لماذا التربية الصارمة غير فعالة وتؤدي إلى نتائج عكسية مع أولادنا؟(1)

0

التربية الصارمة ربما قد تعنيكَ أيضاً. هل تذكر حين كنتَ طفلاً… حين كان عليكَ أن تخلد إلى النوم أو أن توضب ألعابكَ وتعيدها إلى مكانها، كان من الأفضل لكَ أن تطيع الأوامر! لم نكن طبعاً أطفالاً مثاليين، إلا أن الأطفال في السابق كانوا يكنون نسبة “إحترام” أكبر للكبار مما يفعله الأطفال في أيامنا هذه. أليس كذلك؟

على سبيل المثال، دعينا نتكلم بصراحة، حين تطلبين من طفلكِ أن يتناول البروكلي، يقوم الطفل بدلاً من وضع الطعام في فمه، برميه في وجهك وهو ينظر إلى عينيك مباشرةً دون خجل. فتبدأين بالتساؤل لماذا؟ هل فاتني أمرٌ ما؟ وتكملين متسائلةً “لماذا يمنح طفلي نفسه الحق بالقيام بهذا فيما لم يكن بإمكاني حين كنتُ في سنه القيام بأمور مماثلة!”

حسناً، هذا صحيح. نحن لا نربي أطفالنا تماماً كما كانت تتم التربية في الماضي. لكن هل لاحظت أنه حتى حين نكون صارمين، وحين نصرخ ونهدد أو نعاقب، لا نصل إلى نتيجة؟ يا له من عار!!!

تربية أو دعم؟

سأفسر لك عبر هذا المقال السبب الذي يجعل التربية الصارمة غير فعالة، وسأشرح لك بالتفصيل حدود التربية الإستبدادية. لن أقدم لك الحلول (لكن بإمكانك إيجاد العديد منها في المقالات الأخرى المنشورة في هذا الموقع). كما أنني لن أوجه إليك الإتهامات ولن أحكم عليك أو أحمّلك الذنب. الهدف من هذا المقال هو فقط مساعدتك على الخروج من هذه المعتقدات الراسخة في ثقافتنا والتركيز على هذا الموضوع.

ما الذي نسعى إلى فعله بأطفالنا؟ إلى جانب تربيتهم (هذه الكلمة تبدو لي دائماً غريبة حين يكون الحديث عن أطفالنا…). نحن نود طبعاً أن نساعدهم وندعمهم حتى يصبحوا أشخاصاً راشدين ناجحين، محترمين، واثقين، راضين وبشكل عام سعداء. أليس كذلك؟ لذلك نحن نعمل يومياً على نقل قيمنا إليهم وتعليمهم المهارات الإجتماعية التي ستساعدهم على عيش حياتهم على أكمل وجه.

freepik.com
التربية الصارمة: علاقة قائمة على الخوف والخضوع

حين نربي أطفالنا بطريقة صارمة مستبدة – أو على عكس ذلك متساهلة – نبني تلقائياً علاقة قائمة على طرفين: شخص مسيطر/شخص خاضع. الراشدون الذين يتصرفون بشكل صارم هم المسيطرون؛ والراشدون الذين يتساهلون هم المسيطر عليهم أو الطرف الخاضع.

لكن مهلاً… هل ترين أن هناك الكثير من الأهل الذين يتمنون أن يصبح أطفالهم حين يكبرون خاضعين مسيطر عليهم وخائفين؟ اختاري أحد الأهل الصارمين حولكِ كمثال (أحد الأصدقاء، أهلك…). تخيلي أنك تسألينهم عن القيم والقدرات التي يتمنون نقلها وتعليمها لأطفالهم. هل تعتقدين أن الخضوع سيكون جزءً من هذه القيم؟ طبعاً لا. لأن الأكثرية الساحقة من الأهل، ومن ضمنهم الأهل الأكثر صرامةً وقسوة، يتمنون الأفضل لأطفالهم. ويكون شعارهم المشهور “نقوم بهذا لأجلك”.

وعلى الرغم من ذلك، كلما تصرفنا بطريقة تجعل أطفالنا يطيعون كل أوامرنا دون جدال، كلما أصبح أطفالنا خاضعين وخائفين. هذه العلاقة المبنية على الخوف تولّد المزيد من الصعوبات.

مخطط عقاب/مكافأة

هي نفسها طريقة الجزرة والعصا. وهي فخ على الأهل تجنبه قدر المستطاع لأن الشخص البالغ غالباً يعلق في لعبته الخاصة. فحتى لو نجحت هذه الخطة لفترة محددة، إلا أنها تسجن المربي في سيناريو من الصعب جداً كسره لكن ليس من المستحيل. كما أن هذه الطريقة تمنع نقل القِيَم المهمة بالنسبة للأهل إلى الأطفال.

اقرأ أيضاً: لماذا لم تعد تربية آبائنا تنفع مع أولادنا ؟

اترك رد