فقط في تعليم الأطفال الدفاع عن أنفسهم، ولا من ناحية اللياقة البدنية فقط.. بل من الناحية النفسية أيضاً. من المؤكد أن طفلك يفتقد إلى والده كثيراً بين الحين والآخر. النشاطات الرياضية ستساعده في تفريغ الضغوطات النفسية التي يعاني منها واسترجاع بعض الهدوء والاستقرار النفسي. فكري فيما يحبه طفلك وادعميه، كرة القدم، ركوب الخيل، السباحة، التسلق… كلها أنشطة تلعب دوراً هاماً في تعلم اجتياز الصعوبات والثقة بالنفس.

علميه كيف يكون مستقلاً منذ الصغر

الاستقلالية هي من الأمور التي تساعد طفلكِ وتساعدكِ في الوقت نفسه. أن يرتدي ملابسه بنفسه، يغسل أطباق الطعام التي تناول طعامه فيها، ينظف غرفته ويرتبها. كلها أمور ستخفف عنكِ الكثير من المهام اليومية. وتساعده على تعلّم النظام والاعتماد على الذات. لا تقومي بما يستطيع طفلكِ القيام به نيابةً عنه. إنها القاعدة الأساسية للحصول على طفلٍ ناجح غير إتكالي قادر على الإعتماد على نفسه.

ضعي قواعد ولا تفرّطي بها أبدا

وقت النوم، وقت الدرس، مكان تناول الطعام، وقت اللعب… كلها أمور روتينية سيعتاد عليها طفلكِ مع مرور الوقت، وستساهم في خلق نظام داخلي للمنزل وتختصر الكثير من الوقت. هي أمور ضرورية كي تتمكني من السيطرة على الوضع. خاصة في غياب الأب، فليس هناك من يخاف الطفل من ردود فعله إن غضب. يجب أن تكوني صارمة بعض الشيء، كي لا تفلت من يديكِ زمام الأمور.

كوني صديقةً لطفلك

لا تسمحي لأي شخص أن يكون أقرب منكِ لطفلك. فعليكِ أن تكوني بالقرب منه دائماً رغم غياب الأب. تحدثا يومياً عما حصل معه في المدرسة، تعرفي على أسماء أصدقائه المشاغبين واسأليه ماذا فعلوا اليوم في الصف؟ حدثيه عن المعلمة التي توبخ الطلاب واسأليه إن أزعجته وقدمت أي ملاحظات عن وظيفته المنزلية… لا تسمحي له أن يبتعد أو يفقد الثقة بكِ.. فهذا الأمر خطير في غياب الأب. مع الضغوطات النفسية التي يعيشها قد يلجأ إلى رفقاء سوء يلهو معهم ليتجاهل الواقع.

تعرفي على أهل أصدقائه المقربين

تعرفي على أهل أصدقائه المقربين واجعلي العائلتين مقربتين. أولاً بغية التعرف على البيئة التي ينتمي إليها صديقه المفضل وإن كان شخصاً لطيفاً أو عدوانياً مثلاً.. وثانياً كي تبقى الأمور تحت السيطرة، فعبر الزيارات المستمرة مثلاً ستتمكنين من معرفة كيف يلعبون سوياً وكيف يكون سلوك طفلكِ حين يكون مع صديقه، دون أن يشعر إبنكِ أنكِ تحاولين مراقبته أو التقصي.. إنتبهي فهذا قد يخلق مسافة بينكما ونفوراً من قبله. قد يرفض أن تظهري الخوف المتزايد عليه بعد غياب والده، خاصةً إن كان يحاول تجاهل فكرة غيابه.

النصيحة الأخيرة
أنتِ أم رائعة، إستمري في مهمتك الصعبة..

لا تيأسي، لا تستسلمي. أنتِ ملاذ طفلكِ الوحيد ومصدر الأمان له الآن. أنتِ الام والأب والحنان والسند في الوقت نفسه. ستتمكنين نت إنجاز مهمتك رغم غياب الأب. لا بأس في أن تحزني، تتعبي، لا بأس في أن تحصلي على بعض الوقت لنفسكِ حتى تلملمي آلامكِ وأفكاركِ المبعثرة. لكن إحرصي على أن تنهضي من جديد. كلما شعرتِ أنكِ على وشك الانهيار أو سيطر عليكَ شعور “أنا أفشل أمٍ في الكون”.. تذكري أنكِ أعظم وأغلى وأجمل ما لدى طفلكِ. وتذكري كم تخطيتِ أموراً كنتِ تظنين أن اجتيازها مستحيل، وها هي اليوم أصبحت من الماضي.

اترك رد