قصة الصبي الذي رباه أهله على أنه فتاة تعلمنا ما معنى أن يكون المرء ذكراً

0

سنقدم لكم عبر موقع التربية الذكية قصة الصبي الذي رباه أهله على أنه فتاة تعلمنا ما معنى أن يكون المرء ذكراً.

في العام 1967، ولد توأم من الصبيان لأسرة في كندا. عندما بلغ الصبيان من العمر ثمانية أشهر، أخذهما والداهما ليخضعا لعملية ختان.

لسوء الحظ أن نتيجة هذا الإجراء الروتيني كانت مأساوية على أحد الولدين.

استخدم الأطباء طريقة غير تقليدية في الختان واحترق قضيب الطفل بروس رايمر عن طريق الخطأ.

ارتعب والداه لكن الأطباء كان لديهم جواب. اعتقاداً منهم أن الأطفال يتعلمون الفرق بين الجنسين من محيطهم، نصح الأطباء والديّ بروس بأن يشتريا له فساتين ودمى وأن يربياه كفتاة. وأصبح بروس برندا.

وفي مرحلة لاحقة، تم تعديل أعضائه التناسلية عن طريق الجراحة ليشبه الفتيات كما عُرض على أطباء نفسيين ليساعدوه في تشكيل هويته كأنثى.

إلا أن الخديعة لم تنطلِ على برندا فهي لا تريد ارتداء الفساتين كما لا تريد أن تلعب مع الفتيات. أرادت أن تلعب مع أخيها وأصدقائه وبألعاب الصبية.

وعندما ترضى بأن تلعب مع الفتيات، كانت تتصرف بشكل ديكتاتوري ومتطلب وتريد أن يلعب الجميع ألعاباً تتطلب حركة ومشاكسة.

عانت في المدرسة في حين أن أخيها التوأم انتقل بسهولة من صف إلى آخر كما تم كبحها لأنها تفتقر إلى المهارات الاجتماعية والعاطفية.

خضعت برندا للحقن بالاستروجين في سن المراهقة لكنها لم تنجذب أبداً إلى الفتيان.

وكانت تبدو غريبة من الناحية الجسدية فهي تفتقر إلى الأنوثة ما جعل الفتيات يزعجنها ويستبعدنها عن أوساطهن.

وبلغ بها الاكتئاب حد التفكير في الانتحار.

وأخيراً، عندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها، أخبرها والدها الحقيقة بشأن ولادتها.

في المقابلات (وفي رواية جون كولابنتو عن قصة بروس/برندا، كما خلقته الطبيعة: الولد الذي تربى كفتاة) أشار بروس إلى أن الخبر أراحه من عذابه إذ بدا أن ما أحس به طيلة حياته منطقي.

وفي نهاية المطاف، تلقى بروس جرعات من هورمونات الذكورة وخضع لعملية ترميم جراحية؛ ثم بدّل اسمه ليصبح دايفيد وتزوج في سن الخامسة والعشرين، قائلاً إنه يشعر بالسعادة كرجل.

لسوء الحظ أن دايفيد وزوجته انفصلا وتوفي شقيقه التوأم وأقدم دايفيد على الانتحار وهو في الثامنة والثلاثين من عمره.

إذا كان الجنس أعمق من المظهر الخارجي كما تظهر قصة دايفيد رايمر بالتأكيد، فلعلك تتساءلين ما معنى أن يكون المرء ذكراً.

ما معنى أن يكون المرء ذكراً

هذه المقالة لا بدّ منها لنفهم اولادنا الصبيان ونفهم ما الذي يجعلهم مميزين.

يتشابه الفتيان والفتيات في أمور عدة. في الواقع، يعتقد معظم الباحثين أن أوجه التشابه تفوق بكثير أوجه الاختلاف.

فكلا الجنسين يحتاج إلى الحب والانتماء والتشجيع، كما يحتاجان إلى الشخصية والمهارات الحياتية والصبر.

يحتاج الفتيان والفتيات إلى تربية لطيفة إنما حازمة وإلى علاقة وطيدة ومتينة مع الأهل والراشدين الذين يهتمون بهم.

إنّ أدمغة الذكور والإناث متشابهة أكثر مما هي مختلفة خلال معظم مراحل الحياة، إلا أنّ ثمة فروقات مرتبطة بالجنس يبدو أنها جزء من أطفالنا منذ الولادة.

يتعرض الجنين في الرحم للهورمونات الجنسية ما يجعل أدمغة الذكور والإناث تنمو بأشكال مختلفة قليلاً.

في دراستها المذهلة عن الجنس، تحدّثت سوزان جيلبرت عن بعض الفروقات المفاجئة بين الأجنة من الفتيان والفتيات:
  • غالباً ما تكون مدة المخاض عند ولادة الصبي أطول مما هي عليه عند ولادة الفتاة.
  • يبدو أن الطفل الذكر يتعرّض للضغط النفسي بسهولة أكبر من الطفل الأنثى.
  • غالباً ما تتمكن الفتاة من التواصل بالنظر في وقت أبكر من الصبي كما أنها تصبح اجتماعية قبل الصبي في طفولتها.
  • غالباً ما يثير الطفل الصبي الهرج والمرج فهو يبكي بسهولة أكبر ويجد صعوبة في أن يهدأ أكثر من الفتيات.
  • يبدو الصبية أكثر هشاشة عاطفياً من الفتيات ويجدون صعوبة أكبر في التكيُّف مع التغييرات في الروتين فضلاً عن التعاطي مع غضب الأهل واكتئابهم.
  • تطور الفتيات عادة القدرات الحركية واللغوية قبل الصبيان.
  • الصبيان انفعاليون أكثر من الفتيات ويتعلمون المهارات المتعلقة بضبط النفس ببطء أكبر.
  • الصبيان ناشطون أكثر جسدياً ويختارون ألعاباً تنافسية (أراهن على أنك لن تغلبني!) أكثر مما تفعل الفتيات.
  • مما لا شك فيه أن هذه الفروقات هي فروقات عامة في حين أن ابنك شخص فريد لا يشبه أيّ ولد آخر.

ومع مرور السنوات (أسرع مما تتوقعين دوماً)، ستكتشفين الشاب المميز والرائع الذي هو ابنك.

المصدر :كتاب الصبيان- شيريل ايروين- دار الفراشة

darelfarasha.com
اترك رد