لماذا لا يتذكر أولادنا إلا الأشياء السلبية ولا يتذكرون ما قمنا به من أشياء إيجابية؟
من المعروف أن الأحداث التي تبقى محفورة في الذاكرة هي الأحداث السلبية. والأمر نفسه ينطبق على الأطفال. فلماذا يتذكر أولادنا الأشياء السلبية فقط ولا يتذكرون ما قمنا به من أشياء إيجابية؟ إليكم الإجابة عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية.
تأثير الكلمات على الدماغ:
للكلمة سلطة لا نعرف تأثيرها في دماغنا وأدمغة أولادنا. والسؤال لماذا لا يتذكر أولادنا لماذا يتذكر أولادنا الأشياء السلبية فقط ولا يتذكرون ما قمنا به من أشياء إيجابية؟ وما هي الكلمات التي علينا اختيارها لنغير دماغ أولادنا بحيث يكونون مميزين في المجتمع والحياة؟ وكيف يجب أن نوازن ما بين الكلمات والتصرفات السلبية ما بين الكلمات الإيجابية؟ وما هي كلمات تغيير الدماغ وكيف نستفيد منها من أجل مستقبل باهر لأودنا؟
السلبية هي أشبه بدخان سجائر الآخرين. فالدخان لآ يتغلغل فقط في الغرفة بل يتسبّب ايضاً بعواقب صحّية وخيمة لدى أولئك التعساء الذين يعترضون طريقه.
بحسب العلماء المتخصّصين بالجهاز العصبي، فإن بنية دماغنا تجعلنا نركّز اكثر على ما هو سلبي، كالقلق والرفض والخطر والمرض والخوف وحتّى كلمة “لا”. وعند التعبير كلاميّاً عن هذه الأفكار، يتمّ إطلاق المزيد من المواد الكيميائية الدماغية الخاصة الإجهادالضغط النفسي.
يتغيّر أيضاً دماغ المستمع، فيشعر بمزيد من القلق والعصبية. وتتعطّل الثقة والتعاون بين الناس. باختصار، يمكن للسلبية أن تدمّر العلاقات الأسرية وتسبّب أذىً عاطفياً.
قوة ال “نعم”
بيّن عالم الأعصاب الد كتور أندرو نيوبرغ والبروفسور مارك روبن والدمان، مؤلّفا كتاب “الكلمات تستطيع تغيير دماغك”، كيف تترابط السلبية والضغط النفسي. فعلى سبيل المثال، بمجرّد لفظ كلمة “كلاّ”، يطلق دماغنا عشرات الهرمونات والناقلات العصبية المثيرة للضغط النفسي التي تحدث الفوضى والبلبلة في وظيفة الجسم الطبيعية.
اكتشفت بارباره فردريكسون، وهي من روّاد حركة علم النفس الإيجابي، كيفية تأثير الأفكار الإيجابية على الدماغ. وتبيّن فردريكسون كيفية التغلّب على انحيازنا الى السلبية عبر تنمية نسبة ثلاثة على واحد. أي ثلاثة للأفكار الإيجابية مقابل واحد للأفكار السلبية
عندما نحقّق هذا التوازن، سيزيد احتمال دخولنا في علاقات ودّية و أوضاع منتجة في العمل.
فكّري للحظة في عدد المرّات التي يسمع فيها الأولاد والمراهقون كلمة “لا” أو يختبرون السلبية في أسرهم أو صفوفهم. إن كلّ مرّة يتعرّض فيها الطفل للسلبية – إضافة الى أفكار الطفل السلبية الخاصة- تزيد من احتمال اصابته بالاضطراب العاطفي بمرور الوقت.
كيف نساعد أولادنا على تحقيق التوازن الأمثل بين السلبية والإيجابية؟
هناك عدّة قطع في هذه الأحجية. أوّلاً، علينا ان ندرك بأن تصرفات الراشدين تؤثّر في الأولاد. وثانياً، علينا أن نفهم كيف يطوّر الأولاد أنماط التفكير الإيجابي الخاصة بهم.
فن التواصل الإيجابي
يلعب البالغون دوراً كبيراً في كيفية رؤية الأولاد للسلبية واستجابتهم لها. عند التواصل مع الأولاد، تذكّري المبادىء البسيطة التالية:
1- توقّفي وفكّري في كلماتك.
قولي “نعم” كلّما كان ذلك ممكناً. وإن لم يكن بإمكانك أن تقولي “نعم”، أعيدي صياغة اجابتك لإطلاق حديث إيجابي. فعلى سبيل المثال، إذا طلبت منك ابنتك تأخير موعد العودة الى البيت بعد السهرة الى الثالثة صباحاً، قد تشعرين بالرغبة في قول، “بالتأكيد لا!” ولكن عوضاً عن ردّ سلبي سريع، حاولي طرح سؤال لإطلاق حديث حول الموضوع. يمكنك أن تسألي سوزي، “اذا كنت أنت الأم، ما الذي يمكنه أن يقنعك بالسماح لابنتك بالسهر الى تلك الساعة المتاخّرة؟ قد تبدّلين او لا تبدّلين رأيك في النهاية، لكنّك ستجعلين ابنتك تدخل في حديث ذي معنى سيساعدها على فهم الطريقة التي تتّخذين بها قراراتك. وهكذا تحمين دماغ ابنتك ودماغك أنت أيضاً من بعض الهرمونات المسبّبة للضغط النفسي!
2- نتبهي لطريقة كلامك
الصراخ والشجار يؤدّيان الى افراز مواد كيميائية مؤذية في الدماغ. اذا شعرت بالإستياء تجاه طفلك، خذي نفساً عميقاً وحاولي أن تسترخي قبل ان تتحدّثي معه. ان النظر في عينيه والكلام بنبرة لطيفة يبعثان بإشارات إيجابية الى الدماغ. عندما يتحادث الوالدان أمام الأولاد تكون الكلمات والطريقة التي تقال بها ، على نفس القدر من الأهمية. على غرار الدخان المنبعث من سجائر الآخرين، يؤثّر الصراخ سلباً في كل من في الغرفة!
3- تكلّمي ببطء
تظهر الدراسات ان التكلّم ببطء يولّد شعوراً بالهدوء، لا سيّما عندما نتكلّم مع أولاد قد يشعرون بالقلق او الغضب. ويؤدّي أيضاً التكلّم ببطء الى توثيق الروابط بين الناس، إذ يسمح لهم أن يفهموا بعضهم البعض بشكل أفضل.