تأثير عبارة “لا بأس” على أطفالنا

0

لا ننكر أن لاستخدام هذه العبارة أثر إيجابي على نفوس أطفالنا. بحيث يتعلمون إعادة المحاولة عند الفشل، وعدم الإستسلام. كما أن هذه العبارة تساعدهم على التفكير بطريقة إيجابية، والتفكير بحل للمشكلة، بدلاً من استغراق حياتهم في التفكير في المشاكل والنحيب. لكن كل ما زاد عن حده أصبح نقصاً! كثرة استخدام هذه العبارة تؤثر بشكل سلبي على شخصية الطفل من عدة نواحٍ. تعرفي على تأثير عبارة لا بأس على أطفالك وتفسيرها كما يراها طفلك عبر هذا المقال من موقع التربية الذكية.

كسر طفلكِ الكوب “لا بأس صغيري، سأقوم بتنظيف الزجاج، لا تخف”.
وقعت ابنتكِ على الأرض “لا بأس صغيرتي، سنضع الدواء والضمادة وانتهى الأمر، لا تخافي”
رسب طفلكِ في الإمتحان “لا بأس، ستدرس جيداً في المرة المقبلة وستنجح”.

“لا بأس”: كل شيء مباح

نتفهّم طبعاً خوفكِ على مشاعر طفلكِ، ومحاولاتكِ لإحاطته بأكبر قدر من العطف والحنان خاصةً في مرحلة الطفولة. لكن حين تستخدمين هذه العبارة في كل الحالات، أي مهما اشتدّت خطورة الخطأ الذي يرتكبه طفلك، فأنتِ تبعثين لطفلكِ رسالة ضمنية مقادها “أن كل شيء مباح”. مبدأ الثواب والعقاب مهم جداً في تربية الأطفال. فالطفل الذي لا يُعاقب سيفهم حتماً أن كل شيء مباح ولن يتوانى عن المشاغبة أو افتعال المشاكل.

“لا بأس”: أمي لا تشعر بألمي

حين يقع طفلكِ، أو يؤذي نفسه بآلة حادة، أو حتى يفقد لعبته المفضلة. كلمة “لا بأس” لا تواسيه. بل تزيد الوضع سوءً. أنتِ بهذه الطريقة ستجعلينه يظن إما أنه يبالغ في انفعاله وحزنه، أو أنكِ لا تشعرين بحزنه ولا تتعاطفين معه. نعلم أنكِ ستستغربين الأمر. لكن نعم سيّدتي.. هكذا يفكّر الأطفال. فالطفل لا يستطيع فهم أبعاد الأمور أو النوايا، بل يكتفي بتحليل ما يرى ويسمع بشكل مباشر.

لِمَ لا يقول لي الجميع لا بأس؟

تعاطفكِ المبالغ به مع طفلكِ، سيجعله يواجه مشاكل مع محيطه. لن يتعامل معه الباقين بنفس الطريقة، وبالتالي سيظن أنهم يكرهونه. فمن منظوره، أو بمعنى آخر وفق الطريقة التي تربى عليها، مفهوم الحب مرتبط بالتساهل. وهو لن يجد هذا التساهل المفرط حين يلتقي بأول معلمة، أو مع الجيران، او ربما مع والده. وسيشكل هذا الأمر مشكلة كبيرة في طريقة تعاطيه مع الأمور.


لا بأس.. ستجعل الحياة في المنزل وردية وخارجه مستحيلة.

أتدركين ما الذي تفعلينه بطفلك؟ وتأثير عبارة لا بأس على طفلك؟ بعد أن اعتاد في المنزل على أن كل شيء مباح. سيواجه العالم المليء بالقواعد والتعليمات والشروط في الخارج.. وسيجد الحياة مستحيلة. سيصبح من الصعب عليه الإلتزام بأبسط التعليمات. وسيقف عاجزاً أمام الصعوبات والمشاكل والتحديات. دعي طفلكِ يحل مشاكله بنفسه وراقبيه من بعيد، وحين يعجز تدخلي وعلّميه طريقة حل المشكلة. لا بأس بالتخلي عن بعض ال”لا بأس” لتعليم طفلنا تحمّل بعض المسؤولية.

سماح خليفة

اترك رد