ردّت الأم على الإتصال الهاتفي، إنها صديقتها التي لم تكلّمها منذ فترة طويلة، فقد جعلتهما مشاغل الحياة يفقدان التواصل منذ مدة. بدأ الحديث حول العمل ثم الحياة الزوجية ثم صديقتهما التي سافرت، إلى أن بدأوا بالكلام عن الأولاد. ثم صمتت لبرهة وصرخت بعدها “الأولاد.. أين الأولاد؟”. دخلت إلى الصالون فوجدت كلاً من لارا وشادي ممسكان بأقلام التلوين ويعبران عن مواهبهما الخلابة على جدران غرفة استقبال الضيوف.. نسيت أن صديقتها على الهاتف، وبدأت بالصراخ بشكلٍ جنوني، ما الذي فعلتماه؟ كيف سأزيل كل هذا؟ أنتما تثيران جنوني! هي مواقف تتكرر مع كل الأمهات يومياً. سنقدم لكِ بعض النصائح عبر هذا المقال لتجنب مثل هذه المشاكل حين يخرب أولادك البيت.
أي شخص لديه طفل عاش قصص رعب داخل المنزل مثل الرسم على الجدران والفيضانات في الحمام وتمزيق ورق المحارم وكرّ لفافة ورق الحمام واستخدام ماكياج الماما والرسم به على المرآة ورمي الأغراض من النوافذ والشرفات…
ماذا تفعلون عادة في مثل هذه الحالات؟ وما هو التصرّف السليم الذي عليك اعتماده حين يخرّب أولادك البيت ؟ ربما يجنّ جنونك أمام مشاهد الخراب لكن عندما ترين تلك العينين لامعتين والشفتين الصغيرتين مرتجفتين لا يمكن إلا أن يرقّ قلبك وتصلحي الأضرار وأنت تبتسمين.
حين يخرب أولادك البيت. كل ما يمكن القيام به حقا لمنع حدوث كوارث من هذا النوع هو الوقاية منها. كيف؟
إذا لم تسمعي حسّ الطفل لأكثر من خمس دقائق سارعي للتحقّق مما يقوم به من تخريب.
حدّدي جداراً واحداً في المنزل للكتابة والرسم وغلّفي هذا الجدار بورق أبيض كبير الحجم. أي كتابة خارج هذا الجدار تستحق عقاباً. كأن تأخذي أقلام التلوين من الطفل ليوم كامل مثلاً. ومن ثم حدّدي مكان اللعب في البيت: غرفة الألعاب، غرفة الولد، الشرفة، المطبخ…
بعد ذلك علّقي لفائف ورق التواليت في مكان مرتفع لا يستطيع الطفل الوصول إليه. ولا تدعي علبة المحارم في متناول يديه.علّمي طفلك في أبكر وقت ممكن (حوالي عمر السنتين) أن يعيد الألعاب التي استعملها إلى مكانها.
لا تتركي في متناول يدي الأطفال أي شيء يمكن أن يؤذيهم أو يخرّب البيت مثل أدوات التنظيف ومساحيق التجميل والأدوات الحادة أو أي مصدر للنار أو الكهرباء. ولا تكوني مهووسة بالنظافة والترتيب ما دام أولادك صغاراً.
سيكبرون حتماً ويتخطون هذه المرحلة وما يجعلك تشدين شعرك اليوم سيجعلك تضحكين معهم حين يصبحون راشدين مرتّبين تماماً مثلك!
إذا أعجبكِ هذا المقال من موقع التربية الذكية لا تترددي في نشره.